مليونة (الآباء والأمهات).. طبول العزة دقت دق
بقلم: حسين سعد
رسمت (مليونية الاباء والامهات) اليوم صورة باهية لثورة الشعب السوداني الذي عناه شاعر الشعب محجوب شريف بقوله(الاسم الكامل إنسان،والشعب الطيب والديَّ والمهنة بناضل وبتعلـم،تلميذ فى مدرسة الشعب،المدرسة فاتحة على الشارع والشارع فاتح فى القلب،والقلب مساكن شعبية،علشان مستقبل إنساني،وعشان أطفالنا الجايين،والطالع ماشي الوردية،وحياة الشعب السوداني،فى وش المدفع تلقاني،قدام السونكي حتلقاني،وأنا بهتف تحت السكين، والثورة طريقي وأيامي،معدودة وتحيا الحرية.
أزهري يلهب الحماس..
وتجمعت الحشود في شارع الستين شرقي الخرطوم بعد أن وصلته من مناطق متفرقة بأنحاء العاصمة وهي تردد الشعار الأبرز في الحراك الاحتجاجي (العسكر للثكنات) في إشارة لضرورة مغادرة الجيش للمشهد السياسي،وشهدت مليونية اليوم مشاركة لافتة لعائلات ضحايا الاحتجاحات وأصدقائهم، وهم يحملون صورهم، داعين لضرورة محاسبة من قتلهم،وفي مقابلتي لعدد من المشاركين والمشاركات أبدوا فخرهم بجسارة الثوار وصمودهم النبيل،ونصب اللجنة المنظمة لموكب كلنا معاكم مسرح بشارع الستين بالخرطوم حيث خاطب المليونية كل من أسر الشهداء مثلهم الاستاذ عباس فرح وأحمد عاصم المتحدث الرسمي بأسم لجان المقاومة والاستاذة عائشة موسي عضو المجلس الانتقالي المحلول والتي دفعت بأستقالتها قبل الانقلاب،كما شهدت المليونية قراءات شعرية للشاعر أزهري محمد علي تفاعل معها الجمهور بالهتاف والتصفيق والزغاريد.
فخر وشموخ ..
اليوم ننحني بأجلال لمليونة الاباء والامهات كما ننحني لاسر الشهداء، كل الشهداء،ننحني بأجلال امام كل هؤلاء الشهداء ونحن مصممّون على المضي قدما في بذل المزيد من التضحيات دفاعاً عن الثورة التي لا لا نساوم عليها ولا نتخلى عنها مهما كانت الظروف والتضحيات سنواصل التحدي لكل أشكال البطش والقهر،فموكب الاباء والامهات (كلنا معاكم ) ضخ في قلوبنا طاقات جبارة لمواصلة السير ونحن نتذكر وصية شهيدنا عظمة(لقد تعبنا ياصديقي لكننا لن نستلقي أثناء المعركة) هذه الوصية أمانة، وهي تاريخ متجدد،يجب ان تستنهض الهمم والإرادة الجسورة لمواجهة تحديات الحاضر،والمستقبل والمضي قدما على درب النضال،واليوم وغدا نحن بحاجة الي الاقتداء بسيرة الشهداء في اقتحام التحديات والاستعانة بمناقبهم ،وتحقيق تطلعات الشعب السوداني، وهذه في تقديري دلالة للوفاء والاخلاص للشهداء،الذين أعادت أرواحهم عاطفة المحبة والوجدان المشترك بيننا كسودانيين، وقبل مليونية 28 فبراير الحالي، ونحن نشكر (الاباء والامهات) لموكبهم (كلنا معكم) نتذكر شاعر الشعب محجوب شريف (يا والدة يا مريم طول النهار والليل فى عيني شايلك شيل،لكني شادّي الحيل لا خوف عليَّ لا هم، هاك قلبي ليك منديل الدمعة لما تسيل،قشيها يا مريم، والعسكري الفراق بين قلبك الساساق،وبيني هو البندم.. والدايرو ما بنتم، يا والدة يا مريم، ما شفتي ود الزين الكان وحيد أمه، قالولو ناسك كم،ورينا ناسك وين .. ورينا شان تسلم، العودو خاتي الشق ما قال وحاتك طق،تب ما وقف بين بين لى موتو اتقدم،قال أنا ما بجيب الشين أنا ما بجيب الشين،أنا لو سقوني الدم،السجن مليان رجالة ما بتنداس،الختو قبلي الساس والشالو هم الناس،يا والدة يا مريم،ما تقولي شن سويت ما تبكي شن سويت، غير البطمن ناس بى همهم ساويت، فارس مع الفرسان، أخواني علو السور أنا طوبة ما ختيت،طبول العزة دقت دق،نشيلا مبادئ ما بتهزم،مشينا ونمشي نتحزم، بمجد الشعب والنبراس، على المستقبل الأحسن.
سنخرج منتصرين..
في الختام نقول الى (التروس) من (الشفاتا والكنداكات) نحيكم تحية فخر وإعجاب، وأنتم تحمون الثورة بأجسادكم وبشجاعاتكم التي كانت هي حروفا للانتصار وسلمية الثورة وتعبرون عن وجدان الشعب سجلتم في صفحات التاريخ جسارة نادرة أذهلتم بها العالم ،ولم ترضخوا لتخويف أوتهديد أو إعتقال أو تلفيق بل قلتم بالصوت العالي والعاتي (أنكم تقبلوا التحدي وقراركم هو الانتصار لذلك أهداءكم صديقنا الدكتورعطا البطحاني في كتابه (التعثر الديمقراطي في السودان) مقدما الاهداء الي الشفاتا والكنداكات والجيل الراكب رأس،نحن أقوياء بثورتنا وتروسها وشعاراتها وبمهاتنا وأباؤنا الذين سيروا اليوم مليونة حاشدة ،نحن أقويا بوحدة لجان المقاومة ودعم شعبنا واعلامنا والمبدعين رفاق محجوب شريف وحميد وعركي وعالم عباس وعركي وعلي عبد القيوم وهاشم صديق نحن أقويا بشعبنا المعلم الذي رفض الأستسلام ول يسير المواكب منذ فجر الانقلاب وحتي يوم الناس هذا ،فثورتنا كانت ومازالت معلم بارز،لقد أعطي نضال شعبنا ثماره نقول وبالصوت العالي (لن نرجع إلى الوراء، ولن نتردد في التقدم إلى الأمام ،وكما خرج آباؤنا وأجدادنا في ثورتي أكتوبر وأبريل منتصرين ، سنخرج نحن أيضا منتصرين، مرفوعي الرؤوس ماشين في السكة نمد من أجل تحقيق أهداف الثورة.