مآلات سقوط الحاميات وتمدد مليشيات الدعم السريع غربًا
بقلم: عبد الحميد عبدالله (باقا)
بكل أسف اقتربنا من نهاية الشهر السابع منذ اندلاع الحرب الجارية بين الجيش ومليشات الدعم السريع، دون معرفة كم عدد الضحايا وسط المدنيين؟ وكم عدد النازحين واللاجئين؟ كم عدد المعتقلين والمحتجزين بصورة غير شرعية من كلا الطرفين؟ ولا أحد يستطيع نقل صور المعاناة وسط المدنيين، من غياب المأوى وعدم إدخال المساعدات الإنسانية بسبب معوقات طرفي الحرب عمدا! يستحال حصر الخسائر المادية التي سببته الحرب سواء كانت ممتلكات خاصة أو مؤسسات الدولة التي تعرضت للتخريب في الخرطوم وبقية الولايات المضطربة !.
لاشك أن عموم الشعب السوداني ينظر بعين الرأفة لمفاوضات جدة والتي كانت تجري وقبل الإعلان عنها وحتى هذه اللحظة لا نتيجة ولا أمل قريب مادام طرفا الحرب مستعدان لمزيد من الهجمات. ويستشف ذلك من خلال ما شاهدناه تخريج المليشيات لكميات هائلة من الجنود ويقال إنه في دارفور في منطقة ام القرى وبحضور حميدتي، وفي المقابل نرى ونشاهد معسكرات تدريب للمستنفرين المساندين للجيش كل هذه المؤشرات توحي بنية الطرفين لإستمرار الحرب رغم معاناة المدنيين.
والملاحظ في الأمر أن المليشيات يتمددون من خلال المعارك إلى المناطق الغربية وتحافظ على جبهاتها في الخرطوم ، ونقلت معها ذات السياسة التدميرية من الخرطوم إلى الغرب، فعلى سبيل المثال سيطرت الدعم السريع على حامية نيالا وهي تعتبر رئاسة القيادة الغربية أصبح امرا واقعيا ولكن ماذا حدث بعد السيطرة على نيالا، الجنينة، زالنجي، وبقية المعسكرات الكائن في المحليات؟ ارتكبت هذه المليشيات أفظع انواع الجرائم بحق المدنيين العزل من قتل واغتصاب وتنزيح بقية الباقية من المدنيين، إبادة من لم يستطيع المغادرة ومجزرة اردمتا في الجنينة خير دليل، وما تم تناقلها من الجرائم في الجنينة هي 1% من الجرائم التى لم يتسنى الكشف عنها لطبيعة المناطق وإنقطاع وسائل التواصل في المنطقة.
كما وأن هذه المليشيات قامت بتجفيف وتخريب جميع المؤسسات العامة والخاصة تدمير المستشفيات والمدراس والجامعات، تدمير وسرقة جميع المحلات التجارية وحرقه وبات معالم الحياة غير متوفرة في جميع مناطق الإقليم ، واسفر الأمر إلى نزوح جماعي لسكان الإقليم إلى خارجها بحثا عن الأمن ولو نسبيا،
صحيح تم إبادة المدنيين، وتم تنزيحهم، و محلو جميع معالم الحياة والسيطرة والتخريب ونهب وسرقة جميع الأملاك الخاصة والعامة للأسف، فبات السؤال المشروع والذي يطرح نفسه بقوة وهو ماذا تريد مليشيا الدعم السريع؟ هل تودون دارفور دون سكان؟ وأين ستعلمون ابناءكم وأنتم دمرتم جميع المؤسسات التعليمية؟ وأين ستتعالجون وانتم دمرتم كل المستشفيات وسرقتم جميع الأدوات الطبية؟.
لا شك في انكم تفوقتم عسكريا ولكن ماذا ما بعد ذلك؟ أصبح الإقليم خال من السكان بفعل اجرامكم فجعلتم المدن خالية دون سكانها جميعا.!
ماذا تريدون ايها الدعم السريع؟؟
هل هكذا تحاربون دولة 56؟ وما المقصود بدولة 56؟ هل تريدون تغيير تاريخ وجغرافية السودان؟ هل تريدون إنكار حقيقة المماليك التاريخية للسودان؟ لنفترض جدلا ان هنالك دولة 56 تسعون لمحاربتها هل تحارب تلك الدولة بإستباحة أملاك المواطنين؟ دمرتم ونهبتم كل الاملاك الخاصة والعامة في الخرطوم، نهبتم ترليونات الجنيهات وتم نقل تلك المبالغ إلى دارفور ولا تعرفون ماذا ستفعلون بتلك النقود؟.
الشعب السوداني حين نظم ثورته كانت سلمية ولم يتطاول ثوريا واحدا على حق المواطنين وكانت ثورة الشعب السوداني ثورة تفاهيمة ضد الكيزان ومع ذلك لم يسجل الاعتداء على حرمات الآخرين.
أفيدونا يا أيها الدعم السريع ماذا تريدون؟