حول النشر الإعلامي في وسائل التواصل الاجتماعي.. تحركات لتعزيز ثقافة التحول الديمقراطي
الخرطوم: رقية عيسى
اختتم منتدى الركيزة الديمقراطي، الاثنين الماضي، ورشة عمل عن “النشر الإعلامي في وسائل التواصل الاجتماعي بالتطبيق على فيسبوك”. وأقام المنتدى الورشة لمنسوبيه بالولايات، وذلك بوحدة الضيافة بجامعة الخرطوم، واستمرت الورشة (3) أيام بمشاركة ممثلي المنتدى في (5) مدن “الخرطوم، بورتسودان، كادقلي، الروصيرص، والأبيض”. وتهدف الورشة لتأهيل أعضاء مكاتب الإعلام في النشر الإلكتروني وتمكينهم من أداء رسالة المنتدى الرامية إلى ترسيخ ثقافة الحوار الديمقراطي بين المكونات الشبابية الذي تتبناه “جمعية وعي” الثقافية، الداعمة لخط التحول الديمقراطي في السودان بعد ثورة ديسمبر المجيدة.
وفي السياق، أكد أعضاء منتدى الركيزة ضرورة البحث عن آليات تُعزِّز الوحدة الوطنية، وتؤمن بضرورة الاتفاق في القضايا الوطنية الكبرى بالانفتاح على جميع شرائح المجتمع السوداني وقواه الحية، بعيداً عن الإسقاطات السياسية، والانخراط في وضع الاستراتيجيات والسياسات التي تحقق غايات الثورة، وتضمن الانتقال إلى نظام ديمقراطي راسخ ومستقر يضمن مشاركة كل القوى الحية في المجتمع، لا سيما تلك التي صنعت الثورة، مثل تيارات الشباب، ومنظمات المجتمع المدني، وجميع الفعاليات المؤثرة في أقاليم البلاد في رسم السياسات التي تخاطب القضايا المفصلية، وأوضحوا أن هناك العديد من القضايا التي يجب أن تُدار حولها حوارات واسعة وصولاً لاستراتيجيات وطنية شاملة.
ترسيخ قيم الديمقراطية
عكرمة عباس، أحد المشاركين في الورشة، ممثل منتدى الركيزة بالروصيرص، قال إن الورشة تناولت وسائل الإعلام التقليدي إلى جانب طبيعة عمل وسائل التواصل الاجتماعي، وكيفية الاستفادة منها والنشر عبرها، وأشار إلى أن المهارات التي تم اكتسابها تُعين منتديات الركيزة الولائية على أداء مهامها في إدارة حوار فعال يرسخ قيم الديمقراطية بين المكونات السودانية، فضلاً عن المشاركة في إعادة صياغة البنية الدستورية والقانونية للدولة على أسس ديمقراطية لتأسيس حكم مدني ديمقراطي مستقر في البلاد.
وقال عكرمة إن منظمات المجتمع المدني هي البنية التحتية للديمقراطية، وأضاف قائلاً: “إذا كان من المسلمات أنه لا تنمية من دون ديمقراطية، فكذلك لا ديمقراطية من غير مجتمع مدني، يكون كالحاضنة التي تضمن للديمقراطية النمو والاستمرار والازدهار دون الانكفاء والارتداد”، وأبان أنه من هذا المنطلق جاءت فكرة تأسيس منتدى الركيزة الديمقراطي بدعم وإشراف جمعية “وعي الثقافية”، وهو مشروع لتعزيز ثقافة الديمقراطية بين القيادات الشابة السودانية عبر إقامة منابر للحوار الديمقراطي ومنصات قادرة على تقديم نماذج ناجحة ومحفزة، إلى جانب تحديد قضايا المنطقة بمشاركة المواطنين في الحوار.
أنشطة في الولايات
قدمت المنتديات الولائية عدداً من الأنشطة التي تدعم عملية التحول الديمقراطي، حيث أطلق منتدى الركيزة كادقلي أولى فعالياته بجلسة حوارية نسوية يوم السبت الموافق 25 مايو الماضي، نوقشت فيها عدد من القضايا الخاصة بالمرأة ومحاربة العنف والنوع وحماية الأطفال. ويذكر أن منتدى الركيزة كادقلي خصص أولى جلساته لقضايا المرأة لما تعانيه المرأة في جنوب كردفان من ضغوط لا سيما الحرب التي تسببت في النزوح والإفرازات الاجتماعية.
كما أقام منتدى الركيزة الأبيض ورشة مماثلة تناولت عدداً من الموضوعات عن حقوق الإنسان والديمقراطية، التحول الديمقراطي في السودان والتجارب المشابهة في العالم، إدارة النزاعات وأنواعها، وإدارة الحوار، وكان ذلك في الفترة من ٦ إلى١٠ مارس ٢٠٢١؛ استهدفت الشباب من الجنسين في لجان المقاومة ولجان الخدمات ومنظمات المجتمع المدني والمبدعين بمدينتي الأبيض وكادوقلي.
ومن فعالية منتدى الركيزة – الخرطوم، أقيم في العشرين من مايو الماضي حوار مفتوح بحث المشاركون فيه أداء حكومة الفترة الانتقالية الأولى، والإيجابيات والسلبيات.
منتدى الركيزة بورتسودان قدم (3) أنشطة لمجموعة بورتسودان ضمن مشروع تعزيز ثقافة الديمقراطية بين القادة الشباب، آخرها كان في نادي البجا الجمعة ١٩ مارس المنصرم بعنوان “التحول الديمقراطي”.
فيما نظم منتدى الركيزة الرصيرص فعالية تناول فيها دور الشباب في مكافحة العنف بين الأطفال بمشاركة عدد من فعاليات مجتمع الروصيرص.
توصيات.. حوارات وتفاعل
خرجت الورشة بالعديد من التوصيات، أهمها إنشاء صفحة على فيسبوك تكون واجهة للمنتدى بمشاركة كل منصات الركيزة بالولايات، تدير حوارات مع أكبر عدد من الشباب والفعاليات المختلفة، إلى جانب الاستمرار في عقد المنابر التفاعلية بمشاركة المواطنين والقطاعات المختلفة وطرح قضاياهم ومحاولة وضع الحلول اللازمة.
واختتمت الورشة أعمالها بليلة ثقافية قدم فيها ممثلو المنصات تجاربهم المختلفة، مُعبّرين عن رغباتهم الأكيدة في مواصلة العمل بقوة عبر منصاتهم الولائية ومعالجة القضايا والمشكلات الاجتماعية بطرق علمية، إضافة إلى نقل التجارب الناجحة لبقية المناطق الأخرى توسيعاً للمشاركة في عملية التحول الديمقراطي في السودان.