الجمعة, نوفمبر 22, 2024
مقالات

قراءة لخطاب البرهان

بقلم: محمد بدوي

لا أود مناقشة فقرات الخطاب بقدر التركيز على المحتوى السياسي، وعلاقته بما روج له الخطاب من رغبة لإحداث اختراق سياسي وفقا لحرفية بنوده مقترح:
أولا: في تقديري أن الخطاب جاء في سياق سياسي يمثل خطوة في السباق بين البرهان وحميدتى، فامس الاول غاب البرهان عن احتفال تخريج الدفعة الأولى من قوة حماية المدنيين بالفاشر من قوى سلام السودان 2020 (إتفاق جوبا) رغم الإعلان المسبق عن حضوره، بالمقابل حضر حميدتى إلى جانب قادة أتفاق جوبا بالسيادي وحاكم الإقليم مني مناوي، هذا إلى غياب آخر للمدنيين من أعضاء المجلس السيادي الذين تم ضمهم بعد إنقلاب 25 اكتوبر 2021، لابد من الإشارة إلى ان قوة حماية المدنيين تجد اهتماما من بعثة دعم الفترة الانتقالية.

ثانيا: من حيث التوقيت جاء الخطاب عقب لقاء السيد/ فولكر بيترس رئيس البعثة الأممية بحميدتي بمدينة الجنينة في الثاني من يوليو 2022، حيث ترجح بعض المصادر تلبية السيد/ فولكر للزيارة بدعوة من حميدتي بغرض اطلاعه على جهود المصالحات التي قام بها لإنهاء التراجع الأمني في غرب دارفور، والتي ظلت مستمرة خلال الفترة الإنتقالية، وهذه الفقرة تجد ترابطها مع الفقرة الاولى في كونها تسعى للترويج لتنفيذ إتفاق جوبا وعلاقة ذلك بأهميتها لدى المجتمع الدولي .
ثالثا: جاء الخطاب خاليا من أية أشارة للمحاسبة، في ظل اتساع العنف الموجه والمفرط، ولا سيما أن إحصائيات لجنة الاطباء أشارت لتجاوز عدد المصابين في مليونيه 30 يونيو 2022 ما شهده الواقع خلال فتراته السابقة، فضلا عن المحاسبة ظل مطلب جوهري للشارع وللقوى السياسية التي رفضت الإنخراط في التفاوض بين المكون العسكري وقوى الحرية والتغيير.

رابعا: جاء الخطاب يحمل صيغة انحازت إلى كونه القائد الاعلى للقوات المسلحة وليس رئيس المجلس السيادي، حيث خلى من أية اشارة لنائبه قائد الدعم السريع، ولقوى إتفاق جوبا أو بما يعزز أنه خطاب يمثل طرفا واحدا بعيدا عن التعبير عن الشمول لسلطة إنقلاب 25 أكتوبر 2021.

خامسا: لم يحمل الخطاب اية اشارات للقضايا الرئيسية المرتبطة بأسباب إنقلاب 25 اكتوبر 2021 مثل الوضع الاقتصادي المرتبط بالقوات المسلحة او الدعم السريع وعلاقتها بولاية وزارة المالية على الاقتصاد، اضافة إلى الجيش الوطني، وغيرها، فهي القضايا التي تمثل رؤية للمخرج الذي يقود إليه الخطاب.

سادسا: غاب عن الخطاب مسالة مهمة مرتبطة بسياق منهجية تجسير الثقة وهي الجزئية التي تشكل او تعكس الجزء العملي المعزز لجدية الطرح على سبيل المثال قرار بإعادة لجنة التمكين، او التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية بشكل زمني محدد.
أخيرا: في تقديري ان الخطاب مثل النص الموازي لما يقوم به حميدتي في غرب دارفور وكلاهما يحاول أن يثبت للمجتمع الدولي بانه جاد في مسالة الإستقرار السياسي، أو بتعبير آخر، الخطاب مثل رد البرهان على زيارة فولكر ولقاءه بحميدتي في الجنينة .

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *