الخميس, يناير 23, 2025
تقاريرسياسة

أجساد النساء ليست ساحة للمعارك

تقرير: أسعد أدهم الكامل

استلف العنوان أعلاه من الكاتبة الصحفية، والمترجمة إشراقة مصطفى حامد التي إستضافتها صحفيون لحقوق الإنسان (جهر) في جلسة حوارية في إطار حملة ال(16) يوماً من النشاط ضد العنف القائم علي النوع الاجتماعي (مشروع مندي علي خطي التغيير) والتي أدارها الصحفي فيصل الباقر ،يوم الجمعة السادس من ديسمبر 2024م بمباني تلفزيون،حيث تحدث إشراقة عن(منظمة مندي لثقافة السلام وإدارة التنوع) شارحة دلالات أسم المنظمة الذي يشير الي نضالات، واحدة من النساء بالأرياف خارج المركز.

وهي الأميرة مندي بت السلطان عجبنا التي تمثل إحدي رائدات البطولة، والنضال والجسارة في الربع الاول من القرن العشرين ضد المستعمر البريطاني، وتصديها الباسل للقوات التي هاجمت منطقتها، ومنعت عنهم مصادر الماء ،وقتلت شباب وثوار المنطقة، وخلد لها علي أثر ذلك أجمل وأقوى مارش عسكري بفرقة موسيقي دفاع السودان، وبرزت بطولتها في حماية منطقتهم التي تقع بالقرب من مدينة الدلنج بجبال النوبة ، وحينما وصلت مندي الي أرض المعركة، وما ان شاهدها أبطال القبيلة تعالت صيحاتهم، فاندفعت مندي الي الصفوف الامامية تقاتل بضراوة وتغني بأعلي صوتها تشجع فرسان القبيلة ،الذين أعادت لهم مندي الروح المعنوية،أما في المساء عندما يهدأ القتال، ويركن الفرسان للراحة كانت، تواصل سندها لهم بتضميد الجراح، والمشاركة في صنع الطعام إنتهت إحدي تلك الأيام بمصرع طفلها وهو علي ظهرها من رصاصة العدو، لكن هذا أيضا يلن عزمها،وتوفيت الاميرة مندي بالكلاكلة بالخرطوم في أواخر العام 1984م عجبنا وصديقه كلكون تم اعدامهم شنقا في الدلنج صبيحة 27 ديسمبر 1917م استسلم الثوار بعد اعدام قائدهم الروحي والعسكري وعادت مندي ومن تبقي الي القبيلة بعد ان ضربوا مثالا نادرا في الشجاعة، والفداء لتخلدهم اغاني القبيلة،

جائزة مندي:

في إطار حملة ال(16) يوماً من النشاط ضد العنف القائم علي النوع الاجتماعي ،لفت إشراقة الي دور النساء والفتيات في النضال ضد الأنظمة العسكرية، ومناطق النزاع، ومقاومة النظام المدحور ،وقوانينه المهينه للمراة ،والمشاركة الفاعلة في ثورة ديسمبر، وضد إنقلاب البرهان علي الحكومة الانتقالية، وقمع الثوار في المواكب حيث كانت الكنداكات علي مقدمة تلك المواكب، وسقطت من بينهن شهيدات حتي إندلاع حرب 15 أبريل الحالية التي سددت من خلالها المراة فاتورة باهظة من النضال حتي يوم الناس هذا ،وأشارت إشراقة الي تنفيذ منظمة مندي لعدد من الورش بالسودان للنساء بمناطق النزاع ، وكشفت عن طباعة كتاب في القاهرة بداية العام القادم يشمل كتابات نسوية مختلفة، وفي المداخلات والأسئلة استمعت إشراقة بصمت العلماء الي كل المداخلات من الحضور النوعي الذين تقدمهم الشباب والشبابات والنساء الناشطة في الحركة النسوية، ومنظمات المجتمع المدني ،والفضاء العام بجانب حضور الصحفيين والمدافعين عن حقوق الانسان ،وحقوق المراءة والطفل، وجاوبت إشراقة علي كل المداخلات،وإتفقت مع بعضها لاسيما قضايا التمييز ضد النساء من خلال القوانيين والاعراف المجتمعية ـوفي تعليقه وصف التشكيلي الاستاذ عصام عبد الحفيظ الفعالية وربطها بحملة ال(16) للعنف ضد المراة بالمبادرة الجرئية والشجاعة لتسليط الاضواء الكاشفة علي نضالات المراة السودانية، وإقترح حفيظ علي اشراقة ومنظمة مندي علي طرح مسابقة وجائزة سنوية للنساء وقوبل المقترح بالموافقة الفورية من إشراقة ورفيقاتها في منظمة مندي بينما أشاد الدكتور أحمد الصادق بجسارة المراة السودانية في كل الميدان النضالية والثقافية والادبية والشعرية وحيا الصادق نضالات المراة،ومن جهته قال المدافع عن حقوق الانسان وحرية الحافة وحرية التعبير محمد نيوتن إن الدكتورة إشراقة تناولت في حديثها مشروع مندي، ورمزية إختيارها لاسم المناضلة الاميرة مندي لجسارتها، ووقوفها بشكل جسور مع قضايا شعبها حيث يعتبر اختيار اسم مندي للمنظمة لفتة بارعة لتخليد ذكري نساء عظيمات من الهامش اغفل التاريخ نضالالتهن،واصفا الفعالية بالناجحة لحضورها المميز وتجاوبهم مع المتحدثة وطرح إسئلة شجاعة.

فعاليات جهر:

وفي المقابل قاتل المنسق العام، صحفيون لحقوق الإنسان – جهر – السودان الاستاذ فيصل الباقر درجت صحفيون لحقوق الإنسان – جهر- السودان، على الإحتفاء بهذه المناسبة العزيزة على قلوب المدافعين، والمدافعات فى السودان بأشكال مختلفة منها البيانات التضامنية، وإقامة المناشط والفعاليات المختلفة، سوى بمفردها، أو عبر شراكات وتحالفات، وأضاف هذه المرّة رأينا أن نقيم الفعالية، بإستضافة منظمة ((بنات مندي) أو ((مندي لثقافة السلام وإدارة التنوّع)) التى أسستها المدافعة الحقوقية والإعلامية البارزة والاكاديمية المرموقة الدكتورة إشراقة مصطفى حامد، فى العاصمة النمساوية “فينا فى العام (2021)، والتى تمّ اعتمادها كمنظمة عالمية فى العام 2022، وقد ابتهلنا فرصة زيارة رئيسة ومؤسسة (بنات مندي) الدكتورة إشراقة مصطفي لنيروبي، حيث حضرت لمؤتمر، فأثرنا أن نتيح الفرصة للمجتمع المدني والصحفي والحقوقي السوداني فى نيروبي، للقاء د. إشراقة مصطفي حامد، وقد رحّبت بدعوتنا، رغم ضيق وقتها، فشرّفتنا بإقامة جلسة حوارية تفاكرية تفاعلية، عرّفت فيها د. إشراقة الجمهور بـ”مندي” – ست الإسم – وما تحمله سيرة المناضلة السودانية العظيمة الأميرة مندي بنت السلطان عجبنا، من مدلولات كفاحية ونضالية، كما عكست تجربة مشروع بنات مندي والتعريف به، وبمنجزاته واسهاماته فى مجال الإبداع النسوي، وفى بناء وتعزيز قدرات النساء المهاجرات، عبرالكتابة الإبداعية، كما حكت عن ملامح من تجربتها الثرّة فى مناصرة قضايا النساء المهاجرات، أُختتمت الجلسة الحوارية بقراءة شعرية قرأت فيها إشراقة مصطفي، واحدة من قصائدها، ويضيف فيصل الباقر، إستطعنا أن نوثّق علاقتنا الكفاحية مع مشروع مندي، وستقوم جهر فى المستقبل القريب، بإقامة شراكة نوعية مع (مندي) تعني بقضايا النساء المهاجرات فى شرق أفريقيا، ومن بينهن وفى مقدمتهن الصحفيات السودايات، فى كينيا ويوغندا، وسنقوم بالشراكة مع مندي لتاسيس (نادي القلم السوداني) بشرق أفريقيا، ليكون منصّة تجمع جهود الكاتبات والكتاب السودانيين والسودانيات فى شرق أفريقيا، ونخطط لأن تكون النواة الاولي فى كينيا،يتوسّع المشروع بعدها، لبلدان إفريقية أُخري.

إشراقة في سطور:

الجدير بالذكر ان إشراقة مصطفي حامد ولدت بمدينة كوستي، وهي تعيش في فيينا منذ العام 1993م حيث نالت الدكتوراة في العلوم السياسية بجامعة فيينا ،وهي ناشطة في منظمة القلم الدولية بالنمسا كممثلة للادب العربي، صدر لها عدد من المجموعات الشعرية بالعربية ،والألمانية، وتعتبر من الناشطات في مجال حقوق المرأة وخاصة المرأة السوداء في بلاد المهجر، عضو ومؤسسة للعديد من المنظمات التي تهتم بالمهاجرات الأفريقيات في أوروبا،وتتحدث اللغات، العربية، الإنجليزية والألمانية وتكتب بالعربية والألمانية،ومحاضرة في جامعة سيغموند فرويد حتى عام 2014م، ومستشارة لدعم النساء ضحايا الاتجار بالبشر بمركز التدخل لحماية النساء ضحايا الاتجار بالبشر في الفترة من 2009 ،وحتى 2014م ومحاضرة غير متفرغة في جامعة سالزبورغ الفصل الدراسي الشتوي،وباحثة في جامعة الاقتصاد 2008م ومحاضرة غير متفرغة بكلية العلوم السياسية جامعة فيينا من 2001 وعلى مدى عشرة فصول دراسية، ومن المواد التي قامت بتدريسها علي سبيل المثال النساء في أوضاع الحروب والصراعات المسلحة بالتركيز على النساء في العراق/ أفغانستان/ القرن الأفريقين وكيف غطت الميديا الناطقة بالالمانية اوضاعهن. مادة سياسات الهجرة في النمسا/ المراة المسلمة بين تنميط المجتمع والواقع/ قضايا الصحة الإنجابية مقارنات عالمية/ ثقافة السلام والتنمية.

الجوائز:

نالت إشراقة العديد من الجوائز منها جائزة الانجاز الأكاديمية من وزارة التربية والتعليم النمساوية وجائزة هيرتا برامر للمراة الفاعلة من الحركة النسائية الكاثولية حاصلة علي الميدالية الذهبية لحكومة العاصمة النمساوية فيينا وجائزة القلم البريطاني للترجمة، وسفيرة النوايا الحسنة فوق العادة للثقافة بالمجان من مؤسسة ناجي نعمان الأدبية للثقافة بالمجان في العام 2014، وفي ذات العام نالت جائزة الإبداع من نفس المؤسسة،وجائزة الإنجاز العلمي مقدمة من وزارة الثقافة والتعليم والفنون لانجازها درجة الدكتوراة الخاصة بقضايا التعزيز والهويات بالنسبة للنساء الإفريقيات،وجائزة التميز فوق العادة لحاكم مدينة باترسون – نيوجرسي أكتوبر 2014م وجائزة لويبلد اشتيرن الأدبية والتي تمنحها نقابة العمال النمساوية عن قصته ثلاثة وجوه مفرحة تتجاوز الحدود 2002م ،وجائزة الحركة النسائية الكاثوليكية للمرأة الناشطة، نالتها لاهتمامها بقضايا النساء العربيات والإفريقيات في النمسا عام 1998م وحافز الكتاب المميز عن مجموعتها الشعرية الأولى الصادرة باللغة الألمانية بعنوان ومع ذلك أغني، مقدمة من مجلس الوزراء النمساوي- قسم الفنون في العام 2003م، ومنحة تحفيزية من حكومة فيينا عبر وزارة التربية والثقافة والفنون الاتحادية في النمسا،ومنحة تحفيزية من صندوق مستقبل الجمهورية النمساوي عن مشروعها الأدبي.

من مؤلفاتها:

لديها أربعة مجموعات شعرية، وهي أحزان شاهقة باللغة العربية 2003م،ومع ذلك أغني، باللغة الألمانية 2003م ،وانتى المزامير، بالعربية والألمانية عن دار ميريت بمصر 2009م ووجوه الدانوب، شعر ونثر بالالمانية صادر عن دار لوكر النمساوية 2014م ،وأنثى الأنهار من سيرة الجرح والملح والعزيمة، بالعربية، دار النسيم القاهرة 2015م ،وشاركت في خمسة عشر أنطولوجيا أدبية باللغة الألمانية منذ العام 1995م فضلا عن انها تنشر ،وتكتب بشكل منتظم في مجلة التضامن النسوي النمساوية والمهتمة بقضايا التفاعل الثقافي بين النساء جنوب الكرة الأرضية منذ العام 1997م لديها أيضا ترجمات من بينها :سيمفونية الربع الخالي، نصوص من الإمارات / عمان 2015م وترجمة نصوص مختلفة لكاتبات وكتاب من سوريا والسودان من العربية للألمانية،وترجمة رواية مخيلة الخندريس للروائي السوداني عبد العزيز بركة ساكن، وتم تدشينها في معرض فيينا الدولي للكتاب عام 2012، وتدرس هذه الرواية في المعهد الفني بمدينة سالفلدن بالنمسا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *