دار المايقوما.. وفاة (444) طفلاً خلال عامين ومعاناة تنتظر تدخل الدولة
قضية تطرحها: هيام تاج السر
كشفت (مدنية نيوز) عن حجم المعاناة داخل دار رعاية الطفل بالمايقوما، وبلغ عدد وفيات الأطفال خلال العام الماضي (344) طفلاً و(100) طفل في (10) شهور في العام الحالي.
وكشفت المتابعات الخاصة بوفيات الأطفال خلال العام 2019م عن وفاة (32) طفلاً في يناير و(30) في شهر فبراير و(36) في مارس و(12) في أبريل و(10) في مايو و(13) في يونيو و(33) في يوليو و(29) في أغسطس و(25) في سبتمبر و(36) في أكتوبر و(37) في نوفمبر و(51) طفلاً في ديسمبر.
وفي العام 2020م توفي (25) طفلاً في يناير و(19) في فبراير و(20) في مارس و(16) في أبريل و(4) في مايو و(3) في يونيو وطفل واحد في يوليو و(3) في أغسطس و(3) في سبتمبر وفي أكتوبر (6) أطفال.
دور منظمة صدقات
وقال مصدر لـ (مدنية نيوز) اليوم، إن منظمة صدقات دعمت الدار في الفترة من مارس إلى نهاية يونيو من العام الجاري عبر توفير طبيبات و(25) ممرضة و(18) ضابط تغذية وضابط صحة مع التكفل بمرتباتهن، وتحفيز الأمهات بمبلغ (2300) جنيه، بجانب بعض الكوادر الإدارية بالتنسيق مع وزارتي الصحة والرعاية، مما أدى إلى تقليل عدد وفيات الأطفال وتقليل عدد المرضى في العيادة بتوفير الأدوية والفحوصات، وتمكنت من علاج (85) طفلاً من سوء التغذية.
وأضاف أن المنظمة لم يجدد لها العقد رغم رغبتها في مواصلة العمل، ولفت إلى أن توقف صدقات أدى إلى تزايد عدد الوفيات مجدداً.
وارتفع عدد الوفيات بين الأطفال مجدداً في الفترة من نهاية يوليو إلى أغسطس من العام 2020، ووصل خلال (15) يوماً إلى (6) أطفال، بجانب زيادة عدد الأاطفال في العيادات والذي بلغ (15 – 20) طفلاً في اليوم وجميعهم مصابون بالإسهالات والجفاف.
مطالبات ناشطين
وطالب ناشطون في المجتمع بالاهتمام بالأطفال الموجودين في دار رعاية الطفل، وكفالة حقوقهم كغيرهم في الحياة الكريمة، وعلى رأسها تعليمهم، واقترح ناشطون عمل برنامج وإشراك المجتمع والمنظمات وتقسيم المشاريع على المنظمات (نظافة، تعليم، حوافز عاملين، صيانة وتأهيل الدار، مساعدة مكتب الكفالة لإخراج أكبر عدد من الأطفال إلى أسر، بجانب تحسين الوجبات للأطفال والأمهات، الجانب الطبي من تحاليل وعمليات وتوفير الأدوية).
وأكد أولئك الناشطين أهمية البرنامج الترفيهي للأطفال، واقترحوا تغطية الدار بكاميرات مراقبة خاصة غرف وحمامات الأطفال، على أن تتحكم في غرفة المراقبة (الباحثات الاجتماعيات)، وشددوا على ضرورة أن يكون الطاقم نسائياً.
وكان ناشطون وكوادر طبية قد طالبوا بضرورة زيارة والي الخرطوم أيمن نمر، للدار التي زارها فعلياً في (12) أكتوبر الجاري، ورغم مرور أكثر من (10) أيام، إلا أنه لم يحدث أمر جديد، وكان الوالي قد أكد اهتمام الولاية بتحسين بيئة الدار، ووجه وزارة التنمية الاجتماعية بتصحيح الأوضاع وتحويل الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن (5) سنوات إلى المدينة الاجتماعية، ووجه بصرف مرتبات الأمهات في مواعيدها ودفع رواتب الكوادر الطبية، وإحالة ملف المخالفات التي صاحبت تعيين موظفين وموظفات في وظائف (مرضعات) لمكتب الوالي خلال (48) ساعة.
وقد سبقت زيارة والي الخرطوم لدار رعاية الطفل بالمايقوما، زيارة عضوتي السيادي عائشة موسى ورجاء نيكولا، وحتى مساء أمس لم يحدث ما هو جديد، حيث تعاني الدار من مشاكل كثيرة في مقدمتها وفيات الأطفال والمشاكل الصحية.
وضع التخزين
حسب متابعات (مدنية نيوز) فإن هناك إشكاليات تتعلق بالتخزين داخل الدار حيث كان التخزين لجميع المواد يتم في مخزن واحد (ملابس، أحذية ومواد غذائية)، وتم فصل المواد التموينية في مخزن منفصل (مبرّد)، وكشفت المتابعات عن انتهاء صلاحية عدد من المواد التموينية والأدوية من فترة لأخرى، مما يعني أن هناك إشكالية في توزيعها للأطفال، وذلك حسب إفادات مصادر مطلعة بالدار.
وقد أقرت عضوة المجلس السيادي رجاء نيكولا، بالإهمال عند زيارتها للدار، وقالت إن الدار تحتاج رعاية من وزارة الشؤون الاجتماعية ووالي الخرطوم، واستنكرت أن يكون الدار بذلك المستوى، حيث يضم (300) طفل، وأن تضم الغرفة التي لا تتعدى مساحتها (40) متراً (19) طفلاً، وأفادت متابعات (مدنية نيوز) أن عدد الأطفال في الغرفة وصل إلى (30) طفلاً عقب زيارة عضوتي المجلس السيادي، وأن الزيارة لم تغير شيئاً في واقع الدار.
مشاكل كهرباء
وتعاني الدار من مشاكل في انقطاع التيار الكهربائي، الذي يتسبب في مشاكل كثيرة منها الانعكاس السالب على معامل اللبن، الأمر الذي يتطلب وجود خط ساخن وتغذية العداد بصورة دائمة.
نقص الأمهات
وأفاد مصدر مطلع بالدار أن الوضع في حاله ولم يتغير بعد زيارة والي الخرطوم أيمن نمر، واشتكت من سوء الإدارة ونقص الأمهات، وقالت: (هناك أمهات من المحليات والدور الإيوائية لا يؤدين دورهن كأمهات ومرضعات ويتحججن بأنهن لم يخطرن بالوظيفة وتفاجأوا بأن وظيفتهن أمهات، وأضاف المصدر أنهن يأتين للدار يوماً ويتغيبن أياماً أخريات، وأشار إلى أن كل ذلك خصماً على الأطفال.
وكشف مصدر آخر عن مشكلة في التكييف، حيث يعاني الأطفال من ارتفاع درجات الحرارة، وينعكس ذلك على حالتهم الصحية وإصابتهم بالأمراض، وأن تلك المشكلة لم تحل رغم الإبلاغ عنها، ولفت إلى معاناة الأمهات في (السهرة) حيث توجد (2) من الأمهات مقابل كل (24) طفلاً.
وترددت الشكاوى من معاناة الأمهات البديلات بدار رعاية الطفل بالمايقوما، من ضعف المرتبات حيث كن يصرفن (1500) جنيه حتى يوليو 2020م، وتم رفع المرتب لمبلغ (4) آلاف، ورغم الزيادة يعتبر بسيطاً لغلاء المعيشة، خاصة أن غالبية الأمهات ليس لهن معاش وتأمين اجتماعي، كما أن هناك أمهات بوظائف إدارية رغم حوجة الدار لأمهات.
نقص الباحثات الاجتماعيات
وبجانب نقص الأمهات تعاني الدار من نقص حاد في الباحثات الاجتماعيات، ولا يوجد مكتب اجتماعي ويحتاج (وحدة نفسية متكاملة)، فالأطفال يعانون من التوحد، مشاكل في النمو الاجتماعي (تأخر في النمو، الحركة، مشاكل فايتمين دال)، وذلك لجلوسهم في وضعية واحدة وعدم تعريضهم للشمس.
التحصيل
وطالب حقوقيون ومتعاونون ومتبرعون لدار رعاية الطفل بالمايقوما، بوحدة حسابية متكاملة بمراجعين ومشرف تحصيل داخل الدار، وقالوا إنه من حق إدارة الدار معرفة الرصيد في الحساب ويكون لها التوقيع الثاني في التصديق المالي أو الشيك.
وطرح أولئك الحقوقيين أسئلة تحتاج لإجابات، منها: (هل تورد الأموال التي تأتي لأطفال المايقوما في حساب الدار أم حساب وزارة الرعاية الاجتماعية بولاية الخرطوم؟، وهل هناك جهات تنال حافزاً من مال الأطفال؟، وهل يتم صرف جزء منها لدور ثانية؟، وإذا كان التحصيل يتم عبر موظف من المالية أين تذهب التبرعات بعد الساعة الرابعة عصراً؟، هل الدار قومية أم ولائية وهي تستوعب أطفالاً من جميع الولايات؟.
نظافة الأطفال ونقص (البامبرز)
وقال مصدر مطلع إنه فيما يخص نظافة الأطفال والاعتناء بهم فقد أصبح نقص (البامبرز) للأطفال أمراً عادياً، وكذلك عدم توفر الملابس النظيفة بسبب عدم وجود إشرافٍ كافٍ على غرف الأطفال، مما انعكس بصورة سلبية على الأطفال فأصبح عدد المترددين منهم على العيادة للتنويم يفوق (٢٠) طفلاً يومياً، وفي السابق كانت أعدادهم لا تتجاوز (٧ – ٨) وأحياناً (٤) أطفال، بالإضافة إلى كثرة حالات الإسهالات والجفاف والأمراض الجلدية التي كانت قد اختفت تماماً من الدار قبل تولي الإدارة الجديدة.