مصابو الثورة.. رسائل في بريد الحكومة
الخرطوم: زحل الطيب
أبرزت ثورة ديسمبر 2018م روح التضحية لدى جيل جديد نشأ في عهد النظام المخلوع، وهناك من قدم روحه فداءً لتحقيق أهداف الثورة، بالإضافة إلى جرحى ومصابين لا تزال معاناتهم مستمرة في سبيل تلقي العلاج.
وأرسل عدد من المصابين رسائل للحكومة، وكشفت (مدنية نيوز) عن معاناتهم وأسرهم حيث ترتفع قيمة العلاج ولا تسمح الأوضاع المادية للأسر بتحمل تلك التكلفة.
وأفاد متابعون لحالات الجرحى والمصابين بأن أولئك الشباب خرجوا لانتزاع الحريات وإقامة حكم ديمقراطي بعد أن ضاق السودانيون بالنظام الدكتاتوري وعانوا من الفقر وإهدار الموارد جراء الفساد.
وأشار أولئك الناشطون إلى أن (الثوار والثائرات) عادوا من جديد للالتفاف من أجل تحقيق أهداف الثورة المتمثلة اختصاراً في (حرية، سلام وعدالة)، فلم يثنهم فض الاعتصام في (3) يونيو 2019م من الاستمرار في تلبية نداء الوطن للبحث عن إمكانية علاج مصابي الثورة، في مشهد رأوا أنه يوحي بالتعاضد والتكاتف ويزيد التقدير لقيمة التضحيات التي قدمت من أجل الشعب.
ومن خلال مسيرة العلاج واجهت بعض المصابين مصاعب، مما جعلهم يطرحون نداءات للحكومة وينتقدونها نتيجة ما اعتبروه تباطؤاً في علاج مصابي الثورة.
التضحية وضرورة التغيير
وقال وائل ناصر، في إفادة لـ (مدنية نيوز) أمس الأول، إنه آمن بضرورة إحداث التغيير وخرج من أجل تحقيق ما آمن به، وإنه لا يزال على استعداد للتضحية.
وأضاف أن أهداف الثورة لم تتحقق بعد في ظل عدم تخليص مؤسسات الدولة من بقايا النظام المخلوع، وأن ذلك قد تمظهر فيما أطلق عليها بيرقراطية العلاج والتباطؤ المتعمد، غير كلمات اللوم التي توجه للمصابين بأنهم سبب سقوط النظام القديم وعليهم العودة لمن تسببوا في إصابتهم لمعالجتهم، وأرجع السبب في تأخير التغيير لسيطرة منسوبي النظام المقتلع على الخدمة المدنية، وشدد على أن عدم إزالة التمكين سيسبب الكثير.
وأعاب وائل، على القائمين على أمر حكومة الفترة الانتقالية التي تم تشكيلها على خلفية الثورة، عدم السؤال عن المصابين وتكوين لجنة لتقديم خدمات العلاج لهم، خاصة أن أغلبهم من أسر محدودة الدخل ولا إمكانية لهم للعلاج على نفقتهم الخاصة، وذكر: (لابد من تدخل الدولة لوقف المعاناة جراء الإصابة).
إسراع الخطوات
أما حمزة يوسف، وهو أحد مصابي 6 أبريل 2019م، فقد طالب الدولة بالإسراع في علاج المصابين والالتفات لقضيتهم، باعتبار أن هناك حالات حرجة لا تقبل الانتظار، ونوه إلى أن المصاب حمورابي أجرى عمليتين جراحيتين على نفقته الخاصة، وأنه يحتاج لثالثة تتطلب السفر خارج السودان، وهو لا يقوى على ذلك رغم أهمية العملية التي تختص بالأوعية الدموية.
ومن ناحيته أشار محمد محمود عثمان، وهو أحد مصابي فض الاعتصام، إلى أن هناك مصابين تستدعي حالاتهم التدخل الفوري لتلقي العلاج خارج السودان، وأوضح أن العلاج يتم حالياً بالجهد الذاتي، وأن بعض المصابين من أسر لا يسمح وضعها الاقتصادي بعلاجهم.
وشدد محمد، على ضرورة الاهتمام بعلاج المصابين، لأنهم خرجوا من أجل الوطن، ولم يخرجوا لقضايا خاصة بهم وأسرهم، وأكد تقديرهم للجهات الحكومية التي استأجرت شققاً لبعض المصابين، وتابع: (لكن الأهم هو سفرهم لتلقي العلاج بالخارج).