(كرش الفيل) *
| في ما يتعلق |
بقلم: مشاعر عبد الكريم
حدائق الوعود مزهرة، و مغردة عصافيرها وفراشاتها الملونة.. حتى تغمرك حفرة الحقيقة بتراب الواقع.
الوقائع تقول إن الحريق الذي شبّ في دكاكين السوق الشعبي بالخرطوم سببه المباشر ماس كهربائي أدى لنشوب حريق زادت قوته بسبب غاز التكييف (فريون و اسبلت). و رغم وصول شرطة المطافئ في وقت وجيز إلا أن صعوبة الحركة في طريق السوق الشعبي، تسببت في وقوع خسائر مادية كبيرة بانتشار الحريق لعدة دكاكين. مما أضطر الشرطة لتطويق وتفريغ المكان من باعة( الطبليات) و (الفريشة) حتى تتمكن عربات المطافئ من التمركز في مكان و أيضاً لكي لا تحدث خسائر كبيرة.
كثيرة هي الحرائق في هذا البلد المطمئن أهله بإيمان مستقر بقضاء الله وقدره. حرائق بفعل النيران و حرائق بفعل الإنسان.. /شكراً للقضاء السوداني في انتصاره لشهداء مدينة الأبيض المعروفة بمجزرة طلاب الأبيض ٢٠١٩/. وواحدة من الأماكن العامة المتكررة حوادث حرائقها هو السوق الشعبي الخرطوم. فلا يمضي عام دون تسجيل حادث حريق فيه بل وأكثر من حادث ففي شهر أبريل الماضي كان هنالك حريق كبير في دكاكين (سبق الخيل) الواقعة في الجهة الغربية من السوق الشعبي. الأسئلة مستقرة في ما يتعلق بموضوع الأسواق وتأمينها من مثل هذه الحوادث التي قد تؤدي لخسائر في الأرواح أكبر بالطبع من خسائر التجارة.
الخسارة الكبيرة ليست في ما يضيع من بضائع مهما بلغ حجم الأموال المحترقة. لكن في الثقة المحترقة بين التاجر و المحلية. المحلية التي لا تتوانى في أخذ كامل حقوقها من التاجر مهما صغر حجم بضاعته/ ناس الطبليات والفرشات برضو عليهم ضرائب / دون القيام بواجباتها المتمثلة في تسهيل الحركة بالتخطيط السليم للشوارع و المراقبة بعدم شغلها بالباعة المتجولين. و بالضرورة تأمين المكان بتنفيذ توصيل خطوط الكهرباء بشكل صحيح و سليم يضمن سلامة المواطن و سلامة الخدمة كذلك فالضرر الذي يصيب مكان عام كالسوق الشعبي لن يقتصر على التاجر فقط كما حدث قبل أيام حيث أضطرت الشرطة لقطع الإمداد الكهربائي لساعات من المنطقة المحيطة بالسوق في محاولتها للسيطرة على الحريق.
الفريق الذي يتولى الدفاع عن كل ما تقوم به الحكومة الانتقالية من إخفاقات واضحة من ضمنها إدارة ولاية مهمة كالخرطوم. عليه أن يضع في الإعتبار إن الخرطوم لم يأت لقب (كرش الفيل) من فراغ.. حيث إنها تدهشك في سعة احتمالها و قدرتها على استيعاب كثافة سكانية غريبة و يتضح ذلك جلياً في الأسواق التي تسع ما يفوق المخطط له و الممنوح رخصاً تجارية له.. و دون رقابة وخدمات سيحدث إنفجار في هذه (الكرش) لن تحمد عقباه..هذا والحديث عن فوضى النفايات و عدم تصريف مياه الأمطار/ياها نفس المشاكل المُرحلة من النظام السابق / فتلك قصة أخرى.
آخر تقليعات ولاية الخرطوم في إدارة خريف العام، الاستعانة بإدارة السجون والإصلاح، في جعل المساجين يباشرون فتح المصارف و (الخيران). مع الوضع في الاعتبار إنه كعمل يتطلب خبرة هندسية وليست جسدية فقط.
فقرة (٣٠ سنة من الخراب) قد لا تصلح لعرضها كل مرة…حيث إنها ستصبح كفقرة هي في حد ذاتها (محروقة) *