بعد سنوات التهميش.. الثقافات الإفريقية تحتفل في الخرطوم
تقرير: محمد إبراهيم الخليفة
للمرة الأولى منذ سنوات وبشكل رسمي؛ تم الإحتفال في الخرطوم باليوم العالمي للثقافة الإفريقية والثقافات ذات الأصول الإفريقية، وذلك في حديقة الأسكلا تحت شعار أنا سوداني – أنا إفريقي، ونظم الاحتفال الاتحاد القومي للتراث الشعبي السوداني، وبمشاركة من دولة تشاد التي شاركت معرض ضخم في اليوم الأول.
وشمل المعرض العديد من الأنشطة المختلفة من جهات متعددة كـ(الفلكلور والأدب وقصص وأغذية، وتصاميم وصناعات تقليدية تعبر عن الثفافة الإفريقية)، وبحسب منظمي الاحتفال فإن يوم الاحتفال الرسمي سوف يشمل العديد من الأنشطة الثقافية المختلفة التي تعكس التنوع وبمشاركه فرق غنائية وفرق رقص شعبي جميعها في تحت عضوية الاتحاد القومي للتراث السوداني.
الطالبة التشادية سارة بشارة أعربت عن سعادتها بمشاركة دولتها في إحتفال اليوم العالمي للثقافة الافريقية والثقافات ذات الأصول الافريقية، وأكدت في إفادتها لـ(مدنية نيوز) أهمية دور التراث في ترتيب العلاقات الشعبية وتوضيح الإمكانيات التراثية والثقافية التي تزخر بها القارة السمراء، واعتبرت أن مثل هذه المعارض تساهم في التقارب السوداني التشادي ويعرف الشعبين بثقافة بعضهم البعض، وأشارت إلى مشاركتهم في كل المبادرات الثقافية وفي موكب اليوم.
التراث الشعبي السوداني
وقال العضو المؤسس بالاتحاد القومي للتراث السوداني د. صلاح الدين فرج الله يعقوب، لـ(مدنية نيوز) إن الاحتفال باليوم العالمي للتراث الإفريقي مهم لبروز التنوع والتعدد الثقافي والإثني الذي تزخر به البلاد، وأضاف أن الأمم المتحدة خصصت يوم 24 يناير للإحتفال باليوم العالمي للثقافة الافريقية والثقافات ذات الأصول الافريقية.
وأوضح صلاح أن يوم 24 هو اليوم الرسمي للكرنفال، ولتوضيح دور القارة الافريقية الإيجابي في العالم وتغيير النظرة السالبة تجاه إنسان القارة كشخص بلا هوية وتاريخ وحضارة، ونشر ثقافة السلام والفنون والمحبة لتجاوز مرارات الماضي الدامي والتطلع لسودان مشرق يصبح فيه التراث القومي مصدر للوحدة والفخر الوطني وريادة البلاد، ويسترسل بالقول: (جمالنا في تنوعنا وتعددنا الثقافي والتراثي).
وانتقد فرج الله النظام المخلوع بتهميشه للتراث والثقافات المحلية في السودان، وبل والعمل على تقزيمها وشيطنتها، وطالب حكومة الفترة الانتقالية بوضع حجر الاساس للنهضة والاهتمام بالتراث وتسليط الضوء عليه ودعمه باعتباره موروثاً ثقافياً يجب دعمه مالياً للمحافظه عليه من الاندثار.
من جانبه أوضح مدير الاعلام بالاتحاد القومي للتراث الشعبي السوداني، وقيع الله أدم عوض السيد، ان يوم 24 هو يوم مخصص للاحتفال بالثقافات الافريقية المختلفة عبر منظمة اليونسكو، واشاد بمشاركة دولة تشاد في المعرض، وكشف عن مشاركة أكثر من 45 فرقة موسيقية وراقصة في الكرنفال، فضلاً عن مشاركة كل من دولة إثيوبيا وتشاد ودولة جنوب السودان.
وأكد أن هدف المعرض عكس التنوع والتعدد السوداني، وتعزيز ثقافة السلام والتوعية على ضرورة التمسك بالتعايش السلمى والمجتمع بي المجتمعات السودانية كافة، ونبه إلى أن المعرض قام على الجهد الذاتي لأعضاء الاتحاد القومي للتراث الشعبي السوداني، وأعلن عن تطوير اليوم في السنوات القادمة.
التراث ينجو من مذبحة
عضو مبادرة تجمع لجان المقاومة والأجسام الثورية والمطلبية “تلم”، خالد الأمين الشهير بـ”وتر” أكد أهمية يوم الثقافات الإفريقية، واعتبر أن الثقافات الافريقية والشعبية المحلية طوال فترة حكم نظام الجبهة الاسلامية ظلت تتعرض للمضايقات عبر الاعلام والقوانين التي اعتبرها المتحدث تعبر عن مكون ثقافي وحيد في المجتمع.
وأشار خالد إلى قانون النظام العام سيئ السمعة الذي يراعي للتعدد الثقافي والاثني الذي تذخر به البلاد، واعتبر أن سياسات النظام البائد فيما يتعلق بالثقافة والتراث المحلي أجبرت جزء عزيز على البلاد لتفضيل خيار الانفصال بدلاً عن السماح لحكومة المؤتمر الوطني حينها أن تعبث بتراثهم وثقافتهم.
ويسترسل بالقول: “السودانيون رغم إثنياتهم وتراثهم إلا أنهم يتصفون بالتسامح وقبول الاخر المختلف عنهم، لكن النظام المباد جلب ثقافة تنتمي لثقافة الصحراء في القرن السابع الميلادي تخالف تسامح وثقافة السودانيين وعمل على فرضها بقوة السلاح والبطش”، وذكر الأمين أن تراث (الزار) في مخيلة النظام المباد هو شعوذة ودجل إلى آخره، بينما عن بعض الثقافات السودانية هو تراث محلي بحسب دياناتهم ومعتقداتهم أمر عادي.
وأشار خالد الى محاولة النظام المخلوع فرض نظام معين لملابس النساء ووضع ضوابط للاحتفال وغيرها من الممارسات التي لا تعترف بالتراث الشعبي الاخر، ومحاولة لإلغاءه.