الثلاثاء, أكتوبر 15, 2024
حواراتسياسة

عضو سكرتارية شبكة الصحفيين (محمد نيالا): خطنا الاستراتيجي وحدة الوسط الصحفي دون اشتراطات

* مستعدون لقانون الصحافة بخطوات قادمة ونسعى لتحقيق أهداف الثورة أو موجة ثورية جديدة

حاوره: نصر الدين عبد القادر

تعيش القاعدة الصحفية في السودان أوضاعاً توصف بالمأساوية على مدى (30) عاماً مضت، ورغم ذلك لعبت عبر (شبكة الصحفيين السودانيين) دوراً كبيراً في الحراك الثوري الذي أدى في خاتمة المطاف إلى سقوط نظام الثلاثين من يوينو 1989م، حيث بلغت الأحلام بتغير الحال عنان السماء.. ثم هبت رياح الخيل لتقسمها.. فانقسمت شبكة الصحفيين، ثم انقسم المنقسمون عليها، وثمة قوانين يراها الوسط الصحفي معيبة تتم حياكتها.. وتفشى الإحباط خاصة عقب تعذر الوصول إلى لجنة موحدة لاستعادة نقابة الصحفيين السودانيين.

لهذا كله جلست (مدنية نيوز) إلى عضو سكرتارية شبكة الصحفيين السودانيين محمد الفاتح همة (نيالا)، لمناقشة العديد من الملفات فكان الحوار التالي:

ابتداءً كيف ترى غياب شبكة الصحفيين عن الأجهزة التنفيذية بالترشيح أو المشاركة فيما يخص قطاع الإعلام، وما هو أثر ذلك على الفترة الانتقالية التي يرى المراقبون والشبكة نفسها أنها متخبطة ودون الطموح؟

عدم مشاركة الشبكة يرجع إلى التزامها بقرار مجلس تجمع المهنيين السودانيين القاضي بالتحول إلى جهاز رقابي.. وهو الموقف الذي وجد تأييداً من غالبية الأجسام المكونة لتجمع المهنيين، مع تثبيت المشاركة في المجلس التشريعي باعتباره جسماً رقابياً أيضاً.

وبالوقوف عند ذلك، أين موقف الشبكة الرقابي، فيما يتعلق بالترشيح لوزارة الإعلام وغير ذلك، خاصة وأن بقية أجسام التجمع كان لها دور أكبر من الشبكة؟

الترشيح كان متاحاً بالنسبة إلينا، وقمنا بترشيح كفاءات لحكومة المرحلة الانتقالية فيما يتعلق بالإعلام، وذلك على مستوى وكلاء الوزارات والإدارات الإعلامية.

ما هو مصير تلك الترشيحات؟

في عهد الوزير السابق فيصل محمد صالح، لم يتم اختيار القوائم التي قمنا بترشيحها، مثل مدير وكالة السودان للأنباء (سونا)، ومنصب الأمين العام لمجلس الصحافة والمطبوعات، وعقدنا اجتماعاً مع الوزير في مبنى التجمع وفي مكتبه وسلمناه المرشحين.

ألم تقوموا بترشيح وكيل أول وزارة الإعلام رشيد سعيد؟

نحن لم نرشح رشيد سعيد، ولا ندري من الذي رشحه.. ربما هنالك أجسام أخرى قامت بترشيحه.

هل راجعتم الوزير السابق فيصل، عن سبب عدم اختيار قائمتكم؟

لم نفعل ذلك ولم نستفسر، نحن لنا حق الترشيح فقط والوزير له حق اختيار من يراه مناسباً.

ما هو تقييمكم لأداء مؤسسات الإعلام الرسمية؟

الوسط الصحفي هو الذي يقوم بهذا التقييم.. نحن نرصد توجهات القاعدة الصحفية ولنا تواصل مع الصحفيين بالمؤسسات الرسمية، مثلاً هناك شكاوى من موظفين في (سونا) ضد المدير المتباطئ في اتخاذ القرارات، وكذلك من وزارة الإعلام فيما يتعلق بقوانين الإعلام.

ماذا عن الانقسام الذي ضرب الشبكة، وبالتالي قاد إلى انقسام في الوسط الصحفي، وما هو أُفُقُ الحلول لتجاوز هذه الانقسامات؟

الخلافات داخل الشبكة بدأت قبل سقوط النظام.. عندما كانت الشبكة جزءاً أساسياً من تجمع المهنيين، وسطع نجمه وبالتالي نجم الشبكة أثناء الحراك الثوري، فبدأت الحديث عن من هم سكرتارية الشبكة، والمطالبة بتوسعة الماعون في ظرف حرج، فطغت الروح الذاتية، وتلاقت هذه الرغبات مع عدد من الصحفيين فقادوا الانقسام، ثم انقسم المنقسمون أنفسهم وظهرت بينهم الملاسنات، والأثر السياسي واضح في الانقسام، وهو ليس ببعيد عن انقسام القوى الثورية نفسها، والمتضرر قضية الثورة.

ومع ذلك لم نقطع العلاقة من الانقساميين، ورحبنا بمبادرة الأستاذ محجوب محمد صالح بين الشبكة وجماعة استعادة النقابة، لكن المحمول الذاتي طغى مرة أخرى ما أدى إلى فشل المبادرة.. ثم ذهبنا لتكوين اللجنة التمهيدية للنقابة وقُدِّمت لهم الدعوة، لكنهم انسحبوا مرة أخرى.

ما هو دوركم في هذا التعقيد الحائل دون وحدة الوسط الصحفي، هل لديكم اشتراطات تعسفية؟

الشبكة استراتيجياً مع وحدة الوسط دون سقف أو شروط إذا تم تجاوز الذاتي إلى المصلحة العامة، لأن القاعدة الصحفية هي التي تدفع الثمن الآن في ظل غياب النقابة، نحن نريد التوجه إلى قضايا الصحفيين الأساسية بعد سقوط النظام المتمثلة في حق الأجور المجزية والعلاج وبيئة العمل التي تراعي حقوق الإنسان.

ما هو مصير المؤتمر العام للشبكة؟

المؤتمر العام استحقاق حالت الظروف التي عشناها في ظل النظام السابق دون قيامه، مع ذلك نتحمل كامل المسئولية عن تأخيره، ومستعدون للمحاسبة من قبل القاعدة الصحفية.. والآن الظروف اختلفت وبالتالي نعمل الآن على تنظيم عمل الشبكة، وهيكلتها وإعادة الأمانة إلى أهلها (القاعدة الصحفية).. ووضع خارطة طريق للمرحلة المقبلة.

هل يشمل المؤتمر العام كافة الصحفيين بما فيهم الذين انقسموا؟

المؤتمر العام لكل عضوية الشبكة، الذين يمثلون القاعدة الصحفية، أما الذين انقسموا عن الشبكة وكونوا أجساماً موازية هم خارج المؤتمر.

وماذا عن نقابة الصحفيين؟

النقابة حلم ممتد منذ ثلاثين عاماً، وسنسعى لتحقيقه مع كل القاعدة.

هل تغير حال الإعلام عن ما كان سابقاً بعد تكوين حكومة الثورة؟

ما زالت الأوضاع كما هي.. الفلول يسيطرون على الإعلام بصورة عامة والجهات التنفيذية مترددة.

هل جلستم مع الوزير حمزة بلول، بعد رفضكم لمسودة القانون التي قدمتها الوزارة.. خاصة وأنه قدم لكم الدعوة للمشاركة في مناقشة القانون ولم تفعلوا؟

الشبكة لا تناقش قضايا الصحفيين داخل الغرف المغلقة.. وبالفعل كانت قد وصلتنا الدعوة وقمنا بتسمية عضو من السكرتارية حضر اجتماعاً واحداً ثم انسحب.. وعقدنا ندوة بصحيفة (التيار) تناولنا فيها عيوب القانون الجديد وعدم اتفاقه مع المعايير الدولية للصحافة… ويمكن للوزير أن يكون حاضراً في مثل هذه النقاشات المفتوحة والعامة.. وفي خطتنا ندوات قادمة إذا أراد الحضور فالدعوة عامة.

هل تتوقعون نجاح التصدي لهذا القانون المعيب بحسب وجهة نظركم؟

حتى نهاية العام نتوقع إجازة القانون.. ونحن مستعدون له بخطوات قادمة.. لأننا نسعى لتحقيق أهداف الثورة مع الأجسام الأخرى أو موجة ثورية جديدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *