معتمدية اللاجئين بدارفور تكشف عن معاناة الالاف وتطالب بتدخل محلي ودولي
الجنينة: هانم آدم
كشف مساعد معتمد اللاجئين لولايات دارفور، مجيب الرحمن محمد، عن معاناة الآف اللاجئين داخل ولايات دارفور وشرق تشاد، في كافة الجوانب الحياتية، وعزا ذلك لظروف دولية مرتبطة بضعف التمويل، بسبب مشاكل عالمية كبيرة منها مشكلة اوركرانيا مما اثر سلبا على برنامج تمويل اللاجئين الذي يرفع للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالسودان تحديدا، باعتباره يستضيف أكثر من (4) ملايين لاجيء معظمهم غير مسجلين.
وناشد المجتمع الدولي بالقيام بدوره كاملا في دعم مشاريع اللاجئين في السودان، وتمسك بضرورة وضع خطة طموحة على مستوى حكومات ولايات دارفور ورئاسة الجمهورية، واتخاذ قرارات سيادية بشأن العودة الطوعية للاجئين والنازحين، ومعالجة كافة المشاكل التي تحول وعودتهم. مقرا بان واحدة من تلك المشاكل هي قضية الأرض، مشيرا الى انهم كثيرا ما يصتدمون اثناء فترة العودة الطوعية بهذه المشكلة.
أعداد كبيرة
وقال مساعد المتعمد، ان اعداد اللاجئين والمستضافين بدولة تشاد تتجاوز الـ(350) الف لاجيء يمثلون ولايات شمال وغرب ووسط دارفور. ويتوزعون في (13) معسكر علي الشريط الحدودي لشرق تشاد، بجانب لاجئين اخرين بالشريط الحدودي والقرى الحدودية بشرق تشاد غير مسلجلين، ولكن لا تقل أعدادهم عن (100) الف لاجيء، فيما يقدر لاجيء دولة جنوب السودان باكثر من (200) يتوزعون بمعسكرات بولايات وسط وجنوب ووشمال وشرق دارفور، بجانب أعداد من لاجيء المدن بولاية غرب دارفور ومحلياتها.
معاناة اللاجئين
وشكا مجيب الرحمن في مؤتمر صحفي اليوم الخميس بمقر المعتمدية بولاية غرب دارفور، من معاناة اللاجئين بولايات دارفورفي جوانب الصجة والمياه والتعليم، وكافة الخدمات الضرورية، مقرا بان المفوضية على الرغم من إنها مؤسسة تتبع لوزارة الداخلية إلا انهم يعانون الامرين في تقديم الخدمات. وتابع (نتيجة لضعف الخدمات والتمويل فقد صار هناك تشرد وهجرة من المعسكرات الى داخل المدن، مما اثر في المجتمع المضيف، في ظل تنامي ضعف الخدمات. والتأثير السلبي على الحياة المعيشية ومعاناة المواطن العادي في تلك الاماكن بولايات دارفور، نتيجة للضغوط الاقتصادية التي تمر بها البلاد)، واصفا الوضع بانه لا يحتمل، وبأن المعاناة صارت أكبر بالنسبة للمجتمع المضيف.
توقف الغذاء
واضاف أنه على الرغم من ان الموسم الزراعي جيد لهذا العام غير ان أسعار الغلال عالية جدا، وارجع ذلك نتيجة لوجود اكثر من (200) الف لاجئء في ولايات دارفور، ونبه لمعاناة اللاجئين الموجودين بشرق دولة تشاد من الخدمات والاحتياجات الضرورية، بجانب التوقف الجزئي لتوزيع الغذاء في بعض المعسكرات والتي كانت تقدم ضمن برنامج الغذاء العالمي، مما أثر في تلك المجتمعات. وشكر المساعد دولة تشاد لإستضافتها للاجئين لاكثر من (20) عاما. وشدد على أهمية معالجة امر عودة النازحين واللاجئين، مشيرا الى ان مشكلة النزوح واللجؤ وجهان لعملة واحدة، داعيا الحكومة والجهات المعنية بهذا الامر للاضطلاع بدورها لمعالجة الأزمة، والتي لم تراوح مكانها طيلة هذه السنوات. وقال ان تلك الخطوة لن تكتمل مالم تتوفر الإرادة السياسية القوية والتي تمكن النازحين للعودة من خلال استصدار قرارات قوية تسهل امر العودة، وتزيل كل المعوقات التي تعترض عمليات العودة.
تحديات
وقال مجيب الرحمن انه من الاشكاليات والتحديات التي تواجه النازحين واللاجئين إنتشار السلاح وانعدام الأمن والمخدرات والظواهر السالبة. وتابع (لكن ان توفرت الارادة السياسة فيمكن ان تحل كل الإشكاليات). وقطع بعدم تخليهم عن برنامج العودة الطوعية على الرغم من انهم فقدوا عددا من الارواح ووجدوا المتاريس، متهما جهات لم يسمها بالسعي لعدم اكمال امر العودة. وكشف ان الاسبوع القادم سيشهد التبشير ببرنامج العودة الطوعية بولاية غرب دارفور، بجانب قيام ملتقى جامع بخصوص هذا الامر.
توقيع إتفاقية
وكشف مجيب عن توقيع حكومة السودان ودولة تشاد والمفوضية السامية للآجئين ممثلة للامم المتحدة لإتفاقية في العام 2017م بشأن العودة الطوعية للاجئين السودانيين من شرق تشاد . وذلك في إطار الحلول الدائمة مشيرا الي ان هناك ثلاثة حلول وضعت وهي العودة الطوعية، او إعادة الإدماج في المجتمع المضيف او إعادة التوطين في بلد ثالث وهذا يشمل اللآجئين فقط. واقر بوجود صعوبات تواجه امر العودة كما انه يجتاج الي إمكانيات ودعم .واشار الي انهم ساهموا في عودة اكثر من (5800) لاجيء من افريقيا الوسطي لمناطقهم بعدد من ولايات دارفور بجانب اعادة اعداد من المعسكرات الشمالية بشرق تشاد عبر معبر الطينة والمعسكرات الجنوبية بمعبر فوربرنقاوهناك معبر ثالث جاهز لامر العودة بمنطقة اسونقا.
إعادة توطين
واوضح مجيب ان برنامج إعادة التوطين هو حل أخير للذين لديهم بعض الدراسات والترتيبات بحيث يتم التوطين في بلد آخر ،واضاف ولكني لا افضل هذا الحل واناشد اللآجئين الموجودين بشرق تشاد بالعودة لقراهم وبلدهم. كما اناشد حاكم أقيم دارفور مني اركو مناوي بان يضع اولي اولوياته في المرحلة القادمة عودة النازحين واللآجئين الي قراهم . وقال: انهم شرعوا في اكمال كافة الترتيبات الخاصة بعودة اللاجئين من شرق تشاد وتم توقيع الاتفاقية الثلاثة التي اشرنا اليها وهي سارية المفعول وتحتاج (لنفض الغبار عنها) لانها عطلت بسبب احداث كريندق الاولي والثانية واحداث الجبل وكانت (بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير ) هذا بجانب الظروف التي مرت بها الولاية، وانعكست علي كل ولايات دارفور لجهة ان هناك ادارات اهلية ابدت رغبتها في العودة.داعيا حكومات الولايات والذين لديهم لآجئيين في شرق تشاد بإعداد العدة لعودتهم .مشيرا لإمكانية الاستفادة من ال(350) الف لاجي ء في الدفع بعجلة التنمية مبينا بان 65% منهم يتبعون لولاتية غرب دارفور ثم تاتي ولاية شمال دارفور ووسط دارفور.
واشار الي زيارتهم في نوفمبر المنصرم لكل ولايات دارفور ، بجانب زيارتهم لاكثر من (9) معسكرات للاجئين بولايات وسط وجنوب وشمال وشرق دارفور واغلبها للآجئين الجنوبيين وقال للعلم فأن عدد كبير منهم يريد العودة لبلده.وناشد المفوضية السامية والشركاء الدوليين بوضع الامر نصب أعينهم مؤكدا جاهزيتهم للأنطلاق لعودة الجنوبيين الذين لديهم الرغبة.