مؤتمر (كيقا) لوحدة النوبة.. تطلعات نحو السلام والاستقرار وإعمار ما دمرته الحرب
كادقلي الريف الشرقي جرو: الواثق تبيسة
نظم مجلس عموم قبيلة (كيقا) مؤتمراً استثنائياً بمحلية الريف الشرقي بمنطقة (كيقا جرو) بجنوب كردفان جبال النوبة أيام (26-27-28) يونيو الماضي. وركز المؤتمر على عملية صناعة وبناء السلام وتحقيق الاستقرار.
ويعتبر مؤتمر (كيقا) خاتمة المؤتمرات القاعدية لإثنية (كيقا) التي تتكون من (5) بطون وهي (كيقا تميرو، كيقا دميك، كيقا الخيل، ولبن وكيقا جرو). وقد انعقدت (4) مؤتمرات منفصلة في العقد الماضي، إلا أن هذا المؤتمر الخامس مكمل لتلك المؤتمرات، وقد تأخر انعقاده بسبب الحرب الأخيرة التي دارت رحاها هناك وانطلقت شرارتها في 2011م.
وقد افتتحت جلسة اليوم الأول باستعراض للفرق التراثية والفرق الرياضية التي تعبر عن ثقافة وهوية شعب منذ آلاف السنين.
دعوة للتكاتف
تعددت الكلمات فكانت كلمة المنطقة المستضيفة (جرو) التي قدمها العمدة حسين الزبير، ورحب بجميع الحاضرين والحضرات، ودعا للتكاتف والتعاون، مفصلاً الظروف التي عاشتها المنطقة، كما رحب بمكونات المنطقة الأهلية في تعاون جديد.
السلام وبناء الوطن
كما قدم كلمة الشباب الناشط عادل عبد الرازق، الذي وصف المؤتمر بالعرس، وقال إن البلاد تمر برحلة جديدة أصلها الإنسان، وترحم على شهداء الثورة وشهداء النضال السوداني.
وأشار ممثل الشباب، إلى أهمية أن يعم السلام أرجاء السودان المختلفة، ودعا الشباب للمساهمة بفاعلية في بناء الوطن الذي تمزق بسب الحروب، وأضاف: (يجب أن يكون للشباب مساهمة في البناء، وخصوصاً الشباب في مناطق النزاع).
مشاركة فعلية وليست صورية
وفي ذات السياق تحدثت ممثلة النساء بمجتمع (كيقا) الناشطة حجة حسين، التي أوضحت أن القضايا النسوية مهمة وأن مشاركة المرأة أمر محسوم بالوثيقة الدستورية، ونبهت إلى أن المجتمعات الريفية تحتاج لمشاركة فعلية وليست صورية، ولفتت إلى أهمية دور النساء في مناطق النزاعات والنتائج المترتبة على الحروب وما تقم به النساء من أدوار لمواجهة ما يترتب عن النزاعات من شتات ومسؤولية في تحمل عبء المجتمع والأسرة.
كما تخللت اليوم الأول فواصل تراثية من فرق تراثية وفرقة (أجنحة السلام) بقيادة الموسيقار منصور البلولة.
تطلعات المواطنين
وتحصلت (مدنية نيوز) أمس الأول، على إفادات من المواطنات والمواطنين الذين شاركوا في المؤتمر. وقالت أم هلين فرج الله، التي تعمل مزارعة وربة منزل: (الحرب دمرت كل شيء، ودقينا طوب لبناء المدرسة وعايزين الناس يرجعوا قراهم، ودايرين سلام حقيقي).
ومن جانبه أفاد نائب مدير مركز دراسات السلام بجامعة الدلنج (راعية المؤتمر) د. جلال الدين محمد، أن أدوار المجتمعات في عملية السلام يجب أن تسبق المفاوضات في التعايش لأن أهل المصلحة يهمهم السلام المجتمعي، وقال إن دورهم كمركز يتمثل في التوعية بذلك من خلال هذه المؤتمرات وأضاف: “لنا ورقة سنفصل فيها لاحقاً”.
وحسب متابعات (مدنية نيوز)، اعتبر المؤتمرون أن السلام يظل هدفاً استراتيجياً لبناء المجتمعات التي تأثرث بالحرب، وأن هناك حاجة لإيقاف الحرب وصناعة سلام حقيقي وتعزيز التعايش السلمي بين المكونات الاجتماعية المختلفة، ومساهمة فاعلة من المجتمع والدولة في عملية بناء السلام ليكون مستداماً بما يحقق الاستقرار ويضمن عدم العودة للحرب.