(يا شباب روقة) *
| في ما يتعلق |
بقلم: مشاعر عبد الكريم
قوة ثورة ديسمبر الشباب -من الجنسين طبعاً- هم زادها و وقودها الحقيقي، بغض النظر عن إختلاف وجهات النظر حول طرائقهم في التعبير إن كان للتعبير عن الرفض أو القبول للقرارات الصادرة عن مجلس السيادة أو الوزراء. هم المحافظون على (شعلة الثورة) و على إحياء ذكرى الشهداء عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي و الجداريات و الوقفات و اللوحات الخ..
الخير فيهم و في قوتهم، و قدرتهم على التعبير والتغيير، لهذا فإن تصنيف السودان واحداً من الدول الشابة في العالم و في افريقيا بلاشك، باعتبارها بالطبع قارة شابة. السؤال المؤرق لثقتي هو لماذا لم يتم الاستفادة منهم في مشاريع التنمية في الفترة الانتقالية؟ لماذا يتم اختزال كيفية الاستفادة من قوتهم و قدراتهم في (مفوضية مشاريع الشباب) فقط دوناً عن وضعهم كقيادة تنفيذية أو في مواقع اتخاذ القرار؟
الفرار من جحيم الثلاثين عاماً الماضية يتطلب شجاعة نادرة في جعل المسالك المعتادة و المفخخة بالعثرات، طرقاً للنجاة بطريقة بسيطة جداً و هي منح الشباب الإذن -إن صح التعبير – بأن يكونوا قادة فرق متفرقة لإدارة ملفات مثل الصحة و التعليم و الثروة الحيوانية و الزراعة و الضمان الاجتماعي. الملفات التي تحتاج للتفكير خارج الصندوق السياسي المتكرر. فما الذي يمنع أن يكون الوزراء هم أصحاب الأفكار التقليدية و المحاصصات الحزبية كي يرضوا الأحزاب التي أنهكت السودان أو أنهته -عديل كده – وفي ذات الوقت يكون وكلاء الوزارات و التنفيذيين فيها هم الشباب؟
السباق الزمني لبناء دولة مؤسسات و تحول ديموقراطي، يتطلب بحسب معرفتي البسيطة إلى قرارات حازمة و سريعة وإلى إجراءات دقيقة و جريئة و غير متكررة يتم حساب الوطنية فيها دون التغافل عن الاستفادة من التجارب التي حولنا. هذا و بالضرورة استثمار كل الفرص المتاحة التي توفرها الدول صاحبة المصالح في السودان. كل ذلك يقود إلى الميادين التي تعج بالشباب و الشباب هنا يعني بالضرورة فئة عمرية لا تتعدى الأربعين بحسب ما توافق عليه الاتحاد الأفريقي في تعريفه لفئة الشباب بحسب التكوين الجسماني للافارقة حيث تكون الأربعين (عز الشباب).دون تمييز سنّي أو محاولة إقصاء ففي بناء دولة ديموقراطية الكل يجب أن يشارك.
نبارك لكل شاب تم اختياره لمنصب ولو كان لجنة خدمات حي، فهذه هي القطرة التي تبدأ تكوين البركة ثم النهر. لكن يبقى الانتباه مشدوداً نحو برامجهم و أهدافهم.. أهداف الثورة، التي يجب أن تكون قيد النظر و العمل وليس مجرد شعارات إنشائية تتكرر في الخطابات. (سنعبر وننتصر) بوجود قدرة على التغيير عبر اتخاذ قرار شجاع و صائب، تنفذه قوة مؤمنة بالتغيير و تنجح في التعبير بطريقة صحيحة و سليمة و مرضية لأغلب فئات هذا الشعب.
الشعر الشعبي تدحرج عبر حناجر الفنانيين الشعبين قائلاً
(يا شباب روقة
خلوا كل الناس
تحكي عن شوقها و عن كتير ألمها) *
ألم تلاحظوا هذا الشرح العجيب لحالنا الآني، في اغنية قديمة؟؟