مسؤولة أممية: السودان سيشهد معاناة غير مسبوقة دون عون دولي
جنيف: مدنية نيوز
أعربت المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت، عن مخاوف حقيقية بشأن الأزمة التي تواجه التحول في السودان في خضم جائحة (كورونا)، وقالت إن معاناة لا توصف تنتظر السودان ما لم يتحرك المانحون لدعمه عاجلاً.
وذكرت المسؤولة الأممية حسب وكالة السودان للأنباء اليوم الثلاثاء: “لم يكد يمضي عام واحد بعد الإطاحة بحكومة عمر البشير من السلطة والوعد بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والديمقراطية والعدالة والسلام يواجه تهديدا ماثلاً الآن بسبب مصاعب جمة على حكومة السودان الانتقالية فيما يتعلق بالموارد”.
وقد تفاقمت المصاعب بتداخل عدة أسباب منها الآثار الفعلية للعقوبات الأحادية المستمرة، وفشل المؤسسات الدولية في تخفيف عبء الديون عن السودان وفشل تقديم أي عون دولي للحكومة.
وأضافت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة: (والقشة التي تقصم ظهر البعير قد تكون جائحة كورونا). وحذرت مصادر طبية من نقص خطير في المعدات والعتاد الوقائي.
وتابعت باتشيليت: ببساطة فان النظام الصحي السوداني ليس معدا للتعامل مع تفشي المرض بالصورة التي شهدناها في أماكن أخرى من العالم)، وأردفت (الطريقة الوحيدة لمنع وقوع كارثة إنسانية في السودان هي أن يكثف المانحون مساعداتهم وأن يمدوا يد العون للسودان، ينبغي أن نتحرك بسرعة ونوفر دعما ماليا سخيا للسودان، وإلا فإننا نخاطر بأن بلدا تتخلق فيه احتمالات واعدة، سيعود القهقرى إلى حالة غياب الاستقرار السياسي واحتمال تفجر الصراعات).
وكان رئيس الوزراء د عبد الله حمدوك قد بعث برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة في 8 أبريل 2020، يؤكد فيها بأن (كورونا) تشكل تحديا مهولا للنظام الصحي والاقتصاد والمجتمع في البلاد كلها، وطالب بدعم مالي وفني لمجابهة الوباء.
ويشير بيان المنظمة إلى انه من بين سكان السودان البالغ عددهم (43) مليون نسمة، لا يزال حوالي مليوني شخص مشردين بسبب الصراعات في دارفور وجنوب كردفان وولاية النيل الأزرق ويواجه معظمهم ظروفًا قاسية ويعيشون في مخيمات أو معسكرات، غير قادرين على تامين احتياجاتهم الأساسية. كما يستضيف السودان أكثر من (1.1) مليون لاجئ ومهاجر.
حتى قبل الجائحة، كان العديد من السودانيين يكافحون من أجل تغطية نفقاتهم بسبب ارتفاع معدلات البطالة، وارتفاع التضخم، ونقص الرعاية الاجتماعية وشبكات الضمان.
ولقد تفاقمت هذه الاوضاع بسبب آثار استمرار وجود السودان في القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب. بالإضافة إلى ذلك، يعد السودان حاليًا من الدول غير المؤهلة للحصول على دعم من الصندوق الاتئماني لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي الذي تبلغ قيمته (50) مليار دولار أمريكي والمخصص لمساعدة البلدان في مكافحة جائحة (كورونا).
ومن جهة اخرى فقد حث الأمين العام للأمم المتحدة المجتمع الدولي على بذل كل ما في وسعه لدعم السودان في المرحلة الانتقالية، وهي الفترة التي تبدو فيها حاجته شديدة للدعم. وقالت باتشيليت: إن السبيل الوحيد للسودان للخروج من دائرة الفقر واليأس هذه هي التحرر من أسر العقوبات المفروضة في عهد النظام السابق، ذلك سيمكن السودان من جذب الاستثمار لإصلاحاته الاقتصادية التي تشتد الحاجة إليها، والوصول الكامل إلى أموال المؤسسات المالية الدولية.
وزادت أن غياب العدالة واستمرار المظالم الاقتصادية والاجتماعية كانت هي المحرك الرئيس لثورة السودان في العام الماضي، إذا لم تتم معالجة هذه الأسباب الجذرية وغيرها وتعطى الاولوية، فإن انتقال السودان الناجح إلى تحقيق سلام دائم سيظل بعيد المنال.