الخميس, نوفمبر 21, 2024
تقارير

التراث غير المادي في السودان بين التعدد والتنوع

الخرطوم: مدنية نيوز
نظمت الجمعية السودانية للتراث الانساني وبالتعاون مع وزارة الثقافة والاعلام ممثلة في المجلس القومي للتراث ورشة عمل بعنوان ورشة التراث غير المادي في السودان المفاهيم الاساسية، القوانين والتحديات في السابع عشر من ابريل الجاري بحضور فاق ٢٥ مشارك/ة واحتوت الورشة على ورقتين، كانت الأولى بعنوان الجهود الوطنية المبذولة في مجال صون التراث الثقافي غير المادي والتحديات، والثانية بعنوان التراث غير المادي في السودان، وكيفية التعامل معه على ضوء القوانين المحلية والدولية.

افتتح الورشة الأمين العام للجمعية السودانية للتراث الانساني أ. وائل محجوب مرحبا بالحضور، وقال إن هذه الفعالية تمثل ضربة البداية لتدشين نشاط الجمعية السودانية للتراث الانساني، موكدا عزم الجمعية مواصلة فعاليات اخرى مشابهة لهذه الورشة، في إطار تعزيز ورفع قدرات عضويتها في مجالات عملها المختلفة.

من جانبه اوضح رئيس الجمعية أ. خالد فتحي في كلمة الجمعية إن تأسيس الجمعية جاء في إطار ترسيخ شعارات الثورة السودانية الداعية للحرية والسلام والعدالة، وإن جهدها سينصب في تعزيز المشتركات وعكس تراث مختلف مكونات السودان، بما يسهم في دعم التعايش السلمي وقبول الأخر، ويمثل ترياقا مضادا لدعوات التشرذم، ومواجهة ثقافة الإقصاء.

الجلسة الاولى : ورقة الجهود الوطنية المبذولة في مجال صون التراث

وفي ورقته المقدمة في الورشة والمعنونة “الجهود الوطنية المبذولة في مجال صون التراث الثقافي غير المادي والتحديات”، أوضح رئيس المجلس القومي للتراث د اسعد عبد الرحمن عوض الله ان الورقة احتوت على عدة محاور تمثلت في:

اولا: الهيئات المختصة بصون الثراث الثقافي غير المادي والتطورات التي حدثت فيها.

ثانيا: القدرات والاجراءات القانونية والتقنية والادارية والمالية المتاحة.

ثالثا: قوائم الحصر الموجودة بشان التراث الثقافي غير المادي.
-رابعا: بناء القدرات في مجال تنفيذ اتفاقية ٢٠٠٣م واليات تطبيقها.

خامسا: الترويج والتوعية وغير ذلك من التدابير.

سادسا واخيرا: التعاون الثنائي ودون الاقليمي والاقليمي والدولي.

وقال د اسعد إن الهيئات المختصة بصون الثراث الثقافي غير المادي، هي وحدة ابحاث السودان، كلية الاداب جامعة الخرطوم، ومعهد الدراسات الافريقية والاسيوية، ومصلحة الثقافة قسم الدراسات والبحوث، وادارة النشر الثقافي بمصلحة الثقافة، والمركز الثقافي وترقية اللغات والتوثيق الثقافي، بجانب مركز تسجيل وتوثيق الحياة السودانية، اضافة الى المجلس القومي للتراث وترقية اللغات.

وعن المجهودات التى بذلت خلال الفترة من ٢٠٠٨م الى ٢٠١٦م، اوضح د. اسعد ان السودان وقع على اتفاقية لصون التراث الثقافي غير المادي في العام ٢٠٠٨م، وبناء على ذلك شكلت وزارة الثقافة والاعلام، لجنة وطنية لحصر التراث الثقافي غير المادي، وقد عملت اللجنة منذ العام ٢٠١٤م، على حصر التراث الثقافي غير المادي، بجانب اشرافها على عدد من مشروعات المساعدة الدولية، والتى هدفت لتقديم الدعم والمساندة المالية والفنية، لحصر وتسجيل وتوثيق التراث، بدء بعمل خارطة ثقافية وعمل قوائم حصر بجانب عمل دورات تدريبة ومقابلات ميدانية، وفي العام ٢٠١٢م بدأ السودان تنفيذ مشروع الحفظ الرقمي للفلكلور، وارشيف للموسيقى التقليدية، بجانب جمع وثوثيق العاب الاطفال التقليدية، واضاف قائلا في العام ٢٠١٧م صدر مرسوم جمهوري بالرقم “٣٥”، والخاص بانشاء المجلس القومي للتراث الثقافي وترقية اللغات، وتواصل عمل اللجنة بحصر التراث الثقافي في كل من كردفان والنيل الازرق، وتم تحديد هذه المناطق باعتبارها مناطق نزاعات، وقد تاثر فيها التراث الثقافي غير المادي، فضلا عن بناء القدرات واعداد الكوادر وحصر التراث.
اما فيما يختص بالاجراءات القانونية والادارية المتاحة، اوضح رئيس المجلس القومي للتراث ان قانون المجلس للتراث وترقية اللغات قيد الاجازة، لكن تم تكوين المجلس واعداد مشروع الهيكل الاداري والتنظيمي، بجانب تمويل مشروعين في مجالى حصر التراث وبناء القدرات، اما عن قوائم حصر التراث اللامادي الموجودة بالمجلس قال د. اسعد عبدالرحمن (في ٣٠ يوليو ٢٠١٨م تم عقد حلقة تدارسية حول اعداد قائمة الحصر الوطنية حيث تم حصر ٤٢ عنصرا وفقا لطلوبات اتفاقية ٢٠٠٣م لاعداد قوائم الحصر)، واضاف جاء الهدف من حصر التراث غير المادي، في وضع استراتيجية توثيق التراث الثقافي غير المادي وبناء قدرات صانعي القرار، ومديري الثقافة بالولايات، وتنفيذ الورشة التدريبة حول اعداد قوائم الحصر وتعزيز المشاركة المجتمعية، وصون التراث في ولايتي النيل الازرق وكردفان.

وفيما يتعلق بمشروع بناء القدرات في مجال تنفيذ اتفاقية ٢٠٠٣م واليات تطبيقها، قال رئيس المجلس انه تم التوقيع على اتفاقية بناء القدرات بين اليونسكو ووزارة الاعلام، بتمويل من هيئة الثقافة والسياحة بابي ظبي بمبلغ ٣٣٨،٣٣٧ دولار لبناء القدرات في مجال تنفيذ اتفاقية صون التراث وتعزيز القدرات البشرية، وعن التوعية والتثقيف، وغير ذلك من التدابير فقد تم بث برامج تلفزيونية واذاعية راتبة عن التراث بالقنوات الفضائية مع انتاج افلام وثائقية، وفي مجال التعاون الاقليمي المشترك، اوضح د. اسعد ان مجلسه شارك في اعداد ملف تراث النخلة المشترك مع ١٤ دولة عربية بجانب المشاركة في ملف فنون الخط العربي.

الجلسة الثانية: التراث غير المادي في السودان وكيفية التعامل معه على ضوء القوانين المحلية والدولية.

وفي ورقته التراث غير المادي في السودان وكيفية التعامل معه في ضوء القوانين المحلية والدولية، عرف الخبير المعتمد لدى اليونسكو في مجال التراث ومدير بيت التراث د. اسماعيل على الفحيل عرف التراث غير المادي، بانه الممارسات والتصورات واشكال التعبير والمعارف، ومايرتبط بها من انشطة واماكن ممارسة الانشطة متوارثا جيلا عن جيل، ويمكن اعادة انتاجه والتفاعلات مع الطبيعة بما يعزز الاحترام والقدرة الابداعية بين البشر، ولا يتعارض مع حقوق الانسان، واوضح د. الفحيل ان هنالك مجالات للتراث غير المادي متمثلة في العادات والتقاليد (التعبير الشفهي)، والفنون والتقاليد بجانب الممارسات والطقوس والمعارف المتعلقة بالطبيعة والكون والمهارات المرتبطة بالفنون التقليدية، وقال هنالك سبعة اتفاقيات دولية متعلقة بالتراث السودان غير موقع على ثلاث منها: اتفاقية حماية وتعزيز وتنوع التعبير الثقافي.

اتفاقية حماية التراث غير المادي.

– اتفاقية حماية التراث الطبيعي العالمي.
واضاف هنالك جهات في تعطيل صدور قانون يمنع تهريب الاثار، رغم وجود اتفاقيات دولية تحمي هذا الحق، لذا كدولة لا نستطيع استرداد اثارنا المنهوبة، لكن بالتوقيع على الاتفاقيات، والتي تهدف الى صون واحترام الثراث والتوعية والتقدير المتبادل، بجانب التعاون والمساعدة الدولية.

واوضح د. العجيل ان الجهات المسئولة عن الملكية الفكرية للتراث، هي المجتمعات والافراد وتبقي مشاركة الدولة ومسئوليتها هي الاكبر، وتأتي هذه العملية ضمن شركاء من الوزارات والهيئات والمؤسسات والجامعات ومراكز البحوث والمنظمات غير الحكومية والجمعيات، وكلها شراكة تقوم على صون التراث غير المادي في الخطط السياسية وبرامج التنمية والتعليم لاسهام التراث البالغ في قضايا السلام والامن لحل النزاعات، بجانب توفير دخل وعائد يحسن من وضع المراة الريفية والطب التقليدي، فضلا عن ان التراث يعد مصدرا للابتكار والابداع والسياحة.
ونبه د. العجيل ان التراث مهدد بسبب الحرب والنزوح والهجرة والعولمة وكبر السن.

مداخلات
في مداخلته قال رئيس وحدة الفلكلور جامعة الخرطوم د. محمد المهدي بشرى إن على المجلس القومي للتراث وترقية اللغات تقديم رؤية نقدية لمعيقات عمل المجلس وتصنيف الجهات الشعبية والرسمية لفهم الامكانيات، وقال البشرى وزراء النظام السابق اشتغلو على التراث اكثر من وزراء النظام الديمقراطي، واضاف “الوزارة لم تكن حريصة على التراث، فضلا عن ان المساهمات غير موجودة في النظام الديمقراطي لمعرفة العقبات، وتساءل عن الجهات التى لا تريد التوقيع على الاتفاقيات الدولية لحماية الاثار، وانتقد البشرى المجلس في عملية تمثيل العناصر باختيار (الثوب)، قائلا الثوب لايمثل كل السودان فقط يمثل ثقافة وتراث الشريط النيلي، واقترح ترشيح عناصر مثل الوازا والتبلدي والصمغ العربي والذكر والغناء الشعبي والمديح النبوي.وفي مداخلته اقترح د. علي الضوء على الجمعية السودانية للتراث الانساني تحدبد موضوعات محددة تتعلم منها وتحديد مشروعات محددة ومقدور عليها، ولفت الى ان منطقة النيل الازرق من اكثر المناطق التي تجد الدعم بسبب عمل جمعيات من ابناء المنطقة في توثيق تراثها، بشكل احترافي وعبر جهد متصل.

وفي مداخلته قال القانوني الأستاذ الطيب مركز:
(لابد من الاعتراف بوجود قصور من الدولة على مر الحقب، بجانب النظرة الدونية للتراث المادي وغير المادي)، واضاف حتى النصوص القانونية فضفاضة وغير محددة، اما عن قوانين الملكية الفكرية لتسويق الترات قال إنها قوانين غير فاعلة وان وجدت لاتوجد اليات لتطبيقها، فضلا عن التعامل الموسمي للتراث حيث يتم استغلال التراث في المناسبات، ولفت مركز لوجود اتفاقيات مهمة مثل اتفاقية التنوع الحيوي لحماية الموارد في السودان، وشدد على ضرورة وجود ارادة سياسية ديمقراطية تعمل على حماية التراث.

وفي مداخلته قال د. محمد جلال هاشم هنالك صراع وحرب على التراث، وبرهن لذلك بالقرصنة الاسرائيلية على التراث الفلسطيني، وقال يجب يجب عند النظر للفلكور النظر بزاواية علمية، مشيرا الى تعرض الفولكلور لتنميط خادع على مر السنين باستلاف الاغاني والرقصات واعادة تقديمها مع اقصاء اصحابها من المشهد، منوها للتعديلات التي ستضيفها اتفاقية السلام عبر اعلان المبادئ الموقع في جوبا، التي نصت للمرة الأولى على التزام السودان بالمواثيق الدولية لحفظ التراث وصون ثقافات الاقليات وحمايتها.

