إلى أمي في عيدها.. لازمك توب جديد وبأي تمن غصباً للظروف والحال الحرن
بقلم: حسين ود خيرمنو
احتفلت قطاعات واسعة من السودانيين يوم الثلاثاء 21 مارس الحالي بعيد الام، وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك والواتساب وغيرها) تفاعل كبير بين السودانيين الذين وضع بعضهم صورة والدته بدلا عن صورته في البروفايل الخاص به،وأعادت مواقع التواصل الاجتماعي للذين فقدوا (أمهاتهم) بسبب الرحيل الفاجع أعادت صور ولحظات تاريخية سابقة بين الام وأبنها ونحن اذا نترحم علي الراحلات نواسي أصدقاؤنا وصديقاتنا المكلومات بفقد (الام) التي وصفها الشاعر حافظ ابراهيم بقوله (الام مدرسة أذا أعددتها أعددت شعبا طيب الاعراق) مواقع التواصل الاجتماعي التي إحتفلت بعيد الام ضجتها غالبيتها بالغناء الذي يمجد الام مثل أغنية الفنان محمود تاور (يمة الشوق) يمة الحنين الشوق غلب يا جميلة وللبلد لكل زول في الدار هناك للخالة وللاخت للولد، بينما كتب أخرين أغنية محمد جبارة (بحر المودة) يا يمة يا بحر المودة وكتين يفيض.. يا يمة يا شعلة أمل زادت وميض.. يا يمة يا عنقود كلام منظوم قصيد يا يمه يا نغماً حنين بالشوق يرن.. وأفكاري فيهو بيرتعن … دمعاتي شانو بينزلن.. واتذكر يا يمه في الدغش النسايمو يهبهبن.
وكتب الاخرون مهنئين المراة السودانية بالاحتفالية بالتهاني والتبريكات ودرج السودانيين خلال الاعوام القليلة الماضية بالاحتفال بالفعالية العظيمة بزيارة المستشفيات ودور المسنين بجانب تكريم عدد من الامهات اللاتي قدمن تضحيات كبيرة وتحدين ظروف قاهرة وقهرنا المستحيل ،فالام السودانية تختلف عن جميع الأمهات في سائر الأرض بتضحياتها التي أذهلت بها العالم، فكانت تلك التضحيات تُسجل على مدى اللحظات والأيام، فقد كانت تلك الأم مثالاً للصمود، والتحدي، والصبر، وكان ناتج هذا الصبر والتضحية الثبات حتى يوم الناس.
في مناطق النزاع كانت الام هي التي تحمي الاسرة وتعلمها وتطعمها،اما في ثورة ديسمبر الظافرة فقد كانت ومازالت الام هي الركيزة فكانت تتقدم الصفوف في المواكب وهي تدفع بابنها، ومنهن من إستقبلنا أولادهن شهداء محتسبة راضية بقدر الله، حيث كانت تتلقى الأمر بثبات وشجاعة وصمود، حيث نراها تودع ابنها الشهيد، وتَفخر بأنّها قدّمت بطلا لسودان جديد سودان (حرية وسلام وعدالة) لقد شاركت المراة في المظاهرات التي تشهدها قرى ومدن السودان بشكل فريد من خلال الزغاريد والهتافات، وصناعة الشعارات، وكتابة اللافتات، والتوثيق بالصور وإصدار البيانات، والطبيات اللاتي دواينا الجراح وتضمد الجراح وهي تهرول هنا وهناك لاسعاف المصابين في المواكب في ثبات راسخ ويقين تام بعدالة القضية وهناك ايضا المحاميات المدافعات عن المعتقليين والمعتقلات والصحفيات الجسورات، والمعلمات رفيقات المعلمة الراكزة (قمرية).
فالام السودانية ياسادتي أسطورة ونموذج حي لاهوال من المعاناة التي تعرضت لها، فهي أم الشهداء، تخفي لوعتها وألمها بفقدان ابنها الذي أستشهد واهبا الحياة للآخرين، وهي أم المصاب الذي تتمنّى أن تحمل عنه ألمه وجراحه مخفيةً هذا الشعور حيث تقف إلى جانب الجريح بصلابة، حتى يبرأ من جراحه، ويعود للحياة من جديد،وهي أم المعتقل وأم المفقود الذي لا تعلم مكانه لكنها ظلت صامدة فالام السودانية هي معلمتي الراكزة الراحلة زينب بدرالدين تلك الام الحنونة والجسورة والام هي والدة جميع الشهداء فتضحيات الامهات تحمل عناوين مختلفة لكنها كلها تعبر عن الصمود والنضال ،أما عيد الام لدي صاحب المقال فقد ظللت أحتفل به سنويا مع أمي (خيرمنو) وأقدم لها هدية إجلالا وتقديرا لنضالاتها وكان يشارني في ذلك رفيق دربي ايمن سنجراب حيث كنا نقدم الهدايا في وقت واحد الى (خيرمنو ) وامي (فاطمة) والدة سنجراب لكن بالامس وسط الانشغال والحال الصعب كما قال الشاعر الراحل محمد الحسن سالم حميد.. بس يا ام الحسن طقهن آبفيد.. وطقهن آبيزيد.. وانطق الزمن.. لازمك توب جديد.. وبأي تمن. غصباً للظروف والحال الحرن
في الختام ونحن اذا نحتفل بالام في عيدها ونفتخر بنضالها وصمودها أقول الي أمي ما قاله الشاعر محجوب شريف..
ماني الوليد العاق.. لاخنت لا سراق.. والعسكري الفراق.. بين قلبك الساساق
وبيني وهو البندم.. والدايرو ما بنتم.. وانا ماني زول وشين يا والدة يا مريم
ما شفتي ود الزين.. الكان وحيد امه.. ماليلا كال العين.. قالولو ناسك كم.. ورينا ناسك وين
ورينا شان تسلم.. دا العودو خاتي الشق.. ماقال وحاتك طق.. تب ما وقف بين بين
لي موتو اتقدم.. وانا ما بجيب الشين.. انا ما بجيب الشين.. انا لو سقوني الدم.. يمة السجن مليان
ورجاله ما بتنداس.. الختو قبلي الساس.. والشالو هم الناس.