“منظمة المستقبل” تكشف عن انتهاكات جنسية ممنهجة بحق النساء وتدعو للمحاسبة

نيروبي: مدنية نيوز

كشفت منظمة المستقبل للاستنارة والتنمية، أنها رصدت من خلال عملها الميداني وشبكاتها في المجتمعات المتأثرة العام المنصرم انتهاكات جنسية ممنهجة في مراكز الإيواء، والمخيمات، وعلى الطرق العامة وداخل المنازل، وأكدت ان هناك صمتا وتقصيرا دوليا ومحليا في التصدي لهذه الجرائم، واستمرار الإفلات من العقاب.

وأكدت المنظمة في بيان صحفي بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف الجنسي في حالات النزاع، اليوم الخميس، أنه في ظل هذه الحرب الغاشمة تزداد جرائم العنف الجنسي الممنهج المبنى على اساس النوع الاجتماعي، كما تشكل حالة عدم المحاسبة وافلات الجناة من العقاب سمة بارزة في كل الصراعات المسلحة التي شهدتها البلاد منذ الاستقلال، وذلك لغياب العدالة والقوانين الرادعة، والحصانات الواسعة التي يتمتع بها الجناة، إضافة إلى الانفلات الامني الغير مسبوق في السودان.

وأشارت إلى أنه في عام 2025، بلغ العنف الجنسي في السودان مستويات غير مسبوقة، وأضافت: “لقد تحوّل جسد المرأة السودانية إلى ساحة حرب، تُنتهك فيها الكرامة وتُسحق الحقوق. وتُستخدم فيها الأجساد كسلاح للإذلال والترويع والإخضاع، ضمن نمط متصاعد وممنهج من الانتهاكات في مناطق النزاع، لا سيما في دارفور، الخرطوم، كردفان، والنيل الأزرق والجزيرة”.

وأعلنت المنظمة عن وقوع انتهاكات جنسية جماعية اثناء الفرار الى مراكز الايواء وأيضا في أماكن العمل والمزارع، وأعلنت رفع شارة الخطر في هذا اليوم، داعية إلى تحرك عاجل من قبل الجهات المحلية والدولية لحماية النساء والفتيات من هذا الجحيم المستمر، وطالبت بفتح تحقيقات مستقلة ومحايدة في كل جرائم العنف الجنسي المرتكبة في سياق النزاع واشراك النساء في هذه اللجان.

ودعت الى ضمان عدم الإفلات من العقاب ومساءلة جميع المسؤولين المباشرين وغير المباشرين، وتقديم الدعم الشامل للناجيات، بما في ذلك الرعاية الطبية، الدعم النفسي، الحماية القانونية، والإدماج الاجتماعي، بجانب تفعيل آليات الحماية المجتمعية للنساء والفتيات في أماكن النزوح والمجتمعات المتضررة.

وشددت المنظمة على أهمية دعم برامج التمكين الاقتصادي للناجيات، من خلال التدريب، التمويل، والتأهيل، كجزء من مسار التعافي والكرامة، ولفتت الى أن النساء في السودان لسن فقط ضحايا، بل هن ركائز الصمود ومفاتيح التغيير. وعليه، فإن دعمهن وتمكينهن هو حجر الأساس لبناء السلام العادل والمستدام الذي ينهى العنف الجنسي في السودان وللابد، مجددة التزامها بمواصلة التوثيق، والمناصرة، والدعم، والعمل مع جميع الجهات لإيقاف هذا النزيف المستمر الذي يحد من قدرات المجتمع كله.