تأبين الشهيد حسن بالسلمة.. استنكار للتسوية وتجديد للعهد مع الثورة
الخرطوم: أيمن سنجراب
شهد تأبين الشهيد حسن إبراهيم الماحي، تجديد الجماهير لعهدها مع الثورة والشهداء بالمضي في الحراك حتى تحقيق أهداف الثورة في الحرية والسلام والعدالة، وسط تنديد بالاتجاه نحو التسوية مع (الانقلابيين) عبر الاتفاق الإطاري.
وتدافع (الثوار والكنداكات) يوم أمس الأول، إلى مدرسة السلمة الثانوية بنات بجنوب الخرطوم، لحضور التأبين الذي أقامته تنسيقية لجان مقاومة جنوب الحزام، وتم التوقيع على دفتر الحضور الثوري.
لا للإفلات من العقاب:
لم يتردد كشة عبد السلام، والد الشهيد عبد السلام، في نقد القوى التي اتجهت نحو التسوية السياسية مع (الانقلابيين) ونعتها بقوى خيانة الثورة ، ونوه إلى أن تضحيات الشهداء من أجل (الوطن الذي حلموا به وليس لشراكات الدم).
وشدد كشة، على عدم الإفلات من العقاب، وانتقد التوجه إلى العدالة الانتقالية بناء على الاتفاق الإطاري ورأى أنه يهدف للإفلات من العقاب، واستند على أن ترتيبات العدالة الانتقالية وفق ذلك الاتفاق تتم دون مشاركة أصحاب المصلحة.
وكشف كشة، عن اتجاه تجمع للمحامين بعقد فعاليات توعوية حول العدالة الانتقالية بمفاهيم تحفظ حقوق الإنسان، وأطلق دعوة لأسر الشهداء لقبول دعوات المشاركة في تلك الندوات قطعاً لطريق إجهاض العدالة، وأكد ضرورة التمسك بالمطالبة بالحقوق لنيلها، ومثل لذلك بمحاكمة المتهمين بمقتل الشهيد عبد المنعم رحمة، بمدينة ود مدني بولاية الجزيرة بعد (٢٨) عاما من الجريمة، وقال: (ما ضاع حق وراؤه مطالب).
نقد التسوية:
ومن جانبها انتقدت أمونة، والدة الشهيد قاسم الصادق، التسوية السياسية، وتساءلت: (لماذا التسوية؟)، وأضافت مستنكرة: (التسوية في دم الشهداء، أم الاغتصابات أم الدماء في دارفور؟)، وشددت على القصاص ومحاكمة مرتكبي الجرائم، ورددت شعار لجان المقاومة (لا تفاوض، لا شراكة، لا مساومة)، ونبهت إلى أن الشهداء خرجوا من أجل قضايا منها الحرية والسلام والتعليم.
إضراب المعلمين:
وكانت قضية التعليم حاضرة في التأبين، بمشاركة ممثل لجنة المعلمين بشير نايل، الذي أشار إلى إضراب المعلمين (إضراب العزة) بشعار (عشان عيون أطفالنا ما تضوق الهزيمة)، وقطع بمواصلة الإضراب حتى تتحقق المطالب ومن بينها زيادة الإنفاق على التعليم بما لا يقل عن (٢٠%)، وزيادة الحد الأدنى للأجور، وأعاب تخصيص مرتب يبلغ (٤٦) ألف جنيه للمعلم.
وانتقد ممثل لجنة المعلمين بيع الكتب المدرسية رغم أنها مجانية، وفرض رسوم على الامتحانات، وأوضح أن الرسوم المفروضة على الامتحانات من وزارة المالية تبلغ (٢٨٠٠) جنيه، وطالب بعدم سداد المبالغ التي تصل (١٠) آلاف جنيه، ووصف في الوقت ذاته استلام الرسوم دون إيصال مالي بالسرقة، ولفت إلى أن من بين أهداف الإضراب مجانية الامتحانات وعدم فرض رسوم مقابلها.
هروب من العدالة:
ومن جانبه اعتبر ممثل لجان مقاومة جنوب الحزام فضيل عمر، أن الاتفاق الإطاري لن يحالفه النجاح، وأنه سيعقد الأزمة السودانية، واستند على أن الاتفاق يعول على المجتمع الدولي وليس الشعب السوداني ويمهد للهروب من العدالة وتجنب محاسبة مرتكبي الجرائم لأنهم يسيطرون على مواقع اتخاذ القرار بما يمكنهم من الانقضاض من جديد، لكونهم قد انقلبوا على الاتفاق في ٢٠١٩م رغم أنه مشهود دولياً وإقليمياً.
وشدد فضيل، على حل قوات الدعم السريع وإزاحة (قادة الانقلاب) عن السلطة والمؤسسة العسكرية (لأن وجودهم يمثل خطراً يحرف المؤسسة العسكرية عن مسارها الحقيقي)، ووعد بمواصلة الحراك الثوري حتى إسقاط الانقلاب، وعدم توريث الأجيال القادمة نظاماً شموليا، والوصول لدولة حديثة تخدم المواطنين السودانيين، والعمل لتأسيس انتقال ديمقراطي شامل.
وقدمت خلال التأبين كلمات من (ثوار وكنداكات) وممثل لجان المقاومة بمدينة الخرطوم حسام علي، وفقرة للشاعر معد شيخون، وكلمة اصدقاء الشهيد حسن قدمها الثائر عماد عباس، بالإضافة إلى عمل مسرحي عن الثورة وهتافات ثورية ومعرض للشهداء، وفيديوهات عن الشهيد حسن، توثق نضاله في الثورة السودانية حتى استشهاده.