في ذكرى جريمة فض الاعتصام.. لا أحد يستلقي أثناء المعركة
بقلم: حسين سعد
فجر الثالث من يونيو 2019م، استيقظ الشعب السوداني والعالم أجمع على تفاصيل جرائم بشعة بحق الثوار السلميين العزل، في فض إعتصام القيادة العامة، وقدمت الثورة أرتالاََ من الشهداء والجرحي والمفقودين لا تزال أسرهم تبحث عنهم، واليوم تمر علينا هذه الذكرى الأليمة وهي تحمل في جوفها مآس، موجعة لذلك العنف الدموي ضد الثوار السلميين الذين تظاهروا واعتصموا أمام القيادة مطالبين بأسقاط النظام.
وأعادت جريمة فض الاعتصام إلى الذاكرة جرائم النظام العنصري الذي قتل وشرد شعبنا في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق والشرق ومناطق السدود واستباح بري والعباسية وشمبات، ومارس كلّ أنواع التنكيل والتعذيب والإذلال بحق المناضلين من (الشفاتة) و(الكنداكات) وأظهرت هذه المجزرة الدموية للعالم أجمع الوجه الحقيقي والبشع للنظام المدحور، والذي اغتصب السلطة بالقوة وحكم البلاد طوال ثلاثة عقود بمنطق القوة، ومارس حكماً شمولياً استبدادياً أوصل البلاد من خلاله إلى نفق مظلم ومأزق خطير، فهذه الجرائم المدانة لن يمحوها الزمن، وستظل حاضرة في وجدان الشعب السوداني.
نحن في هذا اليوم نعاهد الشهداء الذين كتبوا بدمائهم في سجل الأوطان كلمات النصر والسلام والحرية، ونقول لهم (شهدانا ما ماتوا عايشين مع الثوار)، ونعاهدكم بأننا على ذات الطريق ماضون وأن النضال مستمر والنصر أكيد، و(حنبنيهو البنحلم بيهو يومياتي)، ونقول لكم لن نرتاح أو يهدأ لنا بال حتى يتم القصاص لكم، كما قال الشهيد عبد العظيم (لقد تعبنا يا صديقي ولكن لا احد يستطيع الاستلقاء أثناء المعركة).
وغدا سيفتح أحفادكم كتاب التاريخ ليقرأوا فيه أن شعب السودان ثار على النظام العنصري الذي طغى وأستكبر وتجبر، وظن أنه سيبقى أبد الدهر، فاليوم نحن فخورون بكم وبنضالاتكم وشجاعتكم، وكما قال شاعر الثورة والشعب محجوب شريف (طال في الدينا قامة وزاد في العين وسامة)، وكما قال الفيتوري (التقى جيل البطولات بجيل التضحيات والتقى كل شهيد قهَر الظلم ومات بشهيد لم يزل يبذر في الأرض بذور الذكريات).