بوابات الانتظار
| في ما يتعلق |
بقلم: مشاعر عبد الكريم
بوابات الإنتظار.
باب مفتوح:
(ما الذي أقسى من الموت؟ فهذا قد كشفنا سرَّه
واستسغنا مُرَّه
صدِئتْ آلاتُه فينا ولا زلنا نُعافِر
ما جزعنا إن تشهَّانا ولم يرضَ الرحيلْ
فله فينا اغتباقٌ واصطباح ومَقِيلْ
آخرُ العمرِ، قصيرًا أم طويلْ
كفنٌ من طرف السوق وشبرٌ في المقابرْ
ما علينا
إن يَكُنْ حزنًا فللحزن ذُبالاتٌ مُضيئة
أو يكن قصدًا بلا معنى،
فإن للمرء ذهابًا بعد جيئة
أو يكن خيفةَ مجهولٍ
فللخوف وقاءٌ ودريئة
من يقينٍ ومشيئة
فهلمِّي يا منايانا جحافل
تجدينا لك أندادَ المحافل
القِرَى منَّا وفينا لك والديوان حافل
ولنا صبرٌ على المكروه – إن دام – جميل.)
جمعة سعيدة على الجميع. قد أسبوعاً حافلاً! وكانت أخبار متسارعة، للدرجة التي جعلتني لا أتمكن من مجاراتها كما يجب. و أخفق في الوصول لتوقيت الإجتماع بكم (يوم الجمعة) وأن أنسى كذلك، أن هنالك بقية من حديث لم يكتمل في ما يتعلق بأمر العنف الجنسي وما قامت به وزيرة التنمية الاجتماعية و العمل. لكن (ما الذي أقسى من الموت؟) كي لا أترك كل شئ له أو عنده. و أقف متادبة،أمامه، لا كما يفعلون دقيقةً حداداً. بل وقوف الواجم.. الخائف، الذي لا يقوى على فعل شئ.
شاء الله و مشئته وحدها هي التي تكون، أن يكون هذا العام عام ابتلاء للبشرية بمرض لا يعرفه أحد. مخيف و قاتل، لا يُفرق بين أحد. فأمام (فيروس كورونا المستجد) الجميع متساوي في الإصابة به، أو الموت. وهاهي البلاد تفقد أحد الزعماء، ليس السياسيين فقط، بل حتى على المستوى الاجتماعي والإقليمي. (السيد الصادق المهدي).. بذات الفيروس و الموسيقار والمتهم بشأن الكتابة والتلحين والتدريب للأطفال (سليمان زين العابدين)، ثم الفنان الكبير (حمد الريح).. و يا إلهي كم عدد الاختصاصيين الأطباء الذين اختطفهم الفيروس من بيننا؟؟ هذا وقد أحتاج لمساحة أكبر لحصر عدد أهل الأصدقاء الذين رحلوا بسبب هذا الوباء الجائح. فقد ظللتُ اطبع جمل بعينها لدرجة أن لوحة المفاتيح أضحت تقترح عليّ كلمة (إنا لله وإنا إليه راجعون) حالما أدخل حرف الألف.
ألفُ، ألفُ إقتراح و فكرة فعلتها الدول لمجابهة إنتشار جائحة كورونا بدأت من الإغلاق التام، و لم تنته بفكرة (مناعة القطيع) * التي لم تنجح كثيراً كما الأفكار الأخرى. لكننا وفي السودان لم نلتزم بالاقتراحات المعلنة رسمياً تحت أعذار عديدة منها إن أغلب المواطنين /ولا يوجد حصر علمي دقيق/ يعملون أعمالاً يومية (رزق اليوم باليوم) مما يتسبب الإغلاق التام بخطر الجوع الذي هو افدح من الفيروس؟ وظللنا في الموجة الأولى نتباهى بحصول أحد منا على (إذن عبور) و كان الجميع في الشارع إلا من خاف على نفسه وأهل بيته.
بتنا الآن في مواجهة الموجة الثانية الأعنف، ولا نملك كدولة مايجعلنا نستطيع على المواجهة، فقد فقدنا حتى المصداقية في ما حصلنا عليه من مساعدات دولية في المرة السابقة/تم تأكيد خروج المساعدات للسوق يشتريها من يملك المال/ هذا غير مواجهتها لحقيقة أننا اقتصادياً نعاني فيروس أخطر… إذن هو (خيفة المجهول) فالموت قد خبرنا سره كما قال الشاعر الراحل الدبلوماسي (صلاح أحمد إبراهيم).. المجهول الذي يجعلنا لا نستطيع مجاراة ما يحدث في بلادنا أو الثقة في أننا (سنعبر وننتصر).
ننتظرُ، لكن بوابات الإنتظار تدخل إلينا الجثث… والأخبار السيئة و وجوه الفاسدين.. لطفك يارب.