الجمعة, ديسمبر 13, 2024
تقاريرسياسة

إنهيار الوضع الصحي في السودان

نيروبي: مدنية نيوز

وصفت طبيات ،ومواطنون الوضع الصحي بالسودان بالكارثي، وحذروا من تفاقمه بشكل اوسع في ظل إنتشار لأمراض معدية مثل (السل) و(الكوليرا) و(شلل الاطفال) و(الحصبة) وقالوا ان حوالي (45) الف طفل مهد بسوء التغذية و(176) الف امراة حامل ومرضعة مهددة بالموت فضلا عن تسجيل نحو (16) الف اصابة بمرض السل. وتعتبر الصحة الهدف (6) من أهداف التنمية المستدامة والخاص بالمياه النظيفة والنظافة الصحية. ويُعتبر الحق في الصحة وحقوق الإنسان الأخرى المتصلة بالصحة بمثابة التزامات ملزمة قانونياً منصوص عليها في صكوك حقوق الإنسان الدولية. كما يعترف دستور منظمة الصحة العالمية في الحق في الصحة،ولكل إنسان الحق في التمتع بأعلى مستوى ممكن من الصحة البدنية والعقلية. والبلدان مُلزمة قانونياً بتطوير وتنفيذ تشريعات وسياسات تكفل حصول الجميع على خدمات صحية جيدة ومعالجة الأسباب الجذرية للتفاوتات الصحية، بما في ذلك الفقر والوصم والتمييز.
وضع صحي منهار..
وقالت الدكتورة اديبه ابراهيم السيد أخصائية الباطنيه والاوبئيه وعضو اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان في حديثها مع سودانس ريبورترس ان الضوع الصحي كارثي ومتفاقم، وتعطلت نحو (90%) من المستشفيات بمناطق سيطرة طرفي الحرب بسبب تدميرها او قصفها او استخدامها كثكنات عسكرية واضافت الاطباء والطبيات كانوا حريصين علي مواصلة عملهم وإنقاذ المرضي من خلال فتح حالات الطوارئ، والذهاب الي المستشفيات التي تم نهب معداتها وقتل الاطباء والطبيات وتهديهم واعتقالهم ،بجانب عدم توفر العلاج والمعدات الطبية والأمان هذا أدي الي هجرة واسعة للكوادر الطبية، واشارت الي توقف خدمات ودعم (57) منظمة دولية طبية كانت تدعم بعض المستشفيات وعقب توقفها العلاج أصبح غير متوفر، وليس هنالك ممرات أمنة لحماية الأطباء وإيصال الدواء والعلاج فالمواطن مهدد من قبل طرفي الحرب، وتشهد المدن والولايات الأمنة تكدس كبير للنازحيين، وإنتشار للحميات مثل حمي الضنك والملاريا والكوليرا والسل وسوء التغذية ،واضافت هذه الأمراض صعب حصرها ومعالجتها وتابعت(الوضع الصحي منهار تماما وهنالك أكثر من 45 الف طفل يعاني من سوء التغذية و176 الف امراة حامل مهددة بالموت وسوء التغذية ) وقالت اديبة ان ضغط النزوح يتسبب في حالات الاجهاض والنزيف الحاد وسط الحوامل ولفتت الي ان المجاعة بولاية جنوب كردفان تسببت في امراض مثل السل وسوء التغذية والحميات وناشدت المجتمع الدولي ومنظمات الامم المتحدة ووكالاتها المختلفة بمد يد العون للشعب السوداني وتوفير العلاج والدواء والغذاء.
تدمير 60 مرفق خدمي:
من جهتها قالت طبيبة فضلت حجم إسمها لدواعي أمنية في حديثها مع سودانس ريبورترس ان الحرب تسببت في نزوح أكثر من 11 مليون شخص مابين نازح ولاجئ وهذه أكبر حالة نزوح في العالم الآن فضلا عن الحاجة الملحة لايصال الغذاء والدواء لأكثر من 26 مليون شخص إلى المساعدة والدعم الإنساني العاجل، بينهم 14 مليون طفل،و15 مليون سوداني يفتقرون إلى الرعاية الصحية، و80% من المرافق الصحية لا تعمل؛ وتم قصف وتدميراكثر من 60 مرفق خدمي واحتلال بعضها واستخدامها كثكنات عسكرية ومنصات للقتال،فضلا ن معاناة أكثر من 11 مليون سوداني في الحصول على الرعاية الصحية المنقذة للحياة ومقتل نحو 70 من العاملين في مجال الصحة فضلا عن معاناة اكثر من 730 الف طفل من سوء التغذية الحاد وازدياد معدلات الوفاة بسبب الجوع وسوء التغذية وسط الاطفال والبالغين .حيث يموت طفل كل ساعتين في معسكرات النازحين وشخص بالغ يوميا من كل 10 الف مواطن وتتضاعف كل تلك الاوضاع الماساوية بسبب تمدد رقعة الحرب المتزامنة مع سياسة التجويع المتبعة في هذه الحرب والتي تنجلي في خروج اكثر من 70% من مناطق الانتاج الزراعي عن دائرة انتاج الغذاء مما تسبب في فشل الموسم الزراعي الشتوي والصيفي 2023. وهذا يجعلها تتجاوز معايير المجاعة المعتمدة لدي الامم المتحدة ومنظماتها المتخصصة
تكدس الجثث:
ولفتت الطبية الي بجانب انهيار النظام الصحي بالكامل في 13 ولاية، وقصور كبير في بقية الولايات، حيث تدهور الخدمات الطبية وعدم استقرارها وجودتها في المرافق العامة وارتفاع أسعارها بشكل كبير، مما يُثقل كاهل المواطن المطحون اقتصادياً. حيث لا مرتبات ولا عمل، وعدم اهتمام وزارة الصحة بالمرافق والمعينات والكادر والتحضير المبكر لفصل الخريف. تكدس الجثث، الأوساخ والنفايات، ازدحام دور الإيواء وعدم وجود خدمات صحية وصرف صحي جيد بها، وغياب نظام التقصي والاستجابة السريعة وغياب دور المعامل المرجعية قضلا عن هجره الكوادر الطبيه المدربة ، ونقص المعينات والأدوية من ضمنها المحاليل الوريدية، المسكنات، ادوية التخدير المضادات الحيوية، الأدوية الضرورية، أدوية الأمراض المزمنة والأمراض المعدية والمنتشرة وامصال التحصين للاطفال وامصال لدغات الثعابن والعقارب، وأدوية الدرن والإيدز وغيرها ،وأضافت من نجا من الموت بآلة الحرب والجوع، يموت بالمرض المزمن والمستوطن والمعدي والإصابات، والأوبئة والحميات والكوليرا. حيث انتشرت عدة أوبئة في الآونة الأخيرة مع إهمال كامل في التقصي عنها والتصدي لها.
سيطرة طرفي الحرب:
اما واقع الحال بولاية الجزيرة ادناه يتناول التقرير محليات الجزيرة المختلفة وطبيعة سيطرة طرفي الحرب علي تلك المحلياتها وتوفر العلاج بكل محلية اولا محلية الكاملين وحداتها الادارية وهي الكاملين المدينة-المعيلق-السريحة-المسيد-الصناعات عدد القري والكنابي (152) القري (85) والكنابي (67)محلية الكاملين تسيطر عليها قوات الدعم السريع بها عدد مستشفي وعدد من المستشفيات الخاصة لكنها توقفت تماما أما المستشفي الحكومي فقد هجره غالبية الاطباء والطبيات الذين نزحوا الي ولايات أخري فالعلاج والدواء غير متوفر،وهنالك معاناة كبيرة لدي المرضي الذين يذهب غالبيتهم الي شندي بولاية نهر النيل لتقلي العلاج أما منطقة السريحة وهي وحدة إدارية كان بها مستشفي لكنه توقف تماما عقب هجوم الدعم السريع علي السريحة، وهجرة أهلها من المنطقة كذلك هنالك مستشفي التكينة ومستشفي ألتي توقف أيضا،وهنالك بعض المراكز الصحية والعيادات الخاصة بكل من المسيد والمسعودية والباقير والنوبة واللعوتة الحجاج التي تم ترحيلها والهجوم عليها بجانب مستشفي المعيلق الريفي، وعدد من المراكز الصحية والعيادات ببعض القري الكبيرة ايضا توقفت ماعدا مستشفي المعيلق لكن لايتوفر به العلاج.
محلية الحصاحيصا
الوحدات الادارية وهي :الحصاحيصا المدينة-أبوعشر ودحبوبة-المسلمية-ابوقوتة-طابت-الربع-المحيريبا عدد القري (629) الكنابي (285) تتميز الحصاحيصا المدينة بوجود خدمات كبيرة ومستشفيات والمدارس الحكومية والخاصة ،نفس الحال بمحلية الكاملين ينطبق علي محلية الحصاحيصا التي تقع تحت سيطرة الدعم السريع حيث خرجت العديد من المراكز الصحية بالقري والعيادات توقفت وكذلك العيادات الخاصة بالحصاحيصا ومنطقة ابوقوتة بالشمالي الغربي لولاية الجزيرة وكانت الحصاحيصا المدينة قد شهدت ضرب بطيران الجيش ادي لوفاة مدنيين بينما هاجم الدعم السريع غالبية قري المحلية مثل الولي وقري الحلاويين والمحيريبا وسليم وابو شنيب وغيرها.
محلية جنوب الجزيرة
الوحدات الادارية وهي :الحوش- المدينة عرب- ود رعية -الحاج عبد الله-بركات كل وحدة أدارية بها مستشفي ريفي وعدد من المراكز الصحية نفس الحال بمحليتي الكاملين والحصاحيصا ينطبق علي محلية جنوب الجزيرة التي خرجت العديد من المراكز الصحية بالقري والعيادات توقفت وكانت قري جنوب الجزيرةالتي تقع تحت سيطرة الدعم السريع قد شهدت هجمات واسعة للدعم السريع الامر الذي دفع غالبية القري للهجرة والنزوح مثل الحوش وود نعمان وود الزين وغيرها.
محلية المناقل:
الوحدات الاداريه : هي مدينة المناقل — ريفي المناقل — الكريمت — الهدي — الجاموسي ويقدر عدد القري (269) عددالكنابي (217) المستشفيات التخصصية الريفية (2) المراكز الصحية (68) الشفخانات (92) محلية المناقل تقع تحت سيطرة القوات المسلحة وتعتبر المناقل العاصمة البديلة لمدينة ود مدني حيث تتوفر فيها الخدمات الصحية والعلاجية لكنها مكلفة جدا ويتطلب الوصول الي المناقل تجاوز صعوبات أمنية خاصة بالارتكازات المنتشرة لدعم السريع في الكباري والترع ،حيث يتم نهب المدنيين وترويعههم وكذلك إرتكازات الجيش والمقاومة بالقري المجاورة للمناقل حيث يتم تفتيش المركبات بشكل مكرر وسؤال المدنين عن أسباب الزيارة في ظل هذه الوضعية اذا كان هنالك مريض فقد يزداد وضعه الصحي حرجا بسبب التاخير وطول الرحلة المرقهة والمكلفة أيضا.
محلية القرشي:
الوحدات الاداريه : معتوق — العزازي – الماطوري عدد القرى (260)، عدد الكنابي (208) المستشفيات الريفية (2) المراكز الصحية (52)، الشفخانات (243) تقع محلية القرشي تحت سيطرة القوات المسلحة لكنها تعاني من نقص الخدمات الصحية وعدم توفر العلاج ويقول المواطن علي جلوكا في حديث خاص مع سودانس ريبورترس ان مستشفي القرشي التي تبعد عن قريتهم حوالي 15 ساعة بالسيارة تعاني نقص الدواء والعلاج وقلة الكوادر الطبية والصحية غير ان جلوكا عاد،وأشار الي ظاهرة تجار الحروب والسمسارة الذين اصبحوا يتاجروا في صحة الانسان وبيع الادوية والعلاج وحول وصول دعم صحي من المنظمات أو الحكومة نفي وصول اي دعم طبي وصحي لانسان القرشي الذي أحاطت به المشاكل فقر ومرض وجوع. واتفق المهندس محسن النعمة معى ما ذكره علي جلوكا وقال محسن في حديث مع سودانس ريبورترس انهم يتلقوا العلاج في مستشفي الهدي لكن هذا المستشفي يتفقر لابسط الخدمات العلاجية وكانت الهدي ومناطق العقدة والقرى المجاورة لها قد شهدت هجمات من قبل قوات الدعم السريع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *