(النسر يسترد أجنحته).. عرض مسرحي يحكي واقع الانتقال الديمقراطي بالسودان
الخرطوم: آيات مبارك
في بادرة مختلفة من نوعها كان افتتاح مسرحية (النسر يسترد أجنحته) على خشبة مسرح قاعة الصداقة تحت شعار (برد الجبل قاسي على الأطفال) و(كسوة عيد لي طفل بعيد).
وكانت قيمة تذكرة الدخول لحضور المسرحية في العرض الثاني الاثنين الماضي، عبارة عن ملابس شتوية للأطفال في شرق جبل مرة وكتب لمكتبة أمبدة الحارة (١٥).
وتم تقديم عرضين استعداداً لعيد الأضحية من خلال العرض الأول وفصل الشتاء من خلال العرض الثاني.
حال السودان قبل وبعد الثورة
(النسر يسترد أجنحته) التي تشير إلى حال السودان ما قبل وبعد ثورة ديسمبر 2018م، وجاءت من أجل تحريك الساكن الثقافي لكسر حالة الإحباط، تحكي عن نحّات انقطع عن عالم النحت (30) عاماً ثم عاد مرة ليكمل (المنحوتة) ولكن يواجه بكثير من التحديات التي تجعله مضطراً للعودة خلفاً، إلا أن أعماله الفنية تعمل على تشجيعه مستمداً طاقته من الفن بالعودة إلى العالم مرة أخرى ليكمل (المنحوتة) ويراقص جميع التماثيل احتفالاً بعودته إلى عالمه القديم.
القضايا الاجتماعية
وقال وليد عمر بابكر (صانع العرض) في إفادة لـ (مدنية نيوز) اليوم، إن النص الأدبي في العرض الأول للدكتور الأديب الراحل من الله الطاهر، كان وفاءً له، بينما تغير العرض الثاني بنسبة (60%) عن العرض الأول، والذي احتوى على مزيج ما بين الرقص المسرحي المعاصر والغناء والموسيقى في حوارات تتحدث عن قضايا اجتماعية تحكي واقع السودان، ويتخلل ذلك العديد من الطقوس مثل (الزار) و(الجرتق) و(النوبة) عبر عوالم متداخلة، وكان العمل بمشاركة مجموعة من الشباب حديثي العهد بالتجربة المسرحية الذين قفزوا قفزات واسعة نسبة للتدريب المنتظم.
ولفت وليد، إلى أنه استخدم المشهد الاجتماعي السوداني كلاعب أساسي، إلى جانب الموسيقى بما يعزّز فكرة التحول الديمقراطي في السودان مستخدماً رمزية النسر كطائر قوي يعيش الطبيعة محلقاً في الأرجاء واصفاً حاله دون أجنحة خلال الثلاثين عاماً، ليتم تقديم الراهن من خلال أحلام جديدة تدعو للتعافي والإقبال على الحياة.
سودنة المفاهيم
وعن تعريفه لمنطقة صناعة العرض المسرحي باعتبارها مفردة حديثة الاستخدام قال وليد، إنها محاولة لسودنة المفاهيم الفنية، وسميت صناعة عرض مسرحي بدلاً عن (إخراج)، لأن ما يقوم به صانع العرض من عمل لا تستوعبه مفردة إخراج، وترتكز عملية صناعة العرض المسرحي هنا في هذه التجربة على ركيزتين أساسيتين هما (البحث والتدريب) المستمرين، ويتم تقديم العرض كل مرة بشكل مختلف، ويظل العرض في حالة تطور دائم.
مبادرات
ولم تكن المرة الأولى التي تعمل فيها جماعة صناعة العرض على استخدام عروضها الأولى في بعض المبادرات المجتمعية، فقد كانت مسرحية (كراس حساب) لمساعدة متضرري الفيضانات.
هذا العرض الذي يعد تحولاً جديداً في شكل المسرح والممثل السوداني طبقاً للمتابعين، والذي أثار ردود أفعال واسعة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، من إنتاج مركز أمدرمان الثقافي ومنطقة صناعة العرض المسرحي (بالشراكة)، وبرعايةٍ من وزارة الثقافة والإعلام في ولاية الخرطوم، صانع العرض هو وليد عمر بابكر والراوي محمد أحمد الشاعر.