الثلاثاء, فبراير 4, 2025
مقالات

وداعاً المناضل النعمة النعيم

بقلم: حسين سعد

ودعنا المناضل الشيوعي المزارع (النعمة النعيم) العطاء والتضحية بلا حدود، رحل تاركا وراءه تاريخا طويلا من النضال السياسي والنقابي والزراعي، ناسجاً من خلال مسيرته خيوطاً مضيئة من المواقف الوطنية الصادقة والشجاعة،تاركاً صفحات ناصعة في النضال من أجل ارساء مباديء العمل النقابي الديمقراطي وسط المزارعين والعمال الزراعين وتكفي نظرة خاطفة لسيرة العطرة للراحل المناضل (عمي ) النعمة النعيم المولد في العام 1945م حيث كان عضوا باللجنة المركزية للحزب الشيوعي -المؤتمر الخامس- وعضواً بالمكتب التنفيذي لهيئة التأمينات بالمناقل (1984- 1988) وعضو منتخب بإتحاد مزارعي الجزيرة والمناقل وعضواً بسكرتارية تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل لذلك تشارك في فعالية تأبينه عدد من القطاعات والاحزاب من بينها تحالف قوي التغيير الجزري والحزب الشيوعي وتحالف المزارعيين وتحالف الابناء ،رحل النعمة وتطلعاته تنظر على سودان جديد ديمقراطي وسلام عادل او كما قال شاعر الشعب محجوب شريف( همة وعبقرية ضد العنصرية وتحلم السلام)

مسيرة نضالية:

عرفت (عمي) النعمة مقاتل شرس عن الديمقراطية وحقوق المزارعين ،وزاملة الراحل كصحفي ، في تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل حيث كنت عضوا بإعلام تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل منذ العام 2004م حتي رحيله الفاجع حيث كانت لنا مواكب إحتجاجية في مدني والخرطوم ومؤتمرات صحفية ومؤتمرات جماهيرية مطلبية وبيانات شبه دورية تصدر من سكرتارية التحالف حول قضايا مشروع الجزيرة والمناقل ولدينا أيضا تأبين يقام لقيادات التحالف الذين يرحلوا الي الدار الاخرة ،وكانت لنا زيارات في الجزيرة وترعها وتفاتيشها من أجل قضية تحالف المزارعين ،وكان المنزل الذي نمضي في، وقتنا حتي موعد عودتنا هو منزل عمنا محمد الجاك أبشمة بالحصاحيصا، ومن هنالك ننطلق الي القري والتفاتيش اوالي مدني ومنها أغفل أنا عائداً الي العاصمة وفي هذه الرحلة كان معنا عمي الراحل محمد حمدنا الله، والاستاذ الراحل(عمي) الطيب محجوب، الذي كان يحضر لنا من أربجي،والراحل (عمي ) السر كاسر ،والراحل (عمي) ابراهيم محي الدين الذي كان يحضر من المعيلق والراحل (عمي) بابكر نصر قادما من الكاملين،وعمي الزين علي يأتي من قريه عبدالرسول قسم التحاميد الي اجتماعات التحالف في أصعب الظروف ،وعمي الراحل الهميج وعمي الراحل عبد السلام محمد صالح الذي كان يقودنا بسيارته الي القري، والزيارات وأحيانا نقود عربة الصحفي الراحل حسن وراق وفي تلك الايام الخالدة كان الراحل عمي احمد عبد الباقي ياتي من موقف الهدي بالحصاحيصا قادما من العقدة المغاربة ،وهو يهتف عالياً عاش كفاح الطبقة العاملة وعاش كفاح المزارعين،ومعه كمال محمد النعمة، وشاعر التحالف قريب الله ياتي من قري أهلنا الحلاوين، والبطل عبد القادر ود حبوبه،ومن ضواحي طابت ياتي الراحل عمي الامين الرزيقي المثقف المزارع البسيط لكنه واسع الافق وعمي حسبو ابراهيم ربنا يديهو الصحة والعافية ياتي من الخرطوم وعندما تغوص بنا العربة في حواشات الجزيرة يذهب الي العقدة متابطاً حقيبة سفره السوداء وعمامته الناصعة البياض وعمي بله محمد الهادي ياتينا من قرية أم كوراك بعمامته الانصارية (العزبه) مثله والراحل عمي محجوب الطيب ومحمد الهادي واستاذنا عبد الرؤوف عمر (مقرر التحالف ومهندس) التحالف يرافقه أركان حربه وناطقنا الرسمي باسم التحالف عابدين برقاوي الذي ياتي باكرا من مناقزرا ويبقي الي وقت متأخر من الليل وكذلك خالد الامين قادما من معيجنة مصطفي وطوال هذه المسيرة النضالية تعلمت من أعمامي الصمت والجسارة والنضال طويل النفس وكانت خالتي علوية زوجة عمي محمد الجاك أبشمة تعد لنا العشاء المدنكل والفطور به القراصة والدمعة وملاح النعيمية الذي يحبه عمي النعمة النعيم وشخصي،وعندما تكون هنالك فعالية أو إجتماع بالخرطوم يهاتفنا وبصوته الجهور قائلاً(أنت وينك يا حسين ) وكانت بعض الاجتماعات والمؤتمرات الصحفية تعقد في مركز الايام للدراسات الثقافية أو دار الحزب الشيوعي بالخرطوم (2) أو دار حزب الامة القومي ،أو طيبه برس ، وفي فعاليات المزارعيين التي كانت تقام بطيبة الشيخ عبد الباقي برعاية كريمة من ابونا الشيخ الراحل ازرق طيبه كان المزارعيين يتوافدوا الي طيبه الحصينة أفواج أفواج باللواري والبرينسات والحافلات والعربات الخاصة التي تعتلي أعالي الترع،والكنارات وكان أبونا الشيخ أًزرق طيبه كريماً وعطوفاً وراعياً لنا يقدم لنا السلام والامان والطعام ،وعندما تم تأسيس تحالف ابناء الجزيرة والمناقل انخرط معنا زملاء وزميلات ورفاق ورفيقات في التحالف يدا بيد لحمل راية التحالف التي غطت كل الجزيرة وحواشاتها حتي وصلنا نواحي ابوقوتة،ونقول لك، وبالصوت العالي (ماشين في السكة نمد من سيرتك للجايين)

ماك الوليد العاق:

(عمي) النعمة حاضراً معنا الأرث الذي تركه(عبد الخالق ختاي المزالق أب قلبا حجر إلا ماعليك يا أرض الوطن يا أمو يا العزيزة ختالك ركيزة ديمة باقية ليك في الحزب الشيوعي طيري يا حمامة وغني يا حمامة بلغي اليتامي الخائفين ظلاما قولي عبد الخالق حي بالسلامة الفارس معلق ولا الموت معلق حيرنا البطل طار بحبلو حلق فج الموت وفات خلا الموت معلق في عيننا بات وسط الناس نزل ﺑﺎﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ) ونقول لك (يأعز الناس علي الوعد القديم جايين) لا نرثيك ولكنا نناضل لا نبكيك ولكنا نخلد ذكراك عطرة ، ملهمة وأبدية وسيتحدث عنها التاريخ طويلاً جيلا بعد جيل، وداعاً (عمي )النعمة فأنت ماك الوليد العاق لاخائن، ولاسراق فقد بذلت كل ما لديك وحملة الرسالة نم قرير العين فقد كان لك شرف الدفاع عن حقوق المزارعين وإنسان الجزيرة التي تحولت (حواشاتها) الي حقول للموت بسبب الحرب الكارثية ، وخرج (شيخ المشاريع الزراعية) لاول مرة منذ تأسيسه في العام 1925م خارج دائرة الإنتاج،.فألهَمتِ بصمودك رفاقك المناضلين في حركة المزارعين ، وكنتِ علامة كبيرة، وشمعة مضيئة في تاريخ سكرتارية تحالف المزارعين ومسيرته النضالية نعاهدك بأن نستمر على الطريق ونحافظ علي تحالف المزارعين، ونقول ذلك بوضوح كما قالها شاعر الشعب محجوب شريف (أشيل شيلي وأموت واقف على حيلي) ونختم(يابا مع السلامة يا سكة سلامة في الحزن المطير يا كالنخلة هامة قامة واستقامة هيبة مع البساطة أصدق ما يكون-الحلم الجماعي والعدل اجتماعي والروح السماوي،والحب الكبير).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *