انطلاقة (مشروع الوطن الواحد) بالنيل الأزرق لإنجاح التحول الديمقراطي
النيل الأزرق: هويدا من الله
الشباب هم أساس عملية التغيير عبر التضحيات التي قدموها خلال الثورة ولا يزالوا، ويعتمد عليهم مستقبل السودان بطرق مبتكرة في مجتمعاتهم، وشهدت ولاية النيل الأزرق انطلاقة (مشروع الوطن الواحد) الذي يهدف لتعزيز السلام الاجتماعي ومساهمة المكونين المدني والعسكري في تحقيق التحول الديمقراطي.
وفي مبادرة تعتبر الأولى من نوعها في ولاية النيل الأزرق بادرت جمعية (نبض البلد) بتقريب وجهات النظر وسد الفجوة والجفوة وتعزيز الثقة بين المكون العسكري والمكون المدني في مبادرة خلاقة اسموها (مشروع الوطن الواحد) الذي دشن في (15) أكتوبر المنصرم.
وتهدف المبادرة للعيش في الوطن بمساواة بين الجميع على مبدأ الإنسانية.
وذكر منسق جمعية (نبض البلد) محمد جمال الدين لـ (مدنية نيوز) أمس الأول، أن فكرة المشروع جاءت للتوعية بدور المؤسستين (المدنية والعسكرية) للمساهمة في انجاح عملية التحول الديمقراطي في الفترة الانتقالية وما بعدها، وأوضح أن المشروع ينقسم إلى (3) أنشطة حددها في (الرياضي، الفكري والثقافي).
وأضاف أن النشاط الرياضي يتمثل في إقامة منافسة (دوري) في مناشط (كرة القدم، الطائرة واليد) لفرق مكونة من العسكر والمدنيين.
وتابع أن النشاط الفكري هو عبارة عن جلسات حوار للتعريف بمهام المؤسسات المدنية والعسكرية، وفي نهاية الجلسات ستتم إقامة ورشة تجمع المكونين، وسيشارك فيها ميسر من القوى المدنية والمستشار القانوني للقوات المسلحة للوصول إلى رؤية واضحة لكيفية تعامل خالية من المناكفات بين المكونين.
وأردف أن النشاط الثقافي سيكون عبارة عن مسرح جوال يناقش أسباب الفجوة، ويسعى لحلها في قالب مسرحي تصحبه فواصل غنائية يشارك فيها الطرفان.
وأبان منسق الجمعية أن ضربة البداية ستكون في (3) محليات هي (الرصيرص، الدمازين وود الماحي)، وبعدها ستعمم الفكرة على بقية المحليات، وأنه في ختام النشاط الثقافي ستكرم الفرق الفائزة في النشاط الرياضي، وسيشارك (كورال كلية التربية بولاية النيل الأزرق) و(كورال جامعة سنار) في الحفل، حتى يتم نقل الفكرة إلى الولايات الأخرى عبر طلاب الجامعات.
ومن جانبه وصف قائد مركز التدريب بالقوات المسلحة بولاية النيل الأزرق العميد علي أحمد العوض، لـ (مدنية نيوز) المبادرة بالمعبرة، وأنها تلفت الانتباه لحرص الشباب قادة التغيير وسعيهم الجاد لسد الفجوة ورتق نسيج التواصل بين المكون العسكري والمدني.
وأشار قائد مركز التدريب بالقوات المسلحة للدور الذي نعته بالكبير لمنسقي (مشروع الوطن الواحد)، خاصة في البطولة الرياضية، ونبه إلى أهمية تضافر الجهود بين الطرفين لتكملة بقية المناشط.
ودعا العميد علي أحمد العوض، الوسائل الإعلامية لتكثيف الرسائل التوعوية التي تساعد في نبذ الخلافات المؤسسية، وذكر: (المؤسسة العسكرية منكم وإليكم وبكم ورهن إشارتكم).
ومن جهته قال المدرب باتحاد كرة القدم بولاية النيل الأزرق منير إبراهيم: (هذه البطولة مختلفة بالنسبة لنا وهي فريدة من نوعها)، ولفت إلى أنه ساهم في تنظيم الكثير من البطولات داخل الولاية وخارجها، وأضاف: (لكن هذه البطولة مختلفة لأن هدفها الأساسي هو لم الشمل بين العسكر والمدنيين، وهذه خطوة في بناء السلام الاجتماعي بطريقة مختلفة).
وأوضح منير، أن مهمة الاتحاد تمثلت في تنظيم الفرق وجدولة المباريات واختيار الحكام للمشاركة في البطولة.
واعتبر المدرب منير، أن المنافسة كان بها العديد من المكاسب، حيث عملت على إعادة التواصل بين الرياضيين في محليتي الرصيرص والدمازين، وعززت أن الرياضة هي النشاط الوحيد الذي تختفي فيه الانتماءات القبلية والجهوية والمناطقية، حيث يكون الهدف والهم فيها هو فوز الفريق الذي تشجعه، وزاد: (ما يميز هذه البطولة هو اللعب من أجل التسامح والتصافي لتحقيق السلام المجتمعي، فالسلام والتصالح هو هدف يسعى له الجميع، ولكن كل له طريقته).