جنوب كردفان والتحول الديمقراطي.. ورشة تدريبية لتأهيل كوادر الحرية والتغيير ولجان المقاومة
كادقلي: رقية عيسى
شهدت ولاية جنوب كردفان انطلاقة دورة تدريبية بهدف بناء قدرات منسوبي تنسيقية قوى إعلان الحرية والتغيير ولجان المقاومة، للمساهمة في عملية التغيير والتحول الديمقراطي.
وخاطب والي جنوب كردفان د. حامد البشير إبراهيم، بقاعة المجلس التشريعي بكادقلي يوم الخميس الماضي، فعاليات الجلسة الافتتاحية للدورة التدريبية التي ينظمها مركز الروضة للتدريب الإداري في إطار بناء قدرات كوادر تنسيقية قوى إعلان الحرية والتغيير ولجان المقاومة.
الحوار وقبول الآخر
وقال الوالي إن استراتيجية بناء القدرات البشرية هي الخيار الأمثل لتدريب الشباب وإكسابهم مهارات تمكنهم من أداء دورهم في المجتمع، وأكد أهمية توظيف طاقات الشباب في خدمة أهداف التغيير وإكسابهم المهارات لقيادة المجتمع نحو تعزيز قيم الديمقراطية وتفعيل الحوار لحل المشكلات والقضايا المختلفة.
ودعا والي جنوب كردفان إلى اتباع سياسية اللا عنف وإعلاء قيم الحوار وقبول الآخر، وأشار إلى التوجه الدكتاتوري الذي حكم به النظام المخلوع وتسبب في إحداث خلل في التنشئة المدرسية والثقافة العامة، وإدخال المجتمعات في مأزق القبلية.
وذكر حامد، أن ولاية جنوب كردفان من أكثر ولايات السودان تهميشاً على الرغم من وجدانها السوداني وصدى تاريخها النضالي، وأبان أن (76%) من جملة سكان السودان في عمر الشباب، وأضاف: (يجب التعامل مع تلك الكتلة الشبابية بحكمة للاستفادة من قدراتهم وطاقاتهم الإيجابية في الانتقال السلس لعملية التحول الديمقراطي، ودعا الدارسين للاستفادة من الورشة واستنباط مفاهيم جديدة لوضع منهج للتدريب السياسي بجنوب كردفان.
تطوير المهارات
ومن جانبها أبانت المديرة العامة لمركز الروضة للتدريب الإداري وبناء القدرات أميرة خليل أحمد، أن الورشة تستهدف منسوبي الحرية والتغيير ولجان المقاومة والخدمات، وتستمر لمدة (4) أيام، وتقدم فيها أوراق علمية بمشاركة خبراء في مجال التدريب.
وقالت أميرة، إن الأوراق تشمل تطوير المهارات والمفاهيم وأسس عمل مكونات الحرية والتغيير، بجانب أساليب ومهارات التفاوض وفض النزاعات وفنون القيادة العامة للأداء العام، بالإضافة إلى استعراض السمات العامة للوثيقة الدستورية ومؤشرات اتفاقية السلام والسمات العامة لقانون تفكيك نظام الثلاثين من يونيو والقوانين ذات الصلة.
الشباب والتحول الشامل
ومن جهته أكد الناطق باسم تنسيقية قوى إعلان الحرية والتغيير بجنوب كردفان حسن خالد، أن الدورة تستهدف (60) مشاركاً من كوادر قوى إعلان الحرية والتغيير ولجان المقاومة والخدمات، ولفت إلى أهمية الدورة التدريبية في تأهيل كوادر الولاية للمساهمة في عملية بناء السلام المجتمعي والتحول الديمقراطي.
ودعا الناطق باسم تنسيقية قوى إعلان الحرية والتغيير بجنوب كردفان، الشباب لوحدة الصف وبذل الجهود لرتق النسيج الاجتماعي، وتجاوز الخلافات للمضي قدماً نحو إحداث تحول شامل في الخارطة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
السلام والتعافي الاجتماعي
ومن ناحيته وصف الناطق الرسمي لتنسيقية لجان المقاومة بجنوب كردفان علاء الدين سيد لادو، عملية السلام بالعملية الاستراتيجية، وأشار إلى أنها تحتاج تضافر كل الجهود لبناء مجتمع معافى.
ودعا علاء الدين، لجان المقاومة للعمل الجاد خاصة فيما يلي الأطروحات المقدمة في مفاوضات جوبا للسلام، ولفت إلى أن كثيراً من المواطنين ليست لديهم دراية بتلك الأوراق المطروحة، وشدد في الوقت ذاته على أهمية تبصير المواطنين وتمليكهم المعلومات من أجل التفاعل مع عملية السلام القادم.
وأوضح الناطق الرسمي لتنسيقية لجان المقاومة بجنوب كردفان أن مشروع الورشة التدريبية يسهم في بناء قدرات لجان المقاومة لمجابهة التحديات التي تمر بها الولاية، والعمل علي رتق النسيج الاجتماعي وترسيخ دعائم التعايش السلمي.
وذكر علاء الدين، أن مجتمع جنوب كردفان معقد مما يستوجب اتباع السياسة المرنة، والتفاوض وتقديم الترضيات بين الأطراف المتصارعة، ونبه إلى وجود تعقيدات وتحديات تواجه الولاية في تحقيق السلام المجتمعي وتعزيز العلاقات بين المواطنين، وناشد المشاركين بالسعي الجاد للاستفادة من الورشة واكتساب الخبرات والتجارب لتعزيز عملية التحول والتغيير.