كراهية العسكر للنساء في السودان.. من القوانين المهينة إلى الاغتصاب كسلاح
من النظام العام إلى المليشيات… إرثٌ من القوانين المهينة ضد النساء
من غرف التحقيق إلى جبهات الحرب… شهادات تكشف وحشية العداء للنساء
تحقيق: مدنية نيوز
منذ أكثر من ثلاثة عقود، تحمل النساء في السودان عبء نظرة دونية تجذّرت في مؤسسات الدولة، خصوصًا داخل المنظومة العسكرية والأمنية التي صاغت قوانينها على مقاس السيطرة الذكورية والخوف من تحرر المرأة، فالعسكر لم يروا في النساء سوى أصواتٍ يجب إسكاتها أو أجسادٍ يجب إخضاعها باسم النظام العام أو الأمن القومي، هذه العقلية المتجذرة في بنية السلطة السياسية والعسكرية جعلت جسد المرأة ميدانًا للصراع ومجالًا لإثبات القوة، حتى تحوّل مع اندلاع الحرب في أبريل 2023 إلى ساحة حرب تُمارس فيها أبشع صور العنف والإذلال.

إرث القوانين المهينة:
“الزي الفاضح” نموذجًا منذ زمن قانون النظام العام سيئ الذكر، كانت شرطة النظام العام تجوب الشوارع بحثًا عن النساء اللواتي يرتدين ما تصفه بـ(الزي الفاضح) كانت النساء يُعتقلن ويُجلدن في الساحات العامة، في مشهدٍ مُهين يعكس رغبة النظام في ضبط الجسد الأنثوي وتقييد وجوده في الفضاء العام،هذه القوانين لم تكن تُعاقب سلوكًا مجرمًا، بل تعاقب فكرة وجود المرأة بحرية. كانت أداة لإخضاع النساء وتأديبهن، استخدمها النظام السابق بتحالفه بين العسكر والإسلاميين لترسيخ الهيمنة الذكورية، حتى بعد إلغاء قانون النظام العام عقب ثورة ديسمبر 2019، بقيت روحه حاضرة في الممارسات الأمنية والعسكرية. فالقوات النظامية لا تزال تنظر إلى النساء كأهدافٍ سهلة، وتستخدم ضدهن أدوات الترهيب من تشهيرٍ واعتداءٍ واستغلال، إنها ثقافة سلطة متجذّرة، لا سلوك أفراد، تمتد من القوانين التي تحد من حرية اللبس والتنقل والعمل، إلى ممارسات الاغتصاب في مناطق الحرب.
الحرب وسلاح الاغتصاب:
مع اندلاع الحرب الداخلية في أبريل 2023، تحولت الكراهية القديمة ضد النساء إلى عنفٍ وحشي.
استخدمت المليشيات العسكرية والفصائل المسلحة الاغتصاب كسلاح حرب ضد النساء في دارفور والخرطوم والجزيرة وغيرها، ضمن سياسة منظمة تستهدف إذلال المجتمعات وكسر إرادتها.
وثّقت منظمات دولية مئات الحالات من الاغتصاب الجماعي في مدن مثل الفاشر ونيالا وزالنجي والجنينة. كما روت ناجيات في تقارير شبكة صيحة تفاصيل مروعة عن اقتحام المنازل واعتداء المقاتلين عليهن أمام أسرهن أو أثناء الفرار من مناطق القتال.
لم تكن هذه الانتهاكات جرائم فردية، بل سياسة ممنهجة تهدف إلى تدمير النسيج الاجتماعي وتحويل جسد المرأة إلى وسيلة لترهيب المجتمعات. فالرسالة كانت واضحة: من يعارضنا، سنغتصب نساءه.
حتى بعد تلك الجرائم، ظل الإفلات من العقاب سيد الموقف، بينما تواجه الناجيات الصمت والوصم والتهديد، لتصبح معركتهن مزدوجة — ضد الجناة وضد مجتمعٍ يخاف مواجهة الحقيقة.
ورغم ذلك، تبقى النساء السودانيات في طليعة المقاومة، يواجهن الرصاص والعار بقوة العزيمة ذاتها التي واجهن بها قمع النظام العام.

نساء الفاشر: ضحايا العنف والحصار
أظهرت بعثة تقصي الحقائق في السودان ارتفاعًا حادًا في حالات العنف الجنسي بنسبة 288% بين ديسمبر 2023 و2024، قبل الأحداث الأخيرة في الفاشر وبارا. وأوضحت أن ما يُوثَّق لا يتجاوز 20% من الحالات الفعلية بسبب الوصمة والخوف وانعدام الأمان، ما يجعل الصورة أكثر قتامة.
وفي بيانٍ صدر عن منظمة الصحة العالمية بتاريخ 29 أكتوبر 2025، تم الكشف عن سلسلة واسعة من الانتهاكات التي تطال النساء في مدينة الفاشر وسط حصار خانق وعنف متصاعد.
فقد أصبحت النساء، سواء كنّ مريضات أو عاملات أو أمهات يبحثن عن الغذاء، هدفًا مباشرًا لانتهاكات جسيمة.
أبرز هذه الانتهاكات:
القتل داخل المرافق الصحية: مقتل ممرضة أثناء الهجوم على مستشفى الولادة السعودي، وإصابة ثلاث عاملات صحيات.
الاختطاف والتهديد: اختطاف ممرضة ضمن ستة عاملين صحيين في انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي.
انعدام الرعاية الصحية: بسبب تدمير المستشفيات والحصار، حُرمت آلاف النساء الحوامل من العلاج والرعاية.
سوء التغذية الحاد: ارتفاع معدلات سوء التغذية بين النساء الحوامل وضعف المناعة وتزايد الأمراض المعدية.
النزوح القسري وانعدام الحماية: معظم النازحين من النساء والأطفال، كثير منهم بلا مأوى ولا غذاء.
تفشي الكوليرا والأمراض: وسط انهيار كامل للنظام الصحي وانعدام المياه النظيفة.
إنّ ما يجري في الفاشر ليس مجرد أزمة إنسانية، بل انتهاك شامل لكرامة النساء وحقهن في الحياة والأمان.
أداة حرب ممنهجة:
الناشطة الحقوقية نهلة الخزرجي تصف هذه الظاهرة بأنها كراهية ممنهجة تتجاوز الانتهاكات الجسدية لتصبح فعلًا سياسيًا يستهدف تفكيك البنية الاجتماعية والثقافية للمجتمع السوداني، وتقول الخزرجي إن جذور هذه الكراهية لا يمكن فهمها بمعزل عن السياق الاجتماعي والثقافي العام في السودان، إذ تتجذر الذكورية في التربية منذ الطفولة، حيث يُربّى الفتى على السيطرة والإخضاع، منذ الصغر يُلقَّن الطفل أن القوة لا تكتمل إلا بالإذلال، وأن السيطرة على الأم والأخت دليل رجولة
هذه التربية تمتد إلى داخل المؤسسة العسكرية التي تربط القوة بالعنف وتغيب عنها قيم الرحمة والإنسانية، وترى الخزرجي أن المؤسسة العسكرية السودانية بمختلف تشكيلاتها — من جيش وشرطة وأمن ودعم سريع وحركات مسلحة — تشترك في عقيدة واحدة تجعل من السيطرة مرادفًا للإخضاع، وتربط القوة بالبطش، الجيش لا يعلّم أفراده احترام الحقوق أو التعامل الإنساني، بل يزرع فيهم أن العنف هو الطريق الوحيد لفرض الهيبة، وتشير إلى أن الحرب التي اندلعت في 15 أبريل 2023 كشفت عن مستوى غير مسبوق من العنف ضد النساء، لم يكن عفويًا ولا محدودًا، بل كراهية منظمة اتخذت من أجساد النساء ساحة للحرب وأداة لترهيب المجتمعات.
وتضيف: “شاهدنا حالات اغتصاب وإخفاء قسري تُمارس بوعي كامل بهدف كسر إرادة المجتمعات وإذلالها، وتؤكد الخزرجي أن هذه الممارسات تمثل تطبيعًا للعنف ضد النساء وتحويله إلى سلاح سياسي، مشيرة إلى أن المرأة في المجتمع السوداني ترمز إلى الشرف والكرامة، والاعتداء عليها يعني إذلالًا لجماعة بأكملها ، واستخدام أجساد النساء كوسيلة للإخضاع يهدف إلى كسر إرادة المجتمع وإضعافه من الداخل، وترى أن الخطاب الطبقي والجهوي لعب دورًا محوريًا في تغذية هذه الكراهية، إذ يشعر بعض الجنود المنتمين إلى مناطق مهمشة تاريخيًا بالغبن تجاه سكان المدن الكبرى أو الفئات الميسورة، في كثير من مقاطع الفيديو التي وثّقت جرائم الاغتصاب، كان الجنود يرددون عبارات مثل: (أنتم أخذتم الامتيازات على حسابنا).
هذا يوضح أن العنف الجنسي أصبح أداة انتقام طبقي بحت، وتضيف الخزرجي أن هذه الممارسات كانت سببًا مباشرًا في سقوط مدن كبرى مثل نيالا والخرطوم والجزيرة، إذ أدت الاعتداءات الممنهجة على النساء إلى فرار السكان وترك منازلهم، ما سهّل سيطرة الميليشيات المسلحة، وتحذّر من أن كراهية العسكر للنساء تمثل العقبة الأكبر أمام عمليات السلام والمصالحة الوطنية، لأن العنف الجنسي يترك جروحًا عميقة في الوجدان الجمعي يصعب تجاوزها، في مجتمع محافظ كالمجتمع السوداني، ستظل هذه الجراح مفتوحة طويلاً، لأنها تمس جوهر الكرامة الإنسانية، وتلفت إلى أن قوات الدعم السريع كانت من أكثر المجموعات استخدامًا للعنف الجنسي كسلاح حرب منذ عام 2003 وحتى اليوم، ما جعلها تفقد أي قبول شعبي داخل السودان، مهما حاولت هذه القوات تلميع صورتها، فإن وصمة استغلال أجساد النساء ستظل تلاحقها، لأنها كسرت أقدس ما في الضمير الجمعي السوداني، وفي ختام حديثها، تؤكد نهلة الخزرجي أن كراهية العسكر للنساء ليست سلوكًا فرديًا ولا نتيجة لحالة حرب عابرة، بل فعل سياسي منظم نابع من ثقافة السيطرة والخطاب الطبقي والاستعماري المتجذر في بنية المجتمع والعقيدة العسكرية، إنها أخطر أدوات الصراع، لأنها لا تقتل الأجساد فقط، بل تفتت المجتمعات وتنسف إمكانية بناء سلام دائم في السودان.

من غرف التحقيق إلى ساحات الحرب:
في شهادة مؤلمة ومليئة بالشجاعة، تفتح الناشطة الحقوقية أميرة عثمان ملفًا حساسًا لطالما حاولت مؤسسات الدولة طمسه: كراهية العسكر للنساء في السودان، وكيف تحوّل هذا العداء إلى ثقافة عنف ممنهجة داخل الأجهزة النظامية، فمزّقت نسيج المجتمع وزرعت الخوف في قلوب النساء
تقول أميرة إن تعامل القوات النظامية — خاصة الشرطة والأمن والمباحث — مع النساء، يقوم على عقلية تعتبر المرأة “فريسة” أو “غنيمة”، وليست إنسانة لها حقوق أو مواطنة، وأضافت: “رجل الشرطة لا يرى المرأة التي جاءت لتشتكي أو تطلب مساعدة، بل يترصد تلك التي تقع تحت يده بتهمة أو في موقف ضعف. أول ما يفكر فيه هو كيف يثبت سلطته عليها بالذل والانكسار والخضوع، وتضيف أن هذا السلوك يتجاوز القانون إلى منطق السيطرة والإهانة. فالمرأة التي لا تُظهر خوفًا تُعامل بقسوة أكبر، عبر التحرش أو الابتزاز أو الإهانة اللفظية. وتستحضر حادثة اعتقالها عام 2013 حين حاولوا إذلالها بإجلاسها في مكان قذر وسط “بقايا الخمر والمعروضات، قائلين لها (أقعدي هنا دا مستواك) لكنها، كما تروي، جلست بثبات وهدوء، رافضة أن يمنحهم متعة الانكسار، تربط أميرة بين هذه الذهنية الذكورية الراسخة وبين الجرائم التي ارتكبتها المليشيات المسلحة خلال الحرب، خاصة قوات الدعم السريع، التي استخدمت أجساد النساء كسلاح حرب منذ العام 2003م ، وهم أكثر من مارس العنف الجنسي في السودان، من دارفور إلى الخرطوم.
هذا الإنتهاك كسر الثقة بين المجتمع وهذه القوات، وخلق كراهية مضادة لن تزول بسهولة، وترى أميرة :أن استغلال أجساد النساء في الحرب مثّل القشة التي قصمت ظهر البعير، لأن المرأة في الثقافة السودانية ترمز إلى الشرف والطهر، والاعتداء عليها هو اعتداء على الجماعة كلها، وأوضحت أميرة : إن إن قوات الدعم السريع مهما حاولت هذه المليشيات تلميع صورتها، فلن تجد قبولاً، لأنها كسرت أقدس ما في وجدان المجتمع السوداني، وتحذر أميرة من أن هذه الممارسات لا تترك جرحًا فرديًا فقط، بل تفكك المجتمعات وتمنع التعافي، “قتل الآلاف في الفاشر مأساة، لكن اغتصاب امرأة واحدة يخلّف جرحًا لا يندمل، لأنه يطعن كرامة الجماعة كلها.”
الكره المضاعف في ساحات الاحتجاج وتروي أميرة كيف يتضاعف هذا العداء عندما تكون المرأة متظاهرة.
“العسكري يكره كل المتظاهرين، لكن كرهه للمتظاهرة أشد، كأن وجودها في الشارع استفزاز لسلطته.”
وتحكي تجربتها في مظاهرة لبنى أحمد حسين عام 2009، التي أعقبت حملة تشويه وصمَت النساء المتظاهرات بـ”العاهرات والشواذ”. حين حاولت حماية زميلتها ولاء صلاح من اعتقال عنيف، أمسكها أحد الجنود من خصرها بعنف. دفعتْه غريزيًا فسقط أرضًا، فانهال عليها خمسة عساكر ضربًا بـ”العصايات” في رأسها وجسدها،
“كانوا يضربونني بكراهية غريبة، نظراتهم مليئة بالحقد، شعرت أني أواجه عداءً يتجاوز السياسة… كأنهم ينتقمون من مجرد أني امرأة، لكن هذه التجارب القاسية لم تكسرها ، وتضيف أميرة: بالعكس، تعلمت كيف أتعامل مع الكراهية بعقل بارد، وتقول إنها طورت استراتيجيات للصمود في حالات الاعتقال والمواجهة ، كانت تدخل عربة الشرطة (“البوكس”) قبل أن يأمرها أحد، وتجلس بهدوء في وضع آمنتضع ظهرها على الجدار الخلفي لتتجنب جلوس العسكري خلفها في وضع مهين ، وهي تحمل دائمًا (طرحة كبيرة) لتغطي وجهها وتمنع أي تماس مباشر أو استفزاز.
“وتضيف أميرة :هم يريدونك أن تثوري أو تبكي حتى يشعروا أنهم كسروك. لذلك كنت أقول: حاضر جدًا، بابتسامة باردة
تختتم أميرة شهادتها بالتأكيد على أن كراهية العسكر للنساء ليست مجرد ممارسات فردية، بل عقيدة ترسخت في المؤسسات الأمنية والعسكرية، وأن تجاوزها هو التحدي الأكبر في طريق بناء السلام.
“هذا الجرح لن يلتئم بسهولة، لأنه مسّ كرامة النساء وكرامة المجتمع بأكمله. لن يكون هناك سلام حقيقي دون مساءلة ومحاسبة.

الترحيل القسري
وفي سياق ذي صلة تتزايد مظاهر العنف اللفظي والجسدي ضد النساء من قِبل القوات العسكرية والمليشيات المسلحة في السودان، منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023م.
حيث أطلقت هذه الحرب العنان لسلوكيات تعكس كراهية واحتقارًا عميقين للنساء، وجعلتهن في مواجهة مباشرة مع جماعات لا تعترف بالأخلاق أو القانون ، عملية إذلال النساء في نقاط التفتيش شهادات من مناطق مختلفة بالخرطوم وولايات أخرى كشفت أن النساء، خصوصًا غير المصحوبات برجال، أصبحن أهدافًا سهلة للجنود في نقاط التفتيش، و في طريق الخرطوم – النيل الأبيض، أمر جنود من قوات الدعم السريع نساءً منقبات بخلع نقابهن وسط كلمات مسيئة وتهديدات بعدم ارتدائه مجددًا
التفتيش المهين:
وفي حادثة أخرى بشرق النيل، تحدث شهود عن جنود من قوات متحالفة مع الجيش – تُعرف بـ قوات مالك عقار – أجروا تفتيشًا مهينًا للنساء، إذ أدخل بعضهم أيديهم داخل حمالات الصدر بحثًا عن نقود، وسط ألفاظ جارحة وصراخ أجبر النساء على الصمت خوفًا على أنفسهن وأطفالهن.
هدم المنازل وإهانة النساء في العاصمة الخرطوم، نفذت قوات مشتركة حملات لإزالة ما تصفه بـ“المناطق العشوائية” في أحياء شمبات، أمبدة، المعمورة، كرتون كسلا، أبو سعد، ومانديلا.
رافقت هذه العمليات تكسير المنازل وإهانة النساء وتهديدهن بالضرب والسجن إذا حاولن الاعتراض. كانت النساء في الواجهة، يدافعن عن بيوتهن وأطفالهن في وجه عسفٍ لا يرحم.
ترحيل قسري للنساء من جنوب السودان في منتصف أكتوبر 2025، شهدت الخرطوم عملية ترحيل قسري لعشرات النساء من دولة جنوب السودان.
اقتحمت قوات من الشرطة والأمن والمليشيات منازلهن ليلًا، واقتادتهن بالقوة دون السماح لهن باصطحاب أطفالهن.
نُقلت كثيرات منهن إلى الحدود، بينما ظل عشرات الأطفال منفصلين عن أمهاتهم لأيام.
وبعد أسبوع، أعلنت سلطات جوبا لمّ شمل 71 طفلًا بأمهاتهم بعد انتشار مقاطع مصوّرة وثّقت المأساة.
إذلال متعمد في التفتيش في حادثة أخرى بمنطقة الكلاكلة اللفة، أفاد شهود بأن جنودًا من الدعم السريع تعمّدوا إذلال النساء المسافرات، فكانوا يفتشون حقائبهن ويبعثرون الملابس الداخلية أمام الجميع، حيث صادر أحد الجنود ساعة من حقيبة فتاة مدعيًا أنها “تشغّل طائرات مسيّرة”، وواصل تهديدها حتى انهارت بالبكاء ، و يقول شاهد العيان: كان الجندي يتحدث وكأنه فوق القانون، يكرر أنه يستطيع أن يفعل ما يشاء دون خوف من أحد.
سلاح الإغتصاب:
وفي المقابل يقول المدافع عن حقوق الإنسان المحامي عبد الباسط الحاج في حديثه مع مدنية نيوز إن المرأة في السودان لعبت دور أساسي في كل الحراك السياسي و الإجتماعي و الثقافي والاقتصادي ، فضلاً عن دورها في كل مراحل النضال داخل المجتمع والأسرة، ودورها الرئيسي في التطور الاقتصادي مثل الزراعة أو الإنتاج الحيواني وغيره كما لعبت المراة السودانية دوراً كبيراً في كل الثورات التي حصلت في السودان لاسيما ثورة ديسمبر، وكان واضح دورها الفاعل من خلال المواكب ووجودها بشكل أساسي في المواكب حتى مشاركتها في الأجسام القائدة للثورة في السودان وغيرها، أما الإنتهاكات التي طالت المراة السودانية حيث ظلت تقع عليها إنتهاكات فظيعة منذ حرب الجنوب وحرب المنطقتين وحرب دارفور وحرب منتصف ابريل 2023م، وأوضح الحاج إن الانتهاكات طالت المراة السودانية من قبل طرفي الحرب لاسيما قوات الدعم السريع في دارفور والجزيرة والخرطوم وكردفان، حيث مورست إنتهاكات دامية ضد النساء وتنوعت أشكال تلك الإنتهاكات من القتل والعنف الجنسي والاعتقال والإغتصاب الذي إستخدم كسلاح ضد النساء في دارفور في 2003 /2004 /2005 / 2006م حتى الآن، ومن ثم نقل ذات السلاح إلى الخرطوم والجزيرة.

