الثلاثاء, ديسمبر 3, 2024
تقاريرسياسةمجتمع

نساء يصنعن السلام والحب.. ماما راشيل.. سلامٌ وتسامُح

قائدات فوق العادة (1)

التقتها بمنزلها في الدمازين: صفية الصديق

قلوبٌ نذرت روحها ووقتها لتعزيز قيم المحبة والسلام.. نساءٌ عِشّن حروب كثيرة، تارة خضنها روحاً وجسداً وحروبٌ أخرى في الحياة اليومية… نساء قائدات ناضلن لأجل السلام والمحبة، مسالمات الملامح وديعات الروح لا يعرفن غير لغة المحبة، متنوعات المآسي متفقات على قيم الإنسانية.. هُنّ نساء السلام، توثِق لهُنّ مدنية نيوز عبر قصص حياتهنّ في سطور…
هي راشيل فول راشا أنقو، من إقليم النيل الأزرق، اختبرت النزوح منذ أن كانت شابة يافعة تحلم بالتعليم والحياة الكريمة تروي لمدنية نيوز قصتها وسعيها للسلام عبر محطات:

رحلة سلام:
تروي: أعيش في حرب منذ عام 1986 نزحت من شالي الفيل للدمازين- رغم الحروب المستمرة إلا أنني أحمل سلام في قلبي لكل الناس- نزحت خائفة من المجتمع لا اعرف لغتهم- توفي زوجي في رحلة نزوحي هذه استقلني مجتمع الدمازين (حي قنيص أبو رأس)ودفنوه في مقابرهم وقالوا أن (الواطة وطاة الله) أقامت نساء المسلمين معي لمدة 15 يوم وبعدها أنجبت وعملوا كل الإجراءات من سماية وغيره- هذا التداخل شجعني لأنشط في قضايا السلام والتسامح ومنذ ذلك الوقت أنا أدعو للسلام وأبشر الناس بأننا مختلفين في الدين واشكل واللون لكن تجمعنا الإنسانية.
في عام 2011 نزحت لـ (يروة) ومنها للخرطوم تاركة منزلي وكل ما أملك وعدت ثانية للنيل الأزرق بعد أن سمعت بإصابة أخي وفي طريق العودة تم اعتقالي واستجوابي بتهمة إنتمائي للحركة الشعبية وقلت لهم بكل قناعة أنني إنضممت للحركة الشعبية لتحقيق السلام- عدت ثانية للخرطوم؛ ثم بدأت رحلة سلام جديدة في عام 2020 بتوقيع إتفاق سلام جوبا- سافرت لجوبا لحضور فعاليات التوقيع ممثلة لأصحاب المصلحة- أنا أم أدعو للسلام لذلك أنا صاحبة مصلحة في تحقيق السلام- أول ما قمت به عملت على جمع طرفي الحركة الشعبية وأقنعتهم بمصافحة بعضهم لأنهم ليس أعداء- ثانياً علقت للقائمين بأمر السلام أن هذا الإتفاق لا يشبه تنوعنا وهذه المرة نريد سلاماً يحقق لنا الاستقرار الدائم.
مصالحات…
في المشاكل الأخيرة بين مكونات النيل الأزرق ذهبنا وفد من النساء المهتمات بالسلام وجلسنا مع طرفي النزاع سمعنا شتائم كثيرة لكن في النهاية وصلنا رسالتنا بضرورة وقف الحرب والموت بين أبناء الولاية وسمع منا الطرفين ووعدونا بالجلوس لحل المشكلة وكنا مدخلنا تعزية الطرفي في فقدائهم. بعدها عملنا مبادرنا كنساء طفنا بعض أحياء الدمازين للدعوة للتعايش السلمي ودعونا مجموعات الهوسا للتصالح أيضا في بعض الأحياء صالحنا بين مجموعات متخاصمة لأكثر من خمس سنوات استخدم في ذلك القيم الدينية من الدين المسيحي الداعية للتعايش إضافة لتجربتي في التعايش السلمي.
أيضا تعلمت قيم السلام مذ الطفولة حيث كنت مزارعة منذ نعومة اظافري- الزراعة سلام- أزرع في الخريف (البِلْدات) والجميع يقول أن يدي بها سحر (كان شتتا التراب بقوم)، لم يقطعني من الزراعة سوى فترات النزوح انقطعت من 1986 لعام 1991 بعدها عدت للزراعة وكانت أول انتاجية لي 26 جوال فول إضافة للوبيا، الذرة الشامية، الذرة والبامية، مهما كانت نسبة إنتاجي كثيرة لا يمكنني أن أبيع حبة ذرة كلها أقوم بتوزيعها على النساء والكنيسة وأيضا أقوم بكل العمليات الزراعية بمفردي؛ بجانب ذلك منزلي مكان مفتوح لأكثر من 20 فرد وأسرة من الموظفين والعساكر من الأقارب.
هموم النساء..
جانب آخر وعندما شعرت بفقر النساء بسبب الحروب والنزاع أسست جمعية نساء شالي الفيل لتعليم نساء المنطقة من المسلمات والمسيحيات سبل كسب العيش، في الجمعية أقوم بتدريب النساء على المشغولات اليدوية و(السكسك)، نقوم بسحن الدكوة وبيعها وأنا أسحن ما أتبرع به للمحتاجين والكنيسة وفي رمضان أقوم بتوزيع اللوبيا والذرة على النساء المسلمات لتعزيز العلاقة بيننا وتمتينها وأيضا تشجيعا للنساء لتحقيق الاكتفاء الذاتي والاستقلال الاقتصادي الذي يمكن النساء من أن يصبحن قائدات وفي ذلك دربت عدد 90 امرأة في كيفية صناعة الصابون لتحقيق الوفرة ولتقود النساء إعادة الإنتاج المحلي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *