أوضاع الحقوق بعد (الانقلاب).. محامون يكشفون انتهاكات الاحتجاز والقتل
الخرطوم: عازة أبو عوف
كشفت هيئة الدفاع عن المتأثرين بالاحتجاز غير المشروع وشهداء القتل الجزافي عن انتهاكات وصفتها بالجسيمة تتم داخل أقسام الشرطة والسجون بحق المحتجزين.
وأشارت الهيئة في مؤتمر صحفي أمس الأول بمقر طيبة برس، إلى تعذيب وإرغام المقبوض عليهم للاعتراف بجرائم.
تدهور أوضاع الحقوق
وقالت عضو الهيئة المحامية نفسية حجر، إن وضع حقوق الإنسان في السودان بعد انقلاب ٢٥ أكتوبر الماضي أصبح في تدهور مريع، ولفتت إلى أن عدد الإصابات المباشرة في منطقة الصدر والبطن بواسطة عبوات الغاز المسيل للدموع تجاوزت (٢٥٠٠) إصابة، فيما تعرض عدد (٩) صحفيين للاعتقال بجانب تعرض الكوادر الطبية للضرب والاعتقال، وكشفت عن اعتقال أكثر من (3) آلاف شخص بالولايات، بالإضافة إلى اعتقال (١١٠) أشخاص بسجن سوبا تجاوزت مدة اعتقالهم الشهر دون تدوين بلاغات ضدهم.
وأفادت نفيسة حجر، بأن جهاز الأمن والمخابرات أنشأ مقاراً داخل السجون، وأعلنت احتجاز (١٠) شابات داخل سجن أمدرمان (دار التائبات) لم تتجاوز أعمارهن (٢١) عاماً بينهن طالبات دون تقييد بلاغات في مواجهتهن وتم منع أسرهن من الزيارة وإنكار مكان احتجازهن.
تخلي عن المهام
ومن جانبه اعتبر المحامي نصر الدين يوسف دفع الله، أن إجراءات الشرطة منذ انقلاب ٢٥ أكتوبر المنصرم غير صحيحة، وأوضح أن قمع المواكب مخالف لواجبات الشرطة المتضمنة في (لائحة استخدام القوة بواسطة الشرطة لسنة ٢٠٠٦م)، وانتقد توجيه عبوات الغاز المسيل للدموع على الأجساد (الرأس والصدر)، ورأى أن ذلك يهدف للإصابة المميتة مستدلاً على حوادث قتل نتيجة ذلك الفعل.
واتهمت هيئة الدفاع عن المتأثرين بالاحتجاز غير المشروع وشهداء القتل الجزافي، النيابة العامة والشرطة بالتخلي عن مهامهما، وقالت عضوة الهيئة موكلة المتهم في قضية مقتل العميد شرطة علي بريمة، محمد آدم أرباب (توباك)، المحامية إيمان حسن عبد الرحيم، إن الشرطة تخلت عن واجبها الأساسي في البحث عن الفاعل الحقيقي واكتفت بتجريم الشباب العزل.
وأضافت أنه من خلال الإجراءات اتضح أن هناك تعمد ممنهج للقهر والتهديد والتعذيب لإجبار المتهمين على الاعتراف، وأبانت أن موكِّلها تعرض لمحاكمة إعلامية من قبل الشرطة من خلال البيانات التي اعتبرت أن فيها تأليب للرأي العام قبل أية محاكمة.
وذكرت إيمان، أن هيئة الدفاع قدمت طلبات لمقابلة المقبوض عليهم في بلاغ مقتل العميد، ونبهت إلى أن النائب العام سمح بالمقابلة لكن إدارة سجن كوبر رفضت المقابلة.
وتابعت أن المتهم محمد الفاتح عصام، تم إلباشه قميص به دم وتصويره (فيديو) بصورة مهينة كأنه مجرم، ورأت أن الإجراءات لا تسير بمهنية وأن النيابة لا تشرف على القضايا خاصة فيما يتعلق بالإجراءات الجنائية.
وزادت إيمان، أن الفتيات اللائي تعرضن للاعتقال لم يسلمن من المضايقات وأن بعضهن تعرضن للصعق بالكهرباء، بالإضافة إلى الإرهاق النفسي.
تعذيب وإرغام
ومن جهتها كشفت والدة المتهم محمد آدم أرباب (توباك) عن وجود آثار تعذيب على ابنها، ووصفت وضعه بالسيء، وقالت إنه لم يسمح لها طيلة فترة (26) يوماً بزيارته، وأنها تمكنت من مقابلته مؤخراً ووجدته في حالة سيئة وتوجد آثار لمسامير في باطن قدمه، بجانب إجباره على الوقوف على قدمه المكسورة، ونوهت إنه كشف لها عن إرغامه للإدلاء بأقوال تظهر اعترافه بأشياء لم يقم بها، وتساءلت: (هل نحن في غابة أم دولة قانون؟)، وتابعت أن قلبها ينزف دماً لأن ابنها الطفل ذي الـ (17) عاماً يُجرَّم بسبب وقوفه في الخطوط الأمامية وطالب بالحرية والسلام والعدالة.