السبت, يوليو 27, 2024
تقاريرمجتمع

توظيف البنات.. الشكل قبل العقل أحياناً

كتبت: صفية الصديق
تحكي…
عندما ذهبت لإحدى القنوات طالبة التدريب بالمكتب الصحفي، لم يكن ينقصني شئ، كنت أحمل معي نسخة من شهادتي الجامعية، خطاب طلب التدريب من الجامعة وبالتأكيد هويتي، عندما دخلت وقدمت نفسي للمسؤول؛ كانت كل نظراته تجول حول جسدي امتعاضاً، كنت مستغربة فأنا الباحثة عن فرصة عمل ليس عن جزار (يجسني كالبهيمة). بعد أن استلم أوراقي طلب مني أن أعود بعد أسبوع؛ عدت وكلي أمل أنني سأتحصل على الفرصة لأنه لا ينقصني شيء، إلا أنه نظر لي باحتقار: (شوفي لونك دا ما بنفع تشتغلي بيهو في القناة ولا جسمك نحنا دايرين لون فاتح وجسم مليان)؛ اعترضته: لكنني خريجة هذا المجال ما لا علاقة شكلي بذلك، ضحك عالياً وقال لي من الأفضل لكي أن تبحثي عن صحيفة، خرجت وفي بالي تلك التي أرغموها على تفتيح لونها وغيرها كثيرات مرغمات لتلبية سياسات تبييض الشاشة..
حكاية أخرى..
في إحدى مجموعات الفيس بوك تحكي: (قبضت) مديري واثنين من زملائي في اجتماع مفاجئ لأسمعه يحدثهم: أنتم ستعملون في قسم البيع المباشر وعندما سألوه عني، قال لهم لا هي ستقوم بتجهيز الطلبات إليكم فقط من الداخل (لأنو ما ينفع تقابل الزباين بوشها الأسود دا لأنو وجه البائع ليهو أثر وبفتح نفسيات الزبون او يقفلها، وبعدين شغل تجهيز الطلبيات والإشراف دا شغل صعب، داير زول قوي والناس السود دايما بكونو الأقوى).. اقتحمت اجتماعهم ووقفت صامتة من هول ما سمعت ليقف المدير مبرراً.. قررت فوراً تقديم استقالتي دون حتى ذكر السبب لكنه تطوع هو بأنه قبِل استقالتي لأنني دائمة التقصير في عملي..
وتضيف “لم استسلم.. أسست مشروعي الخاص ونجحت، بعد فترة قصيرة سمعت بإنهيار شركته بسبب ذات القسم الذي كان يرى أن وجهي فيه غير مشرّف، اتصل بي يتوسلني أن أعود للعمل لأنقذ شركته من الضياع، أتاني في المنزل هو وزملائي، أكرمتهم وقلت لهم لا زلت أنا (أم وش أسود) ولا يمكنني أن أعمل مع من ينظرون لشكلي قبل قدراتي.
القصص والحكاوي كثيرة، فيومياً ما نرى إعلانات التوظيف تشترط على الرجال الخبرة وتشترط على النساء (على أن تكون حسنة المظهر) في البداية كانت هذه حكرا على المؤسسات أو الوظائف التي تتطلب مواجهة الجمهور لم تتم محاربتها لتتمدد حتى تكون ثقافة لكثير من المؤسسات حتى الحقوقية منها. أسوأ أنواع الانتهاكات هو التمييز في الفرص على أساس الشكل واللون والمناطق هو فعل مقرف يصيب نفس المتعرض له بعدم الآمان، ويهدم أحلام الكثيرات فعوائق الشكل واللون أصبحت من مهددات عمل النساء في كثير من الوظائف تحديداً الوظائف المتعلقة بالتسويق يسلعون المرأة ويختزلون معرفتها في شكلها ولونها.
من بحث أجرته المحررة في عام 2018 وفي إحدى المقابلات مع إحدى العاملين بالتلفزيون، ذكر أن النساء المتقدمات لوظائف مذيعات لا يخضعن للاختبارات المهنية إذ استوفت المتقدمة شروط (اللون، الشكل، والوزن)، يتم فحصها كأنها قطعة غيار ومن ثم يقررون إذا كانت صالحة لذلك أم لا حتى يمكنهم أن يتجاوزوا مؤهلاتها الأكاديمية إذا استوفت معايير (الجزّار).
هذا بالتأكيد يتطلب من الفاعلات والفاعلين في العمل العمل الوقوف على هذه القضية وبذل مجهودا يحمي النساء من البيع في سوق (العمل)…
حكاوي أولى لها ما بعدها..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *