الشعوب الأصيلة.. مطالب بإعادة الحقوق والمساواة في السلطة والثروة
الخرطوم: آيات مبارك
طالب أكاديميون ومهتمون بالشعوب الأصيلة؛ بالعمل لإعادة حقوق تلك الشعوب التي تم سلبها منذ فجر الاستقلال، وامتدت إلى ما قبل ثورة ديسمبر 2018م، وحذروا من الانتهاكات والمجازر التي تتعرض لها الشعوب الأصيلة في مناطق النزاعات، وشددوا على أهمية توفير العدالة والمساواة في الثروة والسلطة.
واشترطت الأستاذة عواطف عبد الرحمن في ورشة الاحتفال بـ (اليوم العالمي للشعوب الأصيلة) الذي يوافق (9) أغسطس من كل عام، وأقيمت الأسبوع الماضي بمركز أمدرمان الثقافي، اشترطت على بعثات التنقيب والدارسين الذين يجعلون من مقر الشعوب الأصيلة حقولاً لأعمالهم؛ إشراك السكان الأصليين في كافة تفاصيل العمل داخل المنطقة باعتبارهم أصحاب حقوق أصيلة.
كما أشارت عواطف إلى ضرورة قيام مؤتمر ما قبل الخروج من المنطقة المعنية من أجل الحفاظ على الحقوق التاريخية وتبني الشخصيات التاريخية داخل مجتمعاتها وتدارس تاريخها بشكل محايد وتسمية الشوارع بزعمائهم الذين تم إهمال حقوقهم في وطن قومي والعمل على تثقيفهم بحقوقهم، وإنشاء معهد لكل لغات الشعوب الأصيلة إضافة إلى كافة لغات المكونات المحلية داخل الوطن، والعمل على قيام مؤتمر لكل الشعوب الأصيلة وإنشاء اتحاد شامل للشعوب الأصيلة في السودان وبناء تحالفات مع شعوب أخرى.
العقد الدولي للغات الشعوب الأصيلة
ومن جانبه ذكر سليمان إبراهيم، أنه لولا ثورة ديسمير المجيدة لما أقيم احتفال الشعوب الأصيلة داخل ديار وزارة الثقافة والإعلام، لأنها كانت تعاني قبل ذلك من نظام غاشم أحادي لا يؤمن بالهوية الجامعة ولا بالتعدد الثقافي، وأوضح سليمان إبراهيم، من خلال ورقته (العقد الدولي للغات الشعوب الأصيلة) أن أسباب الحروب داخل السودان منذ فجر استقلاله هي أسباب ثقافية، وأضاف: (هذه الثورة إذا تم استخدامها بالصورة الصحيحة ستعد من أكبر مكاسب هذه الشعوب التي لا تدري بحقوقها، وظلت تعاني لسنوات طويلة).
وتابع أن هذا اليوم ليس مجرد احتفال، لاسيما أن ثورة ديسمبر المجيدة جعلت كل هذا ممكناً، لذلك يجب أخذ الحقوق الثورية وفق المواثيق الدولية، ويجب إيقاف الحرب مع العمل على تنمية المناطق المدمرة والاهتمام بأهلها وثقافتهم وحقوقهم من لغة وتعليم وصحة، واستدل بالشعوب الأصيلة في كندا باعتبارها أحد الشعوب النموذجية عقب منحهم حقوقهم في المجالس التشريعية والسلك الدبلوماسي والحديث بلغاتهم عبر وسائط الإعلام.
وأردف سليمان، أن الاحتفال باليوم العالمي للشعوب الأصيلة جاء بموجب القرار بالرقم 49/214 و الصادر من الأمم المتحدة بتاريخ 23 ديسمبر 1994 الذي تمت الدعوة من خلاله إلى الاحتفال باليوم العالمي للشعوب الأصلية في العالم في (9) أغسطس من كل عام، وأن هذا اليوم يمثل انعقاد أول اجتماع لفريق عمل الأمم المتحدة المعني بالسكان الأصليين التابع للجنة الفرعية لدعم وحماية حقوق الإنسان عام 1982.
ووصف سليمان، الشعوب الأصيلة بأنها هي شعوب محلية أو مجموعة إثنية سكنت منطقة معينة من العالم قبل أن يستعمرها ويستوطنها محتل من منطقة أخرى، وأبان أنه يوجد (370) مليون شخص يعتبرون سكاناً أصليين في العالم منهم (70%) في آسيا، وأشار إلى أن السكان الأصليين يختلفون عن السكان المستعمرين بأن الساكن الأصلي هو الشخص الذي نشأ على الأرض نفسها، وأصبحت له حقوق تاريخية في الإقامة فيها، أما الساكن المستعمر فهو ساكن في أرض أخرى وانتقل لأغراض سياسية أو تجارية.
وعن أغلب أماكن تواجد الشعوب الأصيلة بالسودان، ذكر سليمان أنها تقع في أقصى الشمال النوبي ومناطق البجة في شرق السودان ومناطق الفونج في جنوب النيل الأزرق، إضافة إلى مناطق جبال النوبة ودارفور.
ومن ناحيتها تحدثت د. نواره أبو محمد، عن الثقافة البجاوية وشرح الأستاذ أوشيك آدم علي (وسوم الإبل عند القبائل البجاوية بشرق السودان)، وذلك من خلال مهرجان الشعوب الأصيلة الذي أقيم تحت رعاية وزارة الثقافة الإعلام (الاتحاد القومي للتراث الشعبي السوداني)، والذي انطلقت فعالياته عبر موكب من وزارة الخارجية من أجل تسليم مذكرة إلى رئيس مجلس الوزراء، واختتم بمعارض تراثية وإبداعات الشعوب الأصيلة بمركز أمدرمان الثقافي.