الثلاثاء, أبريل 8, 2025
تقاريرمجتمع

زيادة رسوم التراخيص بالنيل الأزرق.. إضراب الصيدليات وهلع المرضى

ميني تحقيق: هويدا من الله

الصحة والعافية هي من أكبر نعم الله على عباده، لذلك وجب الشكر والحفاظ عليها، فالصحة تاج على رؤوس الأصحاء ولينعم المواطنون بالصحة لابد من توفر الخدمات الصحية وأهمها الدواء لذلك تأتي أهمية وجود دراسة شاملة قبل صدور أية قرارات تتعلق بالوضع الصحي.
إدارة الصيدلة بولاية النيل الأزرق زادت قيمة الترخيص للصيدليات من (6) آلاف إلى (80) ألف جنيه فترتب على تلك الزيادة الكثير من الأحداث.

(مدنية نيوز) أجرت تحقيقاً حول هذا الموضوع، لمعرفة موقف الأطراف المختلفة ومدى تأثير القرار على العاملين في الحقل الصيدلاني والمواطنين، فإلى مجريات التحقيق:

سلامة المواطن

التقت (مدنية نيوز) بمدير إدارة الصيدلة بولاية النيل الأزرق د. مجيب الرحمن القاضي، الذي أوضح أن إدارة الصيدلة هي إدارة رقابية مختصة بضط عمل الصيدليات من ناحية التهوية والإضاءة والكادر الطبي في كل صيدلية وجودة الدواء وطرق شرائه ومراجعة صلاحيته ووضع غرامة على المخالفات تختلف حسب نوع المخالفة.

وقال مدير إدارة الصيدلة إن كل ما ذكر لضمان سلامة المواطن، وإن الإدارة تقوم كذلك بالتنسيق مع كل إدارات الصحة لوضع موازنة التراخيص التي يتم وضعها بناءً على الوضع الاقتصادي، ومن ثم تتم مناقشها مع وزير الصحة ومدير الموازنة بوزارة المالية مع توضيح أسباب الزيادات.

وأضاف أن وزارة المالية تقوم بتعديل الزيادات بوضع قيمة مضافة، ومن ثم يتم رفعها إلى مجلس الوزراء للإجازةالنهائية.

مجيب الرحمن القاضي

زيادة كبيرة وأقساط

واعتبر القاضي، أن الزيادات التي أضافتها وزارة المالية كانت كبيرة جداً، وتابع: (لذلك كانت هنالك عدة محاولات من إدارة الصيدلة مع وزارة المالية لتخفيض قيمة الترخيص قبل رفعها لمجلس الوزراء، ولكنها لم تكن ذات جدوى وتمت الإجازة من مجلس الوزراء، وبذلك الموازنة أصبحت موازنة دولة ولا فرار من تنفيذها)، وأردف: (لذلك قمنا بتطبيق القرار ابتداءً بتراخيص المخازن، أما الصيدليات فتم الاتفاق معها أن يتم السداد عن طريق الأقساط خاصة الصيدليات الجديدة ويتم اعطاؤها إذناً مكتوباً بمزاولة العمل حتى إكمال بقية الأقساط للترخيص.

عدم الإيفاء والإنذار

وأبان مدير إدارة الصيدلة أن كل تلك الإجراءات بدأت مع بداية العام، وذكر: (لكن لم يف أصحاب الصيدليات بسداد ماعليهم، لذلك قامت إدارة الصيدلة بإخطار كافة الصيدليات بضرورة السداد في فترة أقصاها “72” ساعة لأن العام شارف على الانتهاء).

وحسب متابعات (مدنية نيوز) فإن إدارة الصيدلة بولاية النيل الأزرق أطلقت إنذارها لكل المؤسسات الصيدلانية في الولاية بشأن الترخيص للعام ٢٠٢١م، وشدد مدير الإدارة د. مجيب الرحمن القاضي، في خطاب تحصلت (مدنية نيوز) على نسخة منه أمس، على أن آخر فرصة للترخيص للعام ٢٠٢١م هي مدة أقصاها (٧٢) ساعة من تاريخ الإنذار الصادر في (١٤) سبتمبر الجاري.

زيادة جنونية

ومن جانبه ذكر الطبيب الصيدلاني مدثر بشير، في إفادة لـ (مدنية نيوز) أمس الأول أنه تم إخطاره بخطاب من إدارة الصيدلة محتواه الترخيص في فترة أقصاها “72” ساعة، وأرجع عدم ترخيصه لما وصفها بالزيادة الجنونية التي طالبتهم بها إدارة الصيدلة من (6) آلاف إلى (80) ألف جنيه، الأمر الذي أدى إلى عجز أصحاب الصيدليات عن الترخيص.

إضراب

وأضاف أنه اعتراضاً على قيمة الترخيص تم إغلاق كل الصيدليات لمدة (24) ساعة وبعدها تدخل حاكم الإقليم أحمد العمدة بادي وعادت الصيدليات للخدمة.

ولفت مدثر، إلى أن المتضرر الأول من عدم الترخيص هم أصحاب الصيدليات (لأنه بدون ترخيص لا يستطيعون شراء الأدوية من الشركات، بل يتم شراؤها من الوكلاء)، ونوه إلى أن هناك فرقاً كبيراً بين أسعارالشركات وأسعار الوكلاء المعتمدين، الأمر الذي ينعكس سلباً على أسعار الأدوية ويصعب إمكانية توفرها.

تدخل الحاكم

ومن جهته أشار رئيس جمعية أصحاب الصيدليات د. الهادي محمد علي، إلى أن إضراب الصيدليات عن العمل خلق رأياً عاماً واحتجاجاً وسط المواطنين، خاصة مصابي الأمراض المزمنة، وقال إنه بعد ذلك تم تكوين لجنة بواسطة حاكم الإقليم من وزارتي المالية والصحة وإدارة الصيدلة ورئيس جمعية أصحاب الصيدليات للنظر في الأمر، ولم تصل اللجنة إلى أي قرار حتى الوقت الراهن.

هلع وسط المرضى

وفي السياق أفاد عدد من المواطنين (مدنية نيوز) أن إغلاق الصيدليات نتيجة الإضراب أدى إلى حدوث هلع وسط المرضى وأسرهم، خاصة الأمراض المزمنة، ونبهوا إلى وجود مخازف كبيرة من استمرار الإغلاق لأكثر من (24) ساعة.

كما اعتبر المواطنون أن مثل تلك القرارات لا تراعي ظروف المرضى.

الخاتمة

الخدمات التي تقدمها الصيدليات هي خدمات لا تحتمل التأخير ولا التأجيل، وفقاً للمواطنين في إفاداتهم لـ (مدنية نيوز)، حيث أشاروا إلى أهمية وضع قرارات تيسر من عمل الصيدليات لتمكنها من العمل المستمر لأن أي خلل في عملها ينعكس سلباً على صحة المواطنين ويعرضهم للخطر، وبذلك تطرح (مدنية نيوز) القضية أمام أهل الاختصاص لإيجاد حلول مرضية وعاجلة تجنباً للأضرار التي يمكن أن تلحق بالمرضى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *