“سلطة الشعب”.. مائدة مستديرة بمنطقة “مايو” تناقش الديمقراطية والمشاركة السياسية
الخرطوم: مدنية نيوز
نظم مركز (إتش آند أي) للدراسات النسوية والشبابية، بالتعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، مائدة مستديرة حول بناء الديمقراطية والمشاركة السياسية في منطقة مايو جنوب مدينة الخرطوم أمس السبت، وشارك فيها 35 من المواطنين والمواطنات المهتمين بالديمقراطية والحقوق والمشاركة السياسية الشعبية، وتم خلال المائدة توزيع كتيب يشرح الديمقراطية والمشاركة السياسية وسلطة الشعب، وكيفية مشاركة المواطنين في بناء واختيار وحماية النظام الديمقراطي.
تبادل الأفكار
وقالت ممثل مركز (إتش آند أي) عائشة السماني في بداية الجلسة، إن فكرة المائدة تقوم على النقاش وتبادل الافكار حول الديمقراطية، وامكانية مساهمتها في حل مشاكل السودان المتعلقة بنظام الحكم والحقوق والمواطنة، بجانب مناقشة السبل الأمثل لاخراج البلاد من دائرة الانقلابات العسكرية والحكومات الدكتاتورية، مبينة ان المائدة عبارة عن حوار لفتح ابواب لنقاشات اكبر بين المشاركين وأشخاص آخرين في مجتمعاتهم وجمعياتهم وروابطهم في الاحياء التي ينتمون اليها.
وعرف المشاركون أنفسهم والجهات الروابط والجمعيات واللجان التي ينتمون لها، ونشاطاتهم الاجتماعية والسياسية في مناطقهم، وتم عرض فيديو من انتاج مركز (إتش آند أي) يحوي استطلاعا لأراء مواطنين من الشارع حول الديمقراطية والمشاركة السياسية، ومعرفتهم بالنظام الديمقراطي ورؤيتهم له كنظام حكم في السودان.
مفهوم المشاركة
وبدأ المناقش الرئيسي في المائدة أ.التجاني الحاج، باختيار عينة عشوائية من المشاركين لتوضيح رؤيتهم حول المشاركة السياسية وما يعرفونه عنها وعن النظام الديمقراطية، وشرح التجاني مفهوم المشاركة السياسية والدولة والحكومة والفرق بينهما، والعلاقات الاجتماعية بين الناس والارض وتكوين الدولة، وتنظيمها عبر جهاز سياسي، كما شرح نظام الحكم وانواعه ومستوياته ابتداءا من الاسرة والجماعة، بالاضافة الى مفاهيم الانظمة الديكاتورية والملكية المطلقة والملكية الدستورية، والنظام الديمقراطي، وكذلك النظام البرلماني والرئاسي.
وقدم التجاني شرحا عبر رسم هرمي يستعرض الانقلابات العسكرية التي حدثت في السودان، والسنوات التي أمضتها في الحكم، وأكد ان الانظمة العسكرية حكمت السودان لنحو 54 عاما من جملة 67 عاما لاستقلال السودان، بينما حكمت الانظمة المدنية 12 عاما فقط، وقدم تفصيلا للانظمة العسكرية كل على حدة، والسنوات التي استمرت فيها مع الفترات الانتقالية بين كل انقلاب وآخر، وكذلك فترات الحكم المدني القصيرة واسباب ذلك، وناقش التجاني مع المشاركين انواع واشكال النظام الديمقراطي، والمبدا الاساسي للمشاركة السياسية، بجانب نماذج من انظمة الحكم في بعض الدول الافريقية والفروقات بين كل نظام وآخر، بجانب رسم توضيحي للمشاركة السياسية للمواطنين من القواعد وحتى تشكيل السلطة المدنية الديمقراطية وتكوين البرلمان والحكومة واختيار اعضائها، كما شرح المناقش السلطات الثلاثة في الدولة والعلاقة فيها بينها وضرورة الفصل بين السلطات، وكذلك السلطة الرابطة ودورها في النظام الديمقراطي ومسؤوليها حول المراقبة، وأكد ان المساواة امام القانون والمساءلة من الامور المهمة في النظام الديمقراطي، ومراقبة الحكومة عبر البرلمان الذي يمثل الشعب عن نوابه المنتخبين، وقدم شرحا للفروقات بين النظام البرلماني والرئاسة والانظمة المختلفة والدول التي تستخدمها.
الاستثمار في الشباب
وفي نهاية الجلسة طرح المشاركون في المائدة المستديرة، اسئلة حول انظمة الحكم الديمقراطية والدكتاتورية، وقدموا وجهات نظرهم ورؤيتهم حول ذلك، وأكد بعض المشاركين أهمية الاستثمار في الشباب في السودان، وصناعة قيادات المستقبل بالاستفادة من اخطاء الماضي، والاخطاء السياسية وبناء الديمقراطية من القواعد لتكون ثقافة عامة بين الناس، كما جرى النقاس بين المشاركين حول اسباب قصر عمر الحكومات المدنية في السودان مقارنة بالحكومات العسكرية، وحملوا المؤسسة العسكرية مسؤولية كبح تقدم الدولة بالتدخل في العمل السياسي، كما اتهموا الاحزاب السياسية بالمشاركة في فشل الانظمة المدنية، واستغلال الفترات الانتقالية في الصراع السياسي وعدم الوعي الكامل بمفهوم تداول السلطة وتطبيق الديمقراطية داخل المؤسسات الحزبية.
وأكد عدد من المشاركين والمشاركات، أهمية تهيئة الاجواء خلال الفترات الانتقالية للنظام الديمقراطي القادم عبر القوانين وبناء المؤسسات وتوفير الامن ورد الحقوق وتحقيق العدالة، وناقشوا مسألة الاقصاء السياسي للنظام السابق وحزب المؤتمر الوطني وحاضنته الحركة الاسلامية من الحياة السياسية، وأكد البعض أهمية تحويل الدولة اولا لدولة قانون ومؤسسات وبعدها ترك الجميع بما فيهم المنتمين للنظام السابق يحتكون للديمقراطية والقانون في اي ممارسة سياسية، وشدد المشاركون الشباب والشابات من لجان المقاومة، على ضرورة بناء الفكر الديمقراطي داخل الجمعيات واللجان والمؤسسات الشعبية، وتقوية ثقافة المشاركة من القواعد ثم الصعود الى أعلى واختيار الممثلين بالانتخاب، وتحصين النظام الديمقراطي في الدولة بنشر المعرفة حول ذلك بين الناس.
سلطة الشعب
وأبدى المشاركون والمشاركات اعجابهم بالكتيب الذي تم توزيعه لهم والذي يحمل اسم (سلطة الشعب) ويحتوي على شرح بلغة مبسطة للمشاركة السياسية والمجتمعية، وأكدوا ان اللغة المستخدمة في الكتيب مكتوبة بأسلوب بسيط وواضح ويمكن للجميع فهمها بغض النظر عن مستواتهم التعليمي، وأوضح أحد الشباب المشاركين أو والدته قرأت الكتيب وأشادت بالأسلوب المستخدم وسألته عن الكاتب، كما أبدت اعجابها بالرسومات والحوارات المستخدمة في الشرح، وقد ناقش الشباب من اعضاء لجان المقاومة المشاركين في المائدة فكرة تطوير العمل السياسي داخل اللجان والوعي بالقضايا الوطني والاستفادة من الاخطاء السياسية التي وقعت في الماضي، وكذلك ناقشوا من المحاضر تجارب دول اخرى في تمتين المشاركة الاجتماعية وتحدثوا عن تجربة حزب الخضر في ألمانيا الذي وصل الى السلطة، بعد ان كان عبارة عن حركات احتجاجية ومطلبية، واتفق المشاركون على مواصلة النقاش عبر تكوينهم مجموعات داخل احياءهم وتوزيع مزيد من نسخ كتيب (سلطة الشعب) وتنظيم حلقات نقاش حوله وحول بناء الديمقراطية عبر المشاركة السياسية.