نقاش
نور الانبياء كاديا قال ( بعد ثورة ديسمبر كثر عدد الجمعيات والمنظمات، مع ملاحظة قلة الانتاج المعرفي والتوثيقي للفلكلور)، ولفت لضرورة الاستفادة من تلك المراكز والجمعيات بتدريب الكوادر فيها وتوجيههم، واشار لقلة تكلفة الانتاج الالكتروني في وسائطه المختلفة مع الاستفادة من قدرات الشعب وثقافته، بالاضافة الى انتاج برامج تلفزيونية لتوثيق التراث واشار الى وجود تشويه للتراث في الاغنيات.عادل ابراهيم “كلر” قال: (هنالك خراب ممنهج ومدروس من قبل الدولة في العمل الثقافي، شمل حتى جوانب القوانين والتشريع بإتباع ثقافة النيوليبرالية، عبر احتكار المعرفة، الملكية الفكرية، براءة الاختراع، وتضارب المنهج والمعرفة.

حسين سعد قال (ماقدم من ورق شمل الجانب الاداري والقانوني، واعداد مسودة الاستراتيجية، وتطورات اعلان المبادئ لمواكبة التحديات).

امل عثمان : -لاتوجد اصالة في الثراث

الامين العام للجمعية السودانية للتراث الانساني وائل محجوب اوضح قائلا 🙁 يوجد اساس يمكن منه الانطلاق لاستكمال عملية الحصر وتطويرها، بالتعاون مع كل الجهات، بجانب تطوير الموقع الالكتروني، واعداد وتطوير القوائم بالتنسيق بين وزارة الاعلام ممثلة في المجلس القومي للتراث وترقية اللغات، والمجموعات المختلفة بالاستفادة من الكادر والامكانيات، وتبادل التجارب ونقل الخبرات، مع صياغة تفاهمات في هذا الشأن مع كل الجهات ذات الصلة.

تعقيبات
جاء تعقيب رئيس المجلس القومي للتراث حول اهمية دور الاعلاميين بالترويج للتراث والتعريف به، واقترح د. اسعد قيام منشط اخر بحضور المستشار القانوني للمجلس يناقش قانون المصنفات والملكية الفكرية، بحضور كل الجهات، وأهمية إنجاز عمل تكاملي بين الجمعية والمجلس، وشدد على ضرورة صيانة التراث وتوظيفه لحل كل القضايا، وادارة التنوع الثقافي لحل قضايا الوحدة الوطنية، والتنمية المستدامة، وقال نعمل باتفاقية مرتكزة على التراث الحي، ولكنها تحتاج للتنسيق بين الجهات، وعن مشاركة مجلسه في حصر العناصر المشتركة بين الدول قال د. اسعد شاركنا مجبرين فقد قدمت دعوات واستجبنا لها، واكد التزامه باكمال قاائمة الحصر الوطنية لكنه اقر بوجود تحديات تتمثل في العجز المالي عن إنتاج الافلام (فلم العنصر الواحد يحتاج لعشرة دقائق انتاج) لذا نحتاج لدعم من الدولة.
واشار الى ان الورشة هي نقطة انطلاقة الجمعية السودانية للتراث الانساني، واوصي بعمل تنسيق بين الجهات ذات الصلة، ووضع خطة للقضايا المهمة بجانب وضع ميزانيات لإكمال القائمة وعمل قاعدة بيانات.مخرجات الورشة:

أكد د. اسماعيل الفحيل التزامه بالتعاون مع الجمعية السودانية للتراث الانساني، والتدريب باشراك مجموعة من عضوية الجمعية في الدورات التدريبة التي ينظمها بيت التراث (١-٣ اعضاء/عضوات)، واقترح عمل شراكة حقيقية، ما بين الجمعية وبيت التراث والمجلس بعمل سلسلة منتديات ابتداء بمنتدى عن الملكية الفكرية.

اقترح د محمد المهدى بشرى ندوة شهرية بقاعة الشارقة في ذات تاريخ انعقاد الندوة يوم (١٧) من كل شهر.

اقترح الامين العام للجمعية وائل محجوب كتابة مذكرة تفاهم بين الجمعية ومعهد الدراسات الافريقية والاسيوية، للتعاون المشترك في كافة المجالات، والعمل على توقيع اتفاقية رباعية بين الجهات الأربع (المجلس القومي للتراث، معهد الدراسات الافريقية والاسيوية، الجمعية السودانية للتراث الإنساني، بيت التراث)

اقترح عادل ابراهيم منحة دبلوم من المعهد

قصص نجاح من الورشة:

طلب عضوية الجمعية كل من د. محمد جلال هاشم ود. محمد المهدي بشرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *