مرضى الفشل الكلوي بالنيل الأزرق.. خدمات (مُعتَبَرة) وأخرى (مُنتَظَرة)
النيل الأزرق: تحقيق: وديعة قمر الدين
يعاني مرضى الفشل الكلوي بولاية النيل الأزرق من انعدام بعض الأدوية والأجهزة الصحية اللازمة لعلاجهم، مما فاقم معاناتهم وأجبر بعضهم على التخلي عن أعمالهم والانتقال إلى العاصمة للتمكن من الحصول على خدمات صحية أفضل.
ورغم جهود مركز غسل الكلى وجمعية رعاية مرضى الكلى لتخفيف معاناة المصابين والتوعية بمخاطر المرض، يرى كثيرون أن الولاية لا تزال بحاجة ملحة لعدد من الأدوية الحيوية وبعض الأجهزة المهمة كجهاز خاص بمرضى الكبد الوبائي.
وتشير إحصائيات المركز إلى أن أعداد مرضى الفشل الكلوي المستقرين الذين يتلقون خدمات الغسل في المركز قد بلغت (72) مريضاً.
وللوقوف على حجم معاناة المرضى والجهود المبذولة لتخفيفها أجرت (مدنية نيوز)، هذا التحقيق لتضعه أمام السلطات المختصة لمعاجلة الأوضاع وتخفيف المعاناة عن المرضى وذويهم.
معاناة المرضى
وللوقوف على أوضاع المرضى تمسك المريض حاتم الصادق، لـ (مدنية نيوز) أمس الأول، بضرورة إيجاد معالجات للحالات الخاصة من مرضى الفشل الذين يعانون معاناة إضافية عقب إصابتهم بـ (الكبد الوبائي) بجانب الفشل الكلوي، وأمن على حاجتهم الماسة لغرفة لغسيل الكلى تقيهم عن السفر للخرطوم، بالإضافة إلى توسعة قسم العملية الصغيرة وتمكينهم من إجراء عمليات القسطرة ضمن توطين العلاج بالولاية.
ومن جانبه قال المريض بلال سليمان، لـ(مدنية نيوز) أمس الأول إنهم يتلقون جميع الخدمات الطبية مجاناً من (غسل وبعض العلاجات الأساسية والوجبات الغذائية الصحية والترحيل من المنزل للمركز ومن المركز للمنزل)، وذلك بدعم من بنك الثواب وبعض الخيرين. وأكد بلال سليمان، شكوى المرضى من عدم تمكنهم من إجراء التطعيم ضد (فيروس الكبد الوبائي).
جهود الصندوق
ومن جهته أشار رئيس جمعية رعاية مرضى الكلى حبيب عبد الرحمن، في إفادة لـ (مدنية نيوز) إلى جهود الصندوق القومي للتأمين الصحي بولاية النيل الأزرق لدعم ومساندة مرضى الكلى والاهتمام بهموم وقضايا مركز غسل الكلى.
ونبه رئيس جمعية رعاية مرضى الكلى إلى أن توقف العمل بالمركز كان له أثر سلبي على المرضى، وسبب لهم إرهاقاً بدنياً ومالياً ونفسياً، وذكر أن تبني الصندوق لصيانة العطل كان له أثر في نفوس المرضى وذويهم.
عمل رغم التحديات
ومن ناحيته قال المدير الطبي لمركز غسل الكلى بالدمازين الحارث الجزولي عبد القادر لـ (مدنية نيوز) إنه على الرغم من التحديات والصعوبات التي تمر بها البلاد، فإن المركز يضطلع بالدور المنوط به في العناية بمرضى الكلى، وذلك من خلال تقديم خدمات غسل الكلى وتوفير الأدوية اللازمة والوجبات الصحية والترحيل.
ونوه مدير المركز إلى نقص بعض الأدوية ما يشكل خطراً على المرضى، وذكر أن المركز باعتباره المركز الوحيد في ولاية النيل الأزرق فهو بحاجة إلى زيادة ماكينات الغسل، حيث تعمل (12) ماكينة بالمركز ومحطة مياه وكذلك بئر ماء وصهريج.
موكب (رد الجميل)
وكان مرضى الفشل الكلوي وجمعية رعاية مرضى الكلى ومبادرة بنك الثواب، بجانب شباب رابطة حي الزبير قد سيروا في (27) يونيو الماضي موكباً أطلقوا عليه (رد الجميل) لرئاسة الصندوق القومي للتأمين الصحي فرع ولاية النيل الأزرق لتأكيد تقديرهم لدور التأمين الصحي تجاه مرضى الفشل الكلوي ومركز غسل الكلى، وآخرها مساهمة التأمين الصحي في صيانة (طلمبة السستم) بتكلفة مالية قدرها (2) مليون و(400) ألف جنيه.
وأكد المدير التنفيذي للتأمين الصحي بولاية النيل الأزرق د. محمد صلاح الدين، لدى مخاطبته الموكب تقديرهم لمبادرة مرضى الفشل الكلوي، ونقل تضامن التأمين الصحي مع مركز غسيل الكلى والسعي لتقديم أفضل الخدمات للمرضى.
وأشار رئيس جمعية رعاية مرضى الكلى، حبيب عبد الرحمن، خلال الموكب لجهود الصندوق القومي للتأمين الصحي بالولاية لدعم مرضى الكلى والاهتمام بتخفيف المعاناة عنهم، وبقضايا مركز غسيل الكلى، ولفت لمعاناة المرضى نتيجة توقف العمل بالمركز لمدة (5) أيام بسبب تعطل (النظام) (السيستم).
وتمسك ممثل مرضى الفشل الكلوي حاتم الصادق، في كلمته خلال الموكب، بضرورة إيجاد معالجات للحالات الخاصة من مرضى الفشل الذين يعانون من الكبد الوبائي، ولفت لحاجتهم الماسة لغرفة غسل لتجنب معاناة السفر للخرطوم، بجانب توسعة قسم العملية الصغيرة وتمكينهم من إجراء عمليات (القسطرة) ضمن توطين العلاج بالولاية.
تعهُّد
وفي سياق ذي صلة، أكد المدير التنفيذي للتأمين الصحي بولاية النيل الأزرق محمد صلاح الدين، وقفتهم وتضامنهم مع مركز غسيل الكلى والمضي قدماً في تقديم أفضل الخدمات للمرضى، وأوضح في إفادة لـ (مدنية نيوز) أن الهدف من افتتاح صيدلية التأمين الصحي داخل مركز غسل الكلى هو تقديم الخدمات لمرضى الفشل الكلوي في أماكن وجودهم وكذلك خدمات المعمل.
وتعهد المدير التنفيذي للتأمين الصحي بولاية النيل الأزرق، بترقية قسم العملية الصغيرة وصيانة المكيفات والسعي لمزيد من الشراكات، خاصة أن عيادة الاختصاصي الأسبوعية ستسهم في تخفيف الأعباء عن كاهل المرضى.