المديرة الإقليمية لشبكة صيحة هالة الكارب لـ(مدنية نيوز):
لا أحد يستطيع التشكيك في قدرات وأدوار النساء السودانيات ونتطلع لتغيير حقيقي
عدم المصادقة على المواثيق الدولية (مقلق) ونرفض المزايدة في قضايا المرأة
للنساء السودانيات تاريخ طويل من النضال لإنهاء حالة التمييز ضدهن ووقف الانتهاكات ومعالجة آثار الحروب وإزالة التنميط في نظرة المجتمع للمرأة لمحاولة وضعها في قوالب حياتية محددة يرسمها لها المجتمع تنطوي على تجاوزات جسيمة تنتقص من حقوقها، في هذا الحوار تلتقي (مدنية نيوز) بالمديرة الإقليمية للمبادرة الاستراتيجية للنساء في القرن الأفريقي (شبكة صيحة) هالة الكارب، حول جوانب من الانتهاكات ومعالجتها، بالتركيز على تدريب الطالبات في مهن غير مطروقة للنساء لإنهاء حالة التنميط فإلى ما جاء في الحوار:
حوار: عازة أبو عوف
كيف تنظرن لأدوار النساء في التغيير وما هي تطلعاتكن؟
لا أحد يستطيع التشكيك في قدرات النساء السودانيات ودورهن في التغيير الذي شهدته البلاد، ونتطلع لحدوث تغيير حقيقي في أوضاع النساء الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ونعتقد أن التغيير في واقع النساء لا يقتصر على التعيين الوظيفي وأن مسألة تولي النخب مناصب محددة هذا لا يعبر عن التغيير الذي نريده ، والتغيير الحقيقي يجب أن يحدث في قضايا النساء الحقيقية، مثل قضايا الفقر والقهر والتمييز الموجود في القانون الجنائي وقانون الأسرة وقضايا التزام السودان بالمواثيق الدولية، خاصة اتفاقية مناهضة كافة أشكال التمييز ضد المرأة (سيداو) والميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان، وحسب حديث رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، في الجمعية العامة للأمم المتحدة فقد التزم بالمصادقة على كل المواثيق الدولية، وهذا لم يحدث حتى الآن.
هل هناك تفسيير لعدم المصادقة حتى الوقت الراهن ؟
هذه مسألة مقلقة، خاصة فيما يتعلق بعدم تغيير المرجعيات القانونية، وهذا يجعل من قضايا النساء قضايا للمزايدة، وهناك بطء وتلكؤ ونتخوف من أن تتحول المسألة إلى مزايدة في قضايا النساء ما بين الأحزاب السياسية والمدنيين والعسكر، وهذه مسألة غير مقبولة على الإطلاق، ونحن نطالب بالمصادقة على (سيداو) والميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان في أسرع وقت ممكن، ومراجعة كاملة لكل السياسات التي تتضمن تمييزاً ضد النساء.
ما سبب اختيار (صيحة) للاحتفال بتخريج طالبات التدريب المهني كمساهمة في حملة الـ (16) يوماً لمناهضة العنف ضد النساء ؟
قصدنا الاحتفال بهذه الكيفية واجتهدنا في ذلك للاحتفال بالنساء في مهن غير المهن المعتادة تحت عنوان (كسر النمط)، والغريب في الأمر أن وزارة التربية لديها لوائح في المدارس الصناعية بعدم قبول النساء ونحن ننظر لما يحدث بأنه عوائق وضعها النظام السابق، لذلك مسألة التلفيق التي قد تحدث في القانون الجنائي من حذف وإضافة لا تعبر عن رغبتنا، نريد تغييراً كاملاً، وأن تكون القوانين وفقاً للمواثيق الدولية وتحقيق ذلك يتطلب جدية من الحكومة.
ماهي مطالبة (صيحة) في حملة الـ (16) يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة؟
النموذج الذي قدمته في الحملة الـ (16) يوماً (البنات ديل تتجسد فيهن كل مظالم السودان، واخترنا أن يكون التخريج في يوم من أيام الحملة، فهن تم تهميشهن اقتصادياً وعانين من كل عنف النظام المخلوع والقانون السوداني، فتم اختيارهن من أطراف الخرطوم، وفكرتنا الأساسية أننا لا نريد أن يكون بيع الشاي هو الخيار الوحيد أمام للنساء، نريد أن تعمل النساء في المهن الوسيطة، فبعض بائعات الشاي خريجات جامعات ونساء منتجات ومزارعات، لكن الانهيار الاقتصادي وظروف الحرب وضعتهن في ظروف في غاية الصعوبة.
هل واجهت (صيحة) صعوبات ومقاومة من أسر الخريجات ؟
سأتحدث أولاً عن مجالات التدريب، فهؤلاء الطالبات تدربن على (كهرباء السيارات، النجارة، التبريد والتكييف ومكانكيا السيارات)، لذلك في بادئ الأمر واجهتنا بعض الصعوبات من قبل الأسر، لكن الآن نستطيع أن نقول إن النساء كسرن حاجز التنميط، وفي العام الماضي كان عدد الخريجات (50%) وحالياً (100%) ونطمح في المزيد، والعقلية النمطية لم تقتصر على الأسر فقط، فهل تعلمي أن الشركات الكبرى رفضت تعيين الخريجات ومارست تمييزاً في عمل الخريجات وتححجت معظمها بعدم وجود مرافق صحية في المؤسسات.
ماذا حدث في توصيات الموكب النسوي التي تم تسليمها الحكومة ؟
للأسف حتى وقتنا الحالي فإن وزير العدل لم ينفذ وعده الذي قطعه أمام الموكب النسوي، بالمصادقة على المواثيق الدولية، نحن لا يعننيا الحديث عن ما يدور من تعديل وإلغاء في قانون النظام، وعدهم معنا هو المصادقة على الاتفاقيات الدولية، لكن مسألة الإبقاء على القوانين المبنية على التمييز وإرهاب الشعب السوداني لن تنال ثقة السودانيين، خاصة فيما يتعلق بقضية السلام.
في رأيك هل تعتقدين أن عقلية المجلس العسكري هي التي تعيق المصادقة على القوانين ؟
يجب أن تتمع القيادة بتصميم ووعي بأن الشعب السوداني بذل الغالي والنفيس لإحداث التغيير، ويجب أن تكون الحكومة على قدر المسؤولية، فالتسلط والتوقف عند أصوات الأقلية ومن لا وجود لهم في الشارع مسألة معيقة، ولن تقدمنا إلى الأمام، لذلك يجب أن تكون للحكومة ثقة أكبر في جماهيرها وأن لا تراهن على الذين تعلم أنهم لن يقفوا بجانبها.