فرح عباس: تصوير الشهود وضعهم في خانة الخوف وهناك جهات تهددهم
– رئيس منظمة أسر الشهداء فرح عباس فرح في حوار مع (مدنية نيوز):
– لسنا راضين عن أداء الدولة حول العدالة وعندما توصد الأبواب ستعود الثورة
– تصوير الشهود أثناء الشهادة وضعهم في خانة الخوف وهناك جهات تهددهم
– لا زالت الحصانات تقف عائقاً أمام المحاكمات
حوار: زحل الطيب
تظل قضية تحقيق العدالة لأسر شهداء ثورة ديسمبر 2081م، واحدة من القضايا المهمة في المرحلة الانتقالية في السودان، والتوجه نحو المستقبل لتحقيق الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة وتطبيق أهداف الثورة على الواقع (حرية، سلام وعدالة، باعتبار أنها تمثل ملخص الأهداف التي خرج من أجلها ثائرات وثوار السودان، حتى قدم الكثيرون أرواحهم في سبيل تحقيق تلك الغايات.
التقت (مدنية نيوز) برئيس منظمة أسر شهداء ثورة ديسمبر المجيدة 2018م، فرح عباس فرح، والد شهيد المتاريس (عباس فرح)، وأجرت معه حواراً قصيراً حول آخر تطورات قضية الشهداء ومتابعاتهم بشأن العدالة والعقبات التي تحول دون نيل الحقوق في قضايا الشهداء فإلى مجريات الحوار:
* ما هو عن الموقف الحالي عن المحاكمات، وما هي المعوقات التي تواجهكم؟
لا زالت الحصانات تمثل عائقاً من معوقات المحاكمات مما أضر بسير القضايا وتسبب في إبطاء العدالة، وعدم إرادة العسكريين هي الأخرى حاضرة مما جعل الكثير من المجرمين أحرار، ومكّن الثورة المضادة من تعزيز قوتها، وجعل البعض يشعرون بأن دولة القانون تصبح أشبه بالسراب، وهناك متهمون بقتل الشهداء تمت ترقيتهم ولم ترفع حتى الآن حصاناتهم، فهذه هي المعوقات الحقيقية.
* كيف تسير الخطى في لجنة التحقيق في انتهاكات أحداث فض الاعتصام التي يرأسها القانوني نبيل أديب؟
رأيُنا في اللجنة أن عملها إجرائي يعمل للتحريات فقط، على الرغم من احترامنا الكبير للأستاذ أديب، إلا أن عمل اللجنة بهذه الطريقة سيتسبب في تأخير إنجاز المحاكمات، وهذا الأمر يعضده غياب القوانين العدلية الحاسمة وكثير من المحاكمات لم تبارح مكانها لأن القانون الحالي يدفع المجرم لقتل الضحية ويزيد من ارتفاع عدد الضحايا، وطول الإجراءات هو الذي أقعد بلجنة أديب.
* رغم عملكم في قضايا الشهداء، لكن هناك قضية أيضاً تحتاج لأن توضحوا رأيكم فيها وهي قضية المفقودين، ماذا تقولون عنها؟
كما استبيحت دماء الشهداء بدم بارد بإطلاق الأوامر العسكرية، الآن تعامل قضية المفقودين بإهمال على الرغم من أن كل القوانين السماوية والوضعية شرعت السلمية والوصول للعدالة، لكن هناك إهمال متعمد للمفقودين، وتوجد بلاغات لدى المنظمة من ذوي المفقودين وأعدادهم أكثر من الذين استشهدوا بكثير.
* بعد المطالبات المتكررة بحماية الشهود، إلى أي مدى وصلت الإجراءات في هذا الشأن؟
مواقف الشهود إلى الآن ثابتة، لكن الشهود وضعوا في مركز وخانة الخوف بعد تصويرهم من قبل العساكر أثناء الإدلاء بالشهادة، وبعضهم تلقى تهديدات من الجهات التي لديها مصلحة في عدم شهادتهم ولها صلة بالجرائم، فكيف تطلب شهادة شهود وتصور شهادتهم؟!، هذا الأمر يمكