تجدد التوتر في الجنينة والأمم المتحدة تطالب بمحاسبة المسؤولين
الخرطوم: حسين سعد
تجدد أعمال العنف في الجنينة أمس الثلاثاء لليوم الثالث على التوالي بعد هدوء حذر مساء الاثنين وصباح امس . جاء ذلك على الرغم من إعلان مجلس الأمن والدفاع حالة الطوارئ في ولاية غرب دارفور وشن مئات المسلحون هجوما على معسكر ابو ذر للنازحين مصحوباً بالقصف بالأسلحة الثقيلة والمدفعيةعلى معسكر ابو ذر للنازحين ومعسكر جامعة زالنجي،بالجنينة مما أدى إلى حرق معظم المنازل، وتصاعدت سحب الدخان في سماء المعسكر، فيما كشف شهود عن تعرض المعسكر للنهب بواسطة المسلحين فيما لم يتحصل راديو دبنقا على تفاصيل الضحايا والخسائر جراء.
ومن جانبها كشفت لجنة أطباء غرب دارفور عن مقتل 32 شخصاً وإصابة 78 آخرين جراء أحداث العنف في الجنينة حتى صباح أمس الثلاثاء ليرتفع العدد الكلي للضحايا منذ مساء السبت إلى 50 قتيلاً و132 جريحاً .وأوضحت اللجنة في تقريرها الثاني حول الأحداث إن الجرحى والمصابين يتلقون الرعاية الطبية بمستشفى الجنينة التعليمي و السلاح الطبي ومستوصف النسيم.وقالت لجنة الاطباء أن هناك عدد من الإصابات تحتاج إلى إجلاء عاجل إلى الخرطوم لحاجتها إلى تدخلات جراحية متقدمة لا تتوفر في مستشفيات المدينة.
ومن جهتها اعلنت الأمم المتحدة امس عن مقتل 56 شخصاً في اشتباكات الجنينة .وقال مكتب الامم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية اوشا في تقرير له أمس إن الأحداث أدت نزوح3800 شخص من أحياء حي الجبل والجمارك والثورة والتضامن إلى المساجد والمباني العامة القريبة. فيما افادت مفوضية العون الإنساني بفرار أعداد من المدنيين إلى تشاد .واشار المكتب إلى تعليق تسليم المساعدات الإنسانية في المدينة إلى حين تحسن الوضع الأمني وأكدت الامم المتحدة إلغاء الرحلات الإنسانية بسبب الاشتباكات . وإغلاق الاسواق الطرق داخل وخارج الجنينة. واشار ت إلى انقطاع التيار الكهربائي من الجنينة بعد تدمير محطة الكهرباء المحلية مساء يوم الاثنين.
وفي الأثناء أعلن مجلس الوزراء امس أن وفداً أمنياً برئاسة وزير الداخلية سيتوجه إلى الجنينة للوقوف على الأوضاع كما أعلن المجلس خلال اجتماعه امس الثلاثاء إلى الترتيب مع وزارة الحكم الاتحادي لتنظيم مؤتمر خاص بالجنينة. في هذه الاثناء اعلنت وزارة الداحلية عن مقتل (4) من رجال الشرطة خلال احداث الجنينة وقال وزير الداخلية عز الدين الشيخ في تنوير للمجلس إن احداث الجنينة والسريف من الأحداث ذات التأثير الكبير مشيراً عدد القتلى والجرحى من المواطنين والأجهزة الأمنية بالجنينة ونوه إلى الهدوء النسبي في المدينة.ومن جهة أخرى نظم ناشطون وقفة احتجاجية امس الثلاثاء امام مقر مجلس الوزراء تنديداً بأعمال العنف التي راح ضحيتها عشرات المواطنين
وفي ذات الموضوع قالت المنسقية العامة لمعسكرات للنازحين واللاجئين إن المليشيات المسلحة هاجمت احياء مدينة الجنينة منذ يوم السبت واوضحت في بيان لها إن الهجوم طال 5 من أحياء المدينة وثلاث معسكرات للنازحين .وحمّلت المنسقية الحكومة الانتقالية بشقيها السيادي والوزراء، مسؤولية هذه الهجمات المخططة والمدبرة مشيرة إلى تقاعسها في تحقيق العدالة في الجرائم الفظيعة السابقة.وقالت مؤسسات الدولة العميقة ما زالت تتحكم تحركات بعد المسؤولين في الدولة وتعمل في الخفاء لخلق الفوضي وعدم الاستقرار السياسي، مؤكدة ضرورةإعادة هيكلة المؤسسات العسكرية والامنية والمدنية في السودان.
وفي المقابل وصفت نقابة المحامين السودانيين ما حدث في الجنينة بانه يرقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ، وادانت نقابة المحامين في بيان ماحدث في الجنينة ودعا البيان لإجتثاث عوامل تكرار العنف كل فينةٍ و أخرى و في مدى زمني متقارب، كما طالبت نقابة المحامين جهاز الدولة للتدخل المناسب و المسؤول للتيقن من عدم تكرار مثل هذه المأساة وحذرت نقابة المحامين السودانيين من ان التراخي والتساهل في إنفاذ القانون كان و سيظل السبب المباشر إن لم يكن الوحيد في تكرار مثل هذه الجرائم .ودعت نقابة المحامين الحكومة الانتقالية لتفعيل القوانين الطارئة و التدابير القانونية و السياسية و الأمنية الحصيفة التي تخاطب جيوب التفلتات الأمنية و تردع حملة السلاح خارج نطاق القانون و تلاحق الجناة ، ضماناً لتقديمهم لمحاكمات عادلة و جبراً للأضرار المادية و الإصابات و انتصاراً لدماء ضحايا هذه القتلة.
الي ذلك طالبت حركة تحرير السودان – قيادة عبد الواحد المجتمع الدولي بإعادة النظر فى قرار مجلس الأمن الدولي الذى قضى بخروج بعثة اليوناميد من درافور وذلك على خلفية أعمال العنف في الجنينة .وأكدت في بيان لها الضرورة القصوى لإرسال قوة أممية تحت الفصل السابع لها القدرة والإمكانيات فى حماية المدنيين .وقالت إنّ تسارع الأحداث الدامية وإتساع رقعتها يدل على عجز الحكومة عن حفظ الأمن وحماية المدنيين،و, ينذر بإنفلات أمنى خطير ومقدمة لحرب أهلية شاملة تقود إلى تفكيك السودان. وقال عبد الواحد محمد النور لدى مخاطبته أمس ندوة لمنسوبي الحركة إن أحداث الجنينة تندرج في إطار التردي الأمني والاقتصادي الذي تشهده البلاد مؤكداً ضرورة الحوار السوداني السوداني
ومن جانبها اتهمت الحركة الشعبية بقيادة الحلو السلطة المركزية في الخرطوم بالتواطؤ مع مرتكبي الأحداث الدامية في الجنينة . وأوضحت إن أحداث الجنينة تؤكِّد عدم وجود سلام ولا تُبشِّر بسلامٍ قادم.وطالبت الحركة في بيان لها السلطات بحسم هذه الفوضى والتفلُّتات الأمنية وبسط سيطرتها على هذه المليشيات التي ترعاها وتقوم بحمياتها.وادانت الحركة الأحداث المتكررة في الجنينة وما وصفته بالصمت المُريب للسلطات وتقاعسها عن الإلتزام بواجباتها وحماية المواطنين . وطالب بيان الحركة الشعبية بحل المليشيات القبلية وقوات الدعم السريع ودمجها في القوات المُسلحة لتكون تحت قيادة موحَّدة وبعقيدة عسكرية جديدة.
وفي السياق ذاته أمنت الجبهة الثورية علي قرارات مجلس الامن والدفاع بفرض حالة الطوارئ في ولاية غرب دارفور وتفويض القوات النظامية لفرض هيبة الدولة ، داعية في ذات الوقت ت لتبني الحلول السياسية لإيجاد حل جذري لأزمة الولاية.وطالبت الجبهة الثورية في بيان لها بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة للنظر في اسباب النزاع المتكرر ولتقديم المتسببين في الاحداث الي محاكم عادلة .ودعت الجبهة الثورية الي الإسراع في تشكيل القوات المشتركة لحماية المدنيين في دارفور المنصوص عليها في اتفاق جوبا لسلام السودان.
وبدورها دعت الامم المتحدة امس جميع الأطراف في الجنينة لوقف القتال على الفور وطالبت في ذات الوقت الحكومة بالتحقيق ومحاسبة أولئك المسؤولين عن العُنف”. ورحب رئيس بعثة اليونيتامس امس بقرار الحكومة بإعلان حالة الطوارئ لاحتواء الموقف، وحثَّ قوات الأمن الحكومية على منع المزيد من العُنف واستعادة النظام لِصالح جميع المدنيين.
وطالب الحكومة ايضا بضمان سلامة ووصول المُنظَّمات الإنسانية التي تُقَدِّم الخدمات إلى هؤلاء المُتضَرِّرين.من جانبه أعرب الاتحاد الاوروبي في السودان عن قلقه البالغ إزاء التصعيد الأخير للعنف في الجنينة، داعياً جميع مكونات الحكومة الانتقالية بذل قصارى جهدها لوقف العنف . ومن جهتها حثت السفارة الأمريكية بالخرطوم أطراف النزاع في الجنينة على ضبط النفس لاستعادة السلام والأمن بالمنطقة.