النيل الأزرق.. نقاش حول الحكم الذاتي ودستور الإقليم
الخرطوم – الدمازين: هويدا من الله
شهدت مدينة الدمازين نقاشاً حول ضرورة معالجة جذور الحرب وتحقيق الحكم الذاتي لإقليم النيل الأزرق ودستور الإقليم.
(النيل الأزرق.. الحكم الذاتي “لماذا؟”، وملامح من دستور الإقليم)، تحت هذا العنوان أقامت الإدارة الأهلية بحي الهجرة بالدمازين يوم الاثنين الماضي محاضرة علمية وسياسية تحدث فيها القانوني والسياسي عبد المنعم عيسى القاضي، الذي قدم رؤية عن الإقليم وأرضه وشعبه وموارده وتاريخه وجغرافيته، وقال إن التهميش المتعمد الذي مورس تجاه الصعيد (الإقليم الحالي) وبقائه بعيداً عن المسرح السياسي والتشريعي والتنفيذي (مركز صنع القرار) أدى لنشوب الحرب في الإقليم التي بدورها فاقمت من مأساة الإقليم فازداد سوءاً خلال الـ (40) عاماً الأخيرة.
تغيير الواقع
وأضاف أن أسباب الحرب وآثارها ولّدا واقعاً معقداً على الأرض، مما يجعل هناك حاجة للبحث عن شكل حكم مناسب ذي سلطات وصلاحيات واسعة لتغيير هذا الواقع المرير، وتابع: “من هنا جاءت فكرة الحكم الذاتي لتعويض أهل الإقليم عمّا فاتهم وحمايتهم من الانقراض والتلاشي كقوميات حكم عليها بالموت إهمالاً وتناسياً طيلة مسيرة الحياة السياسيه السودانية”.
وأشار عبد المنعم، إلى تقديرهم لجهود رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك، وعضو مجلس السيادة مالك عقار، والحركة الشعبية بإقليم النيل الأزرق على ما وصفه بالإنجاز الكبير المتمثل في السلام الذي رأى أنه أصبح واقعاً بصدور المرسوم الجمهوري وتعيين الحاكم الفريق أحمد العمدة بادي.
صناعة الدستور
وقال عبد المنعم، إن مجلس الشعب الإقليمي المزمع تشكيله في الأيام القليلة القادمة سيضطلع بمهمة صناعة دستور الإقليم تحت إشراف ورقابة السلطة المركزية، وفي إطار الوحدة السياسية والقانونية للدولة.
ودعا عبد المنعم، جماهير حي الهجرة للخروج لاستقبال حاكم الإقليم استقبالاً يليق بـ (عظمة الإنجاز وتضحيات إخواننا بالحركة الشعبية إقليم النيل الأزرق).
خطوة في طريق الحرية
ومن جهتهم اعتبر مواطنو حي الهجرة شرق، أن ما تحقق يمثل خطوة أولى في طريق الحرية واحترام إرادة الشعوب المتطلعة للانعتاق من المركز المهيمن على ثروات الولاية، ورأوا أن هذه الخطوة تعتبر انتصاراً للإرادة الشعبية، وتعهدوا بالسعي من أجل العمل معاً للاستفادة من موارد الولاية لخدمة مواطني الإقليم الغني بثرواته والفقير شعبه أو المفقر بالسياسات المركزية غير المنحازة للسكان المحليين.
ضغط شعبي ومراقبة الموارد
كما أكد مواطنو الهجرة أنهم سيعملون لتنظيم جماعات الضغط الشعبي لمراقبة موارد الدولة وتوظيفها لمعالجة مظاهر التهميش وإزالة آثار الحرب الطويلة.
ويتطلع سكان ولاية النيل الأزرق لإيقاف الحرب وتحقيق السلام وتعزيزه والعمل على استدامته ومعالجة جذور الأزمات التاريخية لمنع تجدد الحروب، وإعمار ما دمرته الحرب وتحقيق التنمية المتوازنة والعدالة في توزيع الموارد وتلقي الخدمات وقسمة السلطة بما يمكنهم من العيش بحرية وسلام في ظل دولة العدالة.