صالح محمود: من يعتبر نفسه وصياً على الشعب السوداني واهم
الخرطوم: مدنية نيوز
استنكر القيادي بالحزب الشيوعي السوداني، صالح محمود، استخدام العسكر لاسلحة تكاد تكون محرمة دولياً، مشيراً للتساؤلات حول طبيعة الغاز المسيل للدموع المستخدم في قمع المتظاهرين، ودعا للتوقف عند مظاهر التدخل الأجنبي والسماح باقامة قواعد عسكرية للتنافس في هذا الصدد بين الامريكان والروس والصين، مؤكداً تأثير ذلك على الاوضاع في السودان في اشارة لمواقف هذه الدول بمجلس الأمن، حيث عدت ما تم من إبادة جماعية في دارفور وجرائم الحرب مسألة داخلية.
وحيا صالح في مؤتمر صحفي عقده الحزب امس، أصحاب الضمير الذين تضامنو مع الشعب السوداني، وامتدح مواقف بعض أعضاء الكونغرس الأمريكي لدعوتهم لمحاسبة الأشخاص الذين ارتكبوا هذه الجرائم، وترشيح لجان المقاومة ولجنة الأطباء لجائزة نوبل للسلام. وتمنى ان يتخذ الاتحاد الافريقي ودول الايقاد مواقف مماثلة في رفض الانقلاب في السودان وفي بوركينا فاسو ومالي، وقال إن القارة الأفريقية لا تستحق ان تحكمها أنظمة عسكرية دكتاتورية في القرن الواحد والعشرين، الذي وصفه بعصر القيم الإنسانية المتعلقة بكرامة الإنسان والحريات واعتبار الشعوب مصدر السلطات.
وأكد محمود ان من يعتبر نفسه وصياً على الشعب السوداني واهم، لان هذا الشعب اكبر من ان يكون الاصياء عليه من يقتل
أبنائه، مشيراً إلى أن عدد القتلى من دارفور منذ 2013 يقترب من ال(600) الف فيما يقترب عدد من تعرض للتهجير والنزوح من(5) ملايين نازح ومهجر، فيما يقترب عدد المواطنين في معسكرات النزوح من (2) مليون مواطن، واضاف ان مسؤولية تحقيق العدالة للمهمشين؛ في مناطق السلاح تقع على كل الشعب السوداني.
ودعا صالح دولتي الصين وروسيا لمراجعة مواقفهما تجاه السودان وقضايا شعبه، وقال ان التدخلات الاقليمية في الشان السوداني تاخذ مظاهر متعددة ومرتبطة بموارد وموقع السودان الحيوى، واوضح ان من تلك المظاهر تتمثل في السماح باقامة قواعد عسكرية في السودان للولايات المتحدة وروسيا، وممارسات الصين التي لا يتحدث عنها احد، واشار الى التدخل الاسرائيلي المتمثل في تعاونه مع حكومة ترتكب المجازر ضد شعبها في الوقت الذي تتحدث فيها عن جرائم الابادة الجماعية، هذا الى جانب المواقف السالبة للصين وروسيا في مجلس الامن في القضايا التي تخص السودان، ووصف حججهم على ان ما يحدث في السودان شان داخلي بالحجج الواهية، مبينا ان الحرب لا تعتبر مسائل داخلية بل جرائم انسانية ومهدد للامن والسلم الدوليين، ودعا الصين وروسيا لمراجعة مواقفهما، واشاد محمود في الوقت نفسه بموقف الاتحاد الاوربي واعضاء الكونغرس الامريكي تجاه الشعب السوداني، ودعا الاتحاد الافريقي ومنظمة ايقاد باتخاذ موقف مماثلة وادانة الانقلاب العسكري.
واضاف محمود ان ما خلص اليه الحزب بعد الجلوس مع رئيس بعثة يونامتيس فولكربيترس، واصدقاء السودان وجهات أخرى يدعون للعودة للوضع ما قبل 25 اكتوبر، وهذا يعني العودة للشراكة وللوثيقة الدستورية كما تعني الاعتماد على الانتخابات المبكرة كمخرج للأزمة الحالية، وهي مقترحات مرفوضة من قبل الشارع، منوها الى ان ريس الوزراء المستقيل عبد الله حمدوك لعب دورا محوريا اضفى شرعية الحكومة المدنية على انقلاب عسكري قام به مجلس عسكري هو امتداد للجنة الأمنية للبشير، مما أحدث تضليلاً للرأي العام المحلي والعالمي.
وأكد ان الواجب على المجتمع الدولي ان يتعامل مع ما حدث في 25 اكتوبر كانقلاب على حكومة مدنية، مشيراً لشجاعة وصمود القوة الحية من لجان مقاومة واطباء وصحفيين في التصدي للانقلاب. وقال إن قضية العدالة مطلب ملح للثوار وللشعب لأن البلاد تعرضت لانتهاكات ممنهجة لذلك اي مساومة في قضايا العدالة ودماء الشهداء مرفوضة، واكد ان هناك الان حوالي ٢١٠٠ معتقل و٦٢٦٢ مصاب جراء العنف غير المبرر، واعتقال وضرب حوالي ٧٥ صحفيا و٧٩ شهيد فضلا عن المفقودين.