الأحد, فبراير 9, 2025
تقاريرسياسة

الكشف عن انتهاكات جسيمة بحق النساء على يد طرفي الحرب في السودان

مدنية نيوز: هيام تاج السر

وصفت مسؤولة المكتب القانوني بالتنسيقية النسوية الموحدة لوقف الحرب إقبال احمد علي، الانتهاكات بأنها ظاهرة عامة في العالم واصبحت سمة تمارس بشكل ممنهج على المرأة، مؤكدة أن الحروب تمثل بيئة خصبة للانتهاكات، مشيرة الى ان حرب السودان اكثر وحشية واسوأ من حروب فلسطين واليمن وسوريا، بجانب ان الانتهاكات حملت غبنا اهليا ومجتمعا غريا وانها من اكثر الحروب تعقيدا في العصر الحديث.

تحديات جسيمة

واضافت المحامية اقبال خلال ندوة على منصة (زوم) حول تزايد جرائم الانتهاكات ضد النساء ان النساء السودانيات واجهن تحديات جسيمة وان الانتهاكات في الحرب تطورت من سرقة الذهب وصولا للاغتصاب وتعددت اشكال الانتهاكات بين الاغتصاب والتحرش والعنف الجنسي بمعسكرات اللجوء حيث الجنس مقابل الغذاء.

الوصمة الاجتماعية

وأشارت الى اهمية رفع الوعي للتعامل مع النساء المغتصبات متحدثة عن الوصمة الاجتماعية التي تلاحق المغتصبات وتعيق قدرتهم على العمل، بجانب عدم التبليغ والاخفاء تجنبا للوصمة، كما اشارت الى العنف الاسري في الحرب والزواج القسري للقاصرات بعد النزوح والختان.

وتحدثت اقبال عن وحشية المنتهكين وعن تباهيهم باعداد المغتصبات، ونبهت الى ان اعداد المغتصبات ليس هناك إحصائيات دقيقة حولها، مبينه انه قبل اجتياح ولاية الجزيرة تجاوز العدد (600) حالة ولكن العدد تضاعف، إذ في منطقة واحدة في الجزيرة سجلت (45) حالة وليس هناك حصر واضح.

استهداف النساء

وقالت المحامية اقبال احمد علي ان استهداف النساء تم بصورة مباشرة ومن الطرفين (الدعم السريع، والقوات المسلحة وكتائبها) واضافت “في لحظة تحس بانهم يتبادلون المعلومة بينهم”، وايضا من المشاكل والانتهاكات التي واجهت النساء اثناء النزوح زواج القصر بدواعي خوف الاستغلال الجنسي وحالات الختان للطفلات نتيجة عدم الوعي، وقالت (نلوم انفسنا قبل الاخرين) لانه رغم تغيير القانون لكن الختان لم يصاحبه وعي مجتمعي، هذا بجانب الطلاقات ووصفتها بالمستوى المخيف وهروب الازواج وترك اسرهم، والفقر المدقع والجوع وانعدام الغذاء للاطفال، حيث يعاني حوالي 25 مليون طفل من الجوع، وفي احصائية تقريبية حوالي 14 مليون نازح اغلبهم من النساء، كما ان عدد الشهيدات من النساء يقارب عدد الشهداء من الرجال.

ضعف المؤسسات الامنية

واشارت المحامية اقبال لضعف المؤسسات الامنية ووصفت الوضع في السودان باللا دولة، وقالت ان الانتهاكات تتم داخل معسكرات النزوح، ولا توجد مناطق امنة منزوعة السلاح ولا توجد وظائف للنساء، واشارت الى ان الانتهاكات لن تتوقف الا اذا توقفت الحرب.

النزوح المتكرر

وتعاني النساء من مشكلة النزوح المتكرر مما يخلق عدم استقرار، كما تم اعدام عدد من النساء، وأن هناك اكتر من 70 امرأة في انتظار المحاكمة، والقصد من ذلك كسر النساء كما هناك محكومون بالاعدام والسجن. وأشارت الى اهمية توفير حلول ومعالجات يتم تقسيمها الى قصيرة وطويلة الامد وياتي وقف الحرب من الاولويات، وفتح ممرات امنة، حماية المدنيين، مشددة ان على الطرفين الالتزام بالقانون الدولي الانساني، وانشاء مراكز إيواء وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمنتهكات، ومحاسبة الجناة وعدم الافلات من العقاب، بجانب التوعية والمناصرة  والاعلام القوي، والمشاركة في اتخاذ القرار. فضلا عن المساواة في الحقوق والواجبات والمشاركة السياسية.

دعم المراة للصمود

من جانبها تحدثت دكتورة شذى عبد الحليم اختصاصي نفسي، عن احتياجات المرأة اثناء الحرب والمشاكل الصحية التي تعاني منها، والعلاج غير المتوفر وحالات حمل وامراض جنسية، بجانب اثار نفسية طويلة الامد بسبب اطفال بدون اب او اوراق ثبوتية، كما تحدثت عن انواع الانتهاكات والتأثيرات النفسية للانتهاكات على الناجيات، والوصمة كأحد اكبر المعوقات أمام التدخل النفسي والقانوني، والمبادئ التوجيهية للتدخل النفسي ،توجهيات مهمة في التعامل المباشر مع الناجيات، مؤكدة أهمية التوعية المجتمعية كسبيل للقضاء على الوصمة ونشر ثقافة طلب المساعدة النفسية المتخصصة، وطالبت المجتمع بالوقوف مع المراة ومساندتها ودعمها نفسيا من اجل الصمود.

من جانبها اشارت المحامية رحاب المبارك عضو محامو الطوارئ وعضو الشبكة السودانية لحقوق الانسان، الى الانتهاكات التي حدثت خلال الثلاث ايام الماضية مثل قتل المعلمة نادية بلال بالشنق بواسطة الدعم السريع، ووفاة امرأة مع طفليها جراء القصف، واعتقال سماح محمود في معبر الدامر لأنها متزوجة من جموعي (حاضنة للدعم السريع)، ومجموعة من النساء منعن من التحرك من رفاعة بواسطة الدعم السريع، وضرب واعتقال الوالدة مريومة في مبروكة.

اكتر الانتهاكات حدوثا

ونوهت الى جريمة القتل بالأخص في مناطق دارفور والجنينة والفاشر ومليط ونيالا وابوشوك والجزيرة والحيصاحيصا، وموت النساء يكاد يقارب نصف نسبة القتل من عدد القتلى، جريمة التهجير القسري خلالها تتعرض المرأة لكل انواع الانتهاكات والذل والاغتصاب، وبلاغات الاعتقال بتهمة التعاون، والاغتصاب في مناطق من الخرطوم واحيانا يكون الاغتصاب مع القتل كما حدث في المقرن، بجانب الاغتصاب للنساء من كل الأعمار من 13 سنة وحتى 54 سنة، مبينة ان الاغتصاب يحدث كثقافة انتقام من النساء لكسر الشوكة أو سيطرة ذكورية أو من غير وعي في حالات السكر وعدم الوعي كما في منطقة الشجرة.

وذكرت التطهير العرقي في الجنينة، بجانب الخطف الذي تخصص فيه الدعم السريع من أجل الاغتصاب أو الفدية أو الزواج القسري، والتسخير في مواجهة ربات البيوت والمهنيات للخدمة في مناطق مختلفة وفي المعتقلات مثل سوركاب وسوبا والرياض، تقوم النساء بأعمال الغسيل والتنظيف وتلبية الرغبات الجنسية، والمحاكمات الجائرة والاتهام بأنها تتبع للدعم السريع بالعرق الاثني أو الانتماء السياسي، وابانت ان النساء المحكومات بالاعدام حوالي 16 امراة والبقية معتقلات تتراوح فترتهم بين 5-10 سنوات وقد تصل للمؤبد، بجانب الترحيل من دول اللجوء دون ابناءهم.

من جهتها شكرت لبنى عبد الله مسؤلة سكرتارية النوع الاجتماعي لنقابة الصحفيبن ورئيسة كيان الصحفيات السودانيات، التنسيقية النسوية الموحدة لوقف الحرب لدعوتها لمناقشة تزايد الانتهاكات ضد النساء وقالت، ان النساء عانين وكن الاكثر تضررا بصورة عامة والصحفيات والصحفيين كشريحة فاعلة في المجتمع على وجه الخصوص بسبب التشريد والنزوح وفقدان مصادر دخولهم على تواضعها، وأصبحت 80% من الصحفيات خارج دولاب العمل بسبب التدمير الممنهج للمؤسسات الصحفية مما فتح الباب واسعا امام خطاب الكراهية والأخبار المضللة، وغياب التناول المهني للأخبار بصورة حساسة تراعي طبيعة الصراع وتدعو لوقف الحربة لا لتاجيجها.

تهديد واعتداءات جسدية

وأشارت الى انه في ظل الصراع الدائر تعرض الصحفيون والصحفيات لانتهاكات جسيمة وفقا لاحصاء اعدتها نقابة الصحفيبن السودانيين بواسطة سكرتارية الحريات، وكشفت عن قتل ووفاة (5) صحفيات بجانب الاعتداءات الجسدية والاصابة، وبلغ العدد الكلي (11) اصابة من بينهم عدد (4) صحفيات واطلاق النار في البيوت ومواقع العمل وفي الطرقات وعلى المنازل، وتعرض له (33) صحفيا من بينهم (11) صحفية، وأدى ايضا لاغتيالات في اسر الصحفيات والصحفيين (قرابة من الدرجة الاولى).

وأبانت لبنى ان الاختفاء القسري والاعتقال والاحتجاز بلغ العدد الكلي له (66) حالة من بينهم (13) صحفية، والنهب المسلح (30) من بينهم (3) صحفيات، وبلاغات النشر (6) بلاغات من بينها صحفية واحدة، وبلغت التهديدات الشخصية (63) حالة تهديد من بينها (26) صحفية، موضحة انه بالنسبة للتهديدات العامة مثل القوائم التي تحمل أسماء صحفيين وصحفيات ويتم نشرها في الوسائط بلغت (42) من بينهم (18) صحفية وتحدث بصورة عامة لا يتم التهديد بصفة شخصية عدا صحفية واحدة فقط تم تهديدها بصفة سخصية والاحصائية قابلة للزيادة، وذكرت ان هناك صحفيات مازلن بمواقع الاشتباكات في الخرطوم والجزيرة يصل عددهن تقريبا الى (50) صحفية يعشن اوضاعا اقتصادية بالغة التعقيد بسبب عدم وجود مصادر دخل وعدم وجود للخدمات الاساسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *