آفة المجتمع السوداني الحروب.. نموذجاً (حرب دارفور 2003) وحتى اليوم
بقلم: إلهام مالك سلمان
ما حدث في ولايات دارفور نزاع مسلح اندلع في فبراير (2003) عندما بدأت حركات مسلحة تطالب بالعدالة الاجتماعية والثقافية والسياسية نتيجة لسياسات المؤتمر الوطني من تهميش واقصاء ممنهح ضد القبائل الغير عربية أدى لصراع وقامت الحكومة بشن هجمات تتمثل.
في حملة تطهير عرقي ضد سكان دارفور غير العرب. أدت إلى مقتل مئات الآلاف من المدنيين وتم اتهام الرئيس السوداني (عمر حسن البشير) بارتكاب إبادة جماعية، جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية من قبل محكمة العدل الدولية (2014).
الحرب في دارفور
الطرف الأول فيها القوات المسلحة السودانية والشرطة والدعم السريع، وهي ميليشيا سودانية تتكون من قبائل عربية خصوصا البدو. وظلت أغلب المجموعات العربية الأخرى في دارفور غير مشاركة فى هذا الصراع. ويضم الجانب الآخر مجموعة الحركات التحررية المسلحة خصوصا حركة تحرير السودان وحركة العدل والمساواة، التي تتشكل من المجموعات العرقية المسلمة غير العربية مثل الفور، الزغاوة، والمساليت. وكانت تقوم بتنظيم هجمات مشتركة، خصوصا ضد المدنيين. وتشير التقارير الى ان عدد الخسائر البشرية يصل إلى عدة مئات من آلاف من القتلى، إما بسبب القتال أو الجوع والمرض. وأجبر النزوح الضخم والتهجير القسري الملايين إلى الذهاب إلى مخيمات اللاجئين أو عبور الحدود، مما أدى إلى أزمة إنسانية، وصفها وزير الخارجية الأمريكي السابق( كولين باول) بأن هذا الوضع يمثل إبادة جماعية أو أفعال إبادة جماعية. …
وقعت الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة اتفاقا لوقف إطلاق النار في فبراير( 2010)، واتفاقا مؤقتا للسعي نحو السلام. نجحت حركة العدل والمساواة إلى حد كبير في المحادثات بعد أن تمكنت من نيل شبه حكم ذاتي للمنطقة مثل جنوب السودان. ومع ذلك، تعطلت المفاوضات بسبب اتهامات للجيش السوداني بشنه غارات وضربات جوية ضد أحد القرى، في انتهاك لاتفاق تولو. أنذرت حركة العدل والمساواة، في دارفور، بمقاطعة المفاوضات.
اما الصراع بين الدعم السريع والفاشر يعود إلى عدة أسباب، منها
– الخلافات السياسية: بعد سقوط نظام عمر البشير، شهد السودان فترة انتقالية غير مستقرة، أدت إلى توترات بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع.
– الصراعات على السلطة والنفوذ: تسعى قوات الدعم السريع إلى تعزيز نفوذها العسكري والسياسي، بينما تسعى القوات المسلحة إلى الحفاظ على هيمنتها التقليدية..
– الانتهاكات والفظائع*: ارتكبت قوات الدعم السريع انتهاكات جسيمة في دارفور، بما في ذلك القتل والاغتصاب والنهب، مما أدى إلى توترات مع القوات المسلحة.
– التدخلات الخارجية: يتهم البعض قوات الدعم السريع بتلقى الدعم من دول خارجية، مما يزيد من تعقيدات الصراع …
التنافس على الموارد*: يمكن أن يكون التنافس على الموارد والسيطرة على المناطق الغنية بالنفط والذهب أحد العوامل التي تسهم في الصراع بين الطرفين.
هذه العوامل مجتمعة تساهم في تعقيد الصراع وتجعل من الصعب التوصل إلى حل سلمي…
الوضع الإنساني في الفاشر حرج للغاية بسبب استمرار النزاع بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. هذا النزاع أدى إلى نزوح جماعي للمدنيين، حيث تجاوز عدد النازحين (300 ألف) شخص في غضون (20) يومًا فقط. كما تسبب النزاع في مقتل آلاف المدنيين، وتهديد ملايين الأشخاص بالمجاعة.
التحديات الإنسانية:
– نقص المساعدات الإنسانية: الهجمات على قوافل المساعدات الإنسانية تعيق وصول المساعدات إلى المحتاجين، مما يزيد من تدهور الوضع الإنساني.
– انتشار المجاعة: يُتوقع أن يصل عدد الأشخاص المعرضين للمجاعة إلى الملايين، خاصة مع استمرار الحصار والقتال.
– سوء التغذية الحاد*: الأطفال والنساء هم الأكثر تأثرًا بسوء التغذية الحاد بسبب نقص الغذاء والرعاية الصحية
الوضع العسكري
– السيطرة على المناطق: قوات الدعم السريع تسيطر على أجزاء واسعة من الأحياء الشرقية وبعض المناطق الجنوبية، بينما يسيطر الجيش على الأحياء الغربية والشمالية ووسط المدينة.
– الاشتباكات المستمرة: تخوض قوات الدعم السريع مواجهات متقطعة في محاولة للسيطرة على المدينة، مما يؤدي إلى سقوط ضحايا وإصابات بين المدنيين.
الجهود الإنسانية
– دعوات لإنهاء القتال: هناك دعوات لإنهاء القتال وتقديم مساعدات إنسانية عاجلة للمدنيين المحاصرين داخل المدينة.
– جهود الإجلاء: تعمل قوات تابعة لتحالف “تأسيس” على إجلاء آلاف النازحين من الفاشر إلى مناطق أكثر استقرارًا، مثل كورما وطويلة.
في الختام
– وقف فوري للقتال: يجب أن يتوقف القتال فورًا لتمكين وصول المساعدات الإنسانية والسماح للنازحين بالعودة إلى ديارهم.
– ضمان وصول المساعدات الإنسانية: يجب ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق المتضررة دون عوائق.
– دعم الضحايا: يجب تقديم الدعم النفسي والصحي للضحايا، خاصة الأطفال والنساء، لتمكينهم من التعافي من آثار النزاع.
– التحقيق في الانتهاكات: يجب إجراء تحقيقات عاجلة في الانتهاكات التي ارتكبت خلال النزاع، ومحاسبة المسؤولين عنها.
يجب علي منظمات المجتمع المدني التي تعمل في مجال حقوق الإنسان الوطنية والاقليمية والدولية التعجيل في تقديم الدعم الإنساني للمواطنين /ات المتاثرين/ات بالصراع …والضغط علي طرفي النزاع والسماح بالمرور السريع ودون عوائق للمساعدات الإنسانية ….. بالإضافة لنشر ثقافة السلام ونبذ العنصريه وخطاب الكراهية ومنع التشرزم والتكتلات والعمل وفق الاسس والمباديء الاخلاقية علي جميع المستويات.
ضرورة توثيق وكتابة تاريخ الصراع بين الطرفين المتحاربين علمي.
تتمكن الحكومة القادمة من معالجة الأزمة بشكل علمي وحل جزري حتي يتمكن مواطني/ات دارفور من الحياة الكريمة والسعي لتطوير وتفعيل دور الموطين/ات قي بناء الدولة الحديثة. سودان موحد يسع الجميع تسود فيه العدالة الاجتماعية والثقافية والدينية والسياسية والتنمية المستدامة الشاملة..
القاهرة
Elhamsalman90@gmail.com