الخميس, نوفمبر 21, 2024
مقالات

لجان المقاومة: أتركوها فإنها التغيير

بقلم: محمد بدوي

تابعت قائمة المجموعات الموقعة على الإعلان التأسيسي لقوى الحرية والتغيير وقضايا الانتقال والديمقراطية من حيث الطبيعة والتي يمكن اختصارها في أحزاب سياسية، عدد من حركات الكفاح المسلحة الموقعة على إتفاق سلام السودان ٢٠٢٠، بعض الأجسام النقابية، وبعض منظمات المجتمع المدني، بالإضافة إلى توقيع بإسم المنصة الموحدة للجان المقاومة، قبل صدور بيان بإسم لجان المقاومة حمل نطاق الجغرافيا السودانية الأربع نافياً تمثيل وتوقيع المنصة الموحدة للجان في المبادرة.
حاولت النظر إلى ما يجمع لجان المقاومة من حيث الطبيعة بالأجسام المختلفة الموقعة، لم أنتهي الى مشتركات أو تبرير لذلك، فمن حيث الطبيعة فهي تمثل حركات احتجاجية مفتوحة، جاءت نشأتها على نسق الحركات الشبابية التي مثلت قوام التغيير في الربيع العربي، أعتمد وجودها بالتطور الرقمي وظهور وسائل التواصل الاجتماعي كبديل للإعلام الرسمي المقيد بالرقابة في كثير من الدول التي شهدت حركات شبابية، أو مجموعات اجتماعية مفتوحة، لذا فإن طبيعتها تنصب في مناصرة قضايا محددة يتم اختيارها وفقاً للحالة، توظف فيها رسائل المناصرة بطريقة تتسق والثقافي الذي يمثل هذه الأجيال لغوياً ورؤى ومحمولات، يدعم ذلك الإبداع الذي يستهدف خلق نقطة الارتباط أو الارتكاز الذي يمثل الرمز، وهنا يمكن الإشارة إليها بالأيقونة والتي تمظهرت في الحالة السودانية في شعار #تسقط بس.
من مميزات هذه المجموعات قدرتها على الانتقال والمساهمة من حالة إلى أخرى بعد تحقق هدفها، مرونة أدواتها منحتها ميزة كونها عابرة للحدود أو كونية، ففي حالة تونس تحولت المجموعات الشبابية عقب سقوط الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي إلى مناصرة التغيير في ساحل العاج، عبر منصة الفيس بوك مستكشفة الإيجابية في اللغة الفرنسية المشتركة.
وضع لجان المقاومة في الإعلان يسجنها في أطر لأجسام أخرى لا تتسق وحيويتها، ويدفع نحوها بأجندة ربما ليست في قمة أجندتها بما قد يفقدها التعامل معها بذات المستوى الذي تختار هي الأمر وتوقيته وطريقتها في التعامل معها، لجان المقاومة في السودان قدمت تجارباً ضاربة في الاحتراف بحيث استدعت تجربة المتاريس من سياق ثورة أكتوبر ١٩٦٤ إلى راهن تستخدم فيه القوات الحكومية الأسلحة الآلية المتطورة وسيارات الدفع الرباعي، الأمر الآخر هو أن السلمية كفلسفة وشعار يمثلها وأجسام أخرى تختلف مع أدوات حركات الكفاح المسلح التي تؤمن بالمواجهة العسكرية.
أخيراً: تمثل لجان المقاومة المجموعات المفتوحة التي لا تقبل التأطير أو خلق هرم قيادي لها، فهي ذاتية التنظيم لطبيعتها كمجموعات ضغط، ولا تسعى للسلطة بقدر ما تشكل برلماناً شعبياً واسعاً وعريضاً يلعب دوري حماية الثورة والرقابة على أداء السلطة الانتقالية، إذن فالزج بها إلى التوقيع أو الإنضمام إل مشهد تعددت فيه الأجسام التي تمثل تناسل أو انقسام من جسم رئيسي لا يمكن قراءة الأمر بتعريضها لمناخ قد يفتك بها ويدفع نحوها بعدوى الاصطفاف مع أو ضد، وذلك حتماً بعيد عن الثورة والتغيير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *