السبت, يوليو 27, 2024
تقاريرسياسة

مصفوفة اتفاق جوبا للسلام.. هل تمثل قواعدها أم هي تكرار لأخطاء الماضي؟

* عضو لجان مقاومة نهر النيل: الحركات الموقعة لا تزال تمارس طريقة المؤتمر الوطني المحلول في معالجة الأزمات “الكيكة”

* عضو لجان مقاومة أمبدة: الجميع يتحدثون عن الأسباب التي أعاقت تنفيذ الاتفاق متناسين بأنهم كانوا الطرف الأساسي في الانقلاب على حكومة الثورة

 الخرطوم: فدوى خزرجي

انعقدت في جوبا عاصمة دولة جنوب السودان فعاليات ورشة تقييم تنفيذ إتفاق جوبا لسلام السودان، و التى استمرت فعالياتها الى الثامن عشر من الشهر الجاري، مخصصة لتقييم تنفيذ اتفاق السلام و الوقوف على المعوقات و التحديات التى صاحبت عملية التنفيذ، وفي ختام الورشة وقعت الحكومة السودانية والحركات المنضوية ضمن اتفاق جوبا للسلام، على مصفوفة محدثة (جداول زمنية) لتنفيذ بنود الاتفاق الموقع في عاصمة جنوب السودان عام 2020م، ويرى مراقب ن  أن الإصرار على قيام عملية سلام  جوبا  في جوبا يؤكد انعدام الثقة بين أطراف التفاوض، وحول ذلك استطلعت ”  مدنية نيوز” عدد من قيادات لجان المقاومة وطرحت عليهم عدد من التساؤلات من بينها هل الاطراف المتفاوضة تمثل قواعدها ؟ ام انها تصر على تكرار أخطاء الماضي وانتاج ترك اخر في كل مكان؟ فخرجت بالحصيلة التالية:

طريقة المؤتمر الوطني المحلول

توقيع اتفاق جوبا المعدل والقائم على ضوء الاتفاق الاطاري  يؤكد على أن الحركات الموقعة  لا تزال تمارس طريقة المؤتمر الوطني المحلول في معالجة الأزمات القائمة على طريقة “تقسيم الكيكة” بعيدا عن قضايا وهموم أصحاب المصلحة الحقيقيين على الرغم من الاتفاق  ذكر حرفيا تقييم وتقويم اتفاق جوبا وذلك لتجنب اندلاع الحرب ألا أنه لم يتطرق لأي اضافة بخلاف المصفوفة الزمنية، وجاء ذلك على لسان  عضو لجان مقاومة ولاية نهر النيل ياسر ضرار لتقييمه، ورشة “تقييم تنفيذ اتفاق جوبا لسلام السودان”،  ودلل على ذلك من خلال  حديث احدهم على ضرورة ان تخصص للجبهة الثورية مناصب بنسبة ٢٠ % من العاملين في الخدمة المدنية، الا أنه استدرك :  لكن علي جميع الاطراف ان تعلم جيدا الخدمة المدنية لديها قانونها الخاص بها ويجب ان تخضع للمنافسة المشروعة، ولا نريد ارد واردولا اخر يدخل للخدمة المدنية حسب ثوريته او طول بندقيته.

أكبر العثرات

رغم الحديث المتكرر لأطراف الكفاح المسلح على مشاركتهم في ثورة ديسمبر التي تفاوضت معهم ولكن اصرارهم على قيام التفاوض على ارض محايدة ينفي هذه المشاركة ليخرجوا لنا فقط  بمصفوفة زمنية، ابتدر عضو لجان مقاومة أمبد محمد بخيت حديثه بهذه العبارة، واعتبر  اكبر العثرات التي وقع فيها اتفاق جوبا هي مسألة المسارات لجهة أنها  خلقت كيانات وهمية تمثل الاقاليم ليس لها اي قواعد شعبية تستند عليها و حركات كفاح ليس لها وجود عسكري ولا سياسي، وقلل  من ورشة تقييم تنفيذ اتفاق جوبا لسلام السودان التي خلصت الى مصفوفة محدّثة لتنفيذ الإتفاق، ومؤكدة موافقة قيادة الطرفين عليها، وقال:  الجميع يتحدثون عن الأسباب التي أعاقت تنفيذ الأتفاق بل يتبادلون في إلقاء اللوم على المجتمع الدولي في عدم ايفائه بالتزاماته تجاه الاتفاق، متناسين بأنهم كانوا الطرف الأساسي المساهم  في الأنقلاب على حكومة الثورة، وأضاف:  ولا ندري على اي صيغة قانونية استند البرهان في ذلك الوقت بالمحافظة على اتفاق جوبا رغم اغتصابه للوثيقة الدستورية اساس الاتفاق ذات نفسه على  الرغم من انه قام بحل مجلس السيادة ومجلس الوزراء في ذاك الوقت.

بلسان حاله:                                         

وحول تصريح البرهان في ختام ورشة جوبا عن مصفوفة جديدة لتنفيذ اتفاقية جوبا للسلام بإن “الحكومة ملتزمة بالعمل على تطبيق المصفوفة المحدثة بمواقيتها الجديدة لتشكل دفعة قوية لتنفيذ ما تبقى من بنود الاتفاق”، قال  عضو لجان مقاومة الخرطوم شرق محمد و كأن البرهان بلسان حاله يقول ان الوضع سيبقى علي ما هو عليه و لا عزاء لمن ينخرط في العملية السياسية الجارية و إن مجلس السيادة الذي يتحدث عنه هو مجرد سلطة أمر واقع لا شريك غيره و رفاقه فيها، على الرغم من ان أعضاء هذا المجلس اقروا جهارا نهارا بفشل الانقلاب، واعتبر  أن  البرهان ونائبه حميدتي بجانب قادات  الجيش يبحثون في الوقت الراهن عن مخرج لهذه الازمة التي وصلت اليها البلاد الي حالة اللادولة  التي تعيش فراغا دستوريا وتشريعيا ومؤسسياً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *