وأين مطالب الفلول إن كانت هذه مطالب أهل الشرق؟
بقلم: خالد فضل
على سبيل الطرفة المعروفة، عن ذلك الرجل الذي أحضر كيلو لحم وطلب إلى زوجته أن تشويه، تصرفت ربة المنزل في اللحم، وعند عودته سألها عن الشيّة، أجابته بثقة : الكديسة أكلت اللحمة . هنا قام صاحبنا وقبض قطته الأليفة ووضعها على الميزان، كان وزنها كيلو جرام واحد، سأل الرجل زوجته: أها إذا كانت دي الكديسة أين اللحمة ؟ وإذا كان ده كيلو اللحمة أين الكديسة؟.
بالنسبة للسيد عضو المؤتمر الوطني (المقبور) ونائبه البرلماني محمد الأمين ترك؛ رئيس ما يسمى بمجلس نظارات البجا والعموديات المستقلة، بشرق البلاد، نسأله ذات سؤال صاحب اللحمة : إذا كانت دي مطالب البجا فأين مطالب المؤتمر الوطني المأفون، وإذا كانت هذه مطالب حزب الكيزان فأين مطالب أهلنا في شرق السودان؟.
والذاكرة لم تطمس بعد، قبل عامين تقريبا أو أقلّ بقليل، خرج الكيزان في مليونية الزحف الأخضر، ثم مليونية التفويض، ثم مليونية انكار كورونا، طبعا نقول مليونية لأن الجماعة السارقة تسرق دوما مصطلحات الآخرين وانتاجهم وتدمغه بصبغتها البغيضة، فمصطلح مليونية كان له فعل السحر في الثورة السودانية الباسلة، وسيظل !! المهم في مليونية التفويض كانوا يطالبون البرهان بالإنقلاب على الثورة وتسليم السلطة للمجلس العسكري، والسيد ترك تراه يطالب الآن، وتحت زعم مطالب الشرق بتسليم السلطة للمجلس العسكري!! أها نسأله سؤال صاحب اللحمة ؟؟ هذا باعتبار الصفة التي يتصف بها الآن؛ إذ لا يستطيع الجهر بأنّه (مجاهد) من مجاهدي المؤتمر الوطني. وكذلك مطلب حل الحكومة المدنية، وحل لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو1989م وإزالة التمكين واسترداد الأموال العامة، والمنشأة بقانون سنة 2019م تعديل 2020م، مطلب حل حكومة حمدوك مشروع، ومن حق من لا يعجبه أدائها التظاهر ضدها والمطالبة باسقاطها، هذا حق ديمقراطي لا ينتطح حوله عنزان، أمّا حل لجنة إزالة التمكين فيثير السؤال البدهي، عن مطالب أهلنا في الشرق، فلجنة إزالة التمكين تفكك في صواميل الفساد والإفساد الكيزاني الذي مارسته عصابتهم المجرمة طيلة 30سنة مشؤومة، ونصيب الشرق فيها كثير، قتل للأرواح كما في مجزرة بولرتسودان مطلع 2005م، تدميرا ممنهجا لكل الثروات والموارد ونهب الذهب، حتى الميناء والخطوط البحرية طالتها معاول الفساد والتخريب فهل مطالب أهلنا في شرق السودان هي استمرار الفساد ؟؟ فإذا كانت لجنة التفكيك غصة في حلوق الكيزان وهي تستعيد منهم ما حازوه بالنهب، لذلك يطالبون بزوالها فأين مطالب أهل الشرق التي يدعيها السيد زعيم الكيزان ترك ؛ باسم قبيلة الهدندوة؟؟.
لقد ظلّ صاحب هذا القلم ضمن مواطنين سودانيين كثر، يدافعون وينافحن عن حقوق أهلنا المهمشين في الشرق وغيره من بقاع السودان، ويواجهون في سبيل ذلك الموقف المبدئي المشاق والعنت، وأذكر هنا مواقف زميلنا وصديقنا صالح عمار المدافع الشرس عن حقوق الإنسان؛ وخاصة حقوق أهلنا أهله في الشرق الحبيب ؛ لتطاله بعد ذلك رشاشات الإساءة الشخصية من الفلول إثر تعيينه واليا لولاية كسلا، فيما ظلّ زعيم الهدندوة يوالي النظام الظالم ويتماهى معه ويحظى بوظائفه وامتيازاته، فأين كانت مواقفه تلك يوم كانت المصائب تتوالى على أهله، أين كانت مواقف الكثيرين من قادة الباطل اليوم وهم يحرضون على قطع الطريق القومي وإغلاق الموانئ والمطارات وأنابيب النفط، يوم كان قناصة الكيزان يصطادون الشباب الثائر من داخل منازلهم في بورتسودان؟ فإذا لم يكونوا ينفذون في أجندة التخريب ومؤامرات الفلول، ما هي مطالب أهل الشرق، وما هي أجندتهم الحقيقية؟.