السبت, يوليو 27, 2024
مقالات

سلميتنا وعنفهم!!

| الركيزة |

بقلم: أيمن سنجراب

هل هؤلاء يستحقون الموت؟، لا وألف لا، فبنات وأبناء بلادي ظلوا يخرجون من أجل تحسين حياة السودانيين جميعهم من في المدائن والقرى والأرياف، هؤلاء يستحقون حلو الحياة، حياة تشبه أحلامهم وتليق بتضحياتهم، كانوا وما زالوا يقدمون كل ما هو جميل رغم أن القتلة يكيدون بهم ويزيفون الحقائق لدمغ حراكهم السلمي الباسل بالعنف واتخاذ ذلك مدعاة للنيل منهم وحقهم في الحياة الكريمة التي ينشدون.

كلنا شهدنا وما نزال نشهد بسلمية الاحتجاجات على الانقلاب الأخير وسيطرة العسكريين على المشهد العام، ولم ولن يتورط ثائر أو ثائرة في عنف ويتسبب في إنهاء حياة مواطن آخر وهم وهن من وضعوا أساس السلمية بأعظم التضحيات دون انحراف ويشهد لهم من ارتضوا أن يكونوا أدوات للبطش منذ حراك ثورة ديسمبر 2018 المجيدة وفي ذاكرتنا (نحن أخوانك يا بليد)!!، وما في المقولة من إساءة ولكن ليطمئن قلب من جاء من العسكر قاصداً وضع حد للحراك، ولم تتم المفارقة عن السلمية رغم أن عنف السلطة الساقطة حينها كان في قمته وظل يتصاعد حصداً للأرواح مع تفاقم الآلام والأوجاع بسسب إهدار العدالة لأن كثيراً من الجرائم لم يقدم مرتكبوها لمنصات القضاء، فما أفدح أن يتم تسجيل القضايا ضد مجهول!!.

من خرجوا شهد لهم ولهن العالم أجمع بمثالية النضال والاحتجاج فهم/ن لم يخرجوا ليموتوا أو يتخلصوا من حياتهم، بل ظلوا يضحون من أجل واقع أجمل بتحقيق التحول الديمقراطي والحكم المدني الكامل ومجانية التعليم والعلاج والمساواة في الحقوق والواجبات وتحقيق السلام والأمن بوقف الحرب في أية بقعة سودانية لأن الدم السوداني واحد، خرجوا من أجل دولة المواطنة والعدالة في فرص التنافس في الوظائف والشأن العام، خرجوا من أجل إقامة موازين العدل، وهل من نذر نفسه لذلك يساهم في الإخلال بتلك الموازين والقيم؟!!!.

بنات وأبناء السودان قد طهرهم الفكر الثوري، ومن خرج من أجل العدالة لا يظلم ومن خرج من أجل البناء لا يهدم، فهم اختاروا طريقهم سلماً وحددوا غايتهم (حنبيهو)، أما قادة انقلاب (25) أكتوبر من المدنيين والعسكريين فقد اختاروا سبيل القتل والترويع كيف لا وهم من لم يحسنوا السمع لمطالب الشعب فأساؤوا الإجابة بالقمع حتى تجاوز عدد من نحسبهم شهداء منذ الانقلاب (70) شهيداً في موكب (17) يناير الحالي، ويرد عليهم الثوار بـ (اختر طريقك واحترق) أما نفوس الأحرار فهي لا ترضى الرجوع من منتصف الطريق!!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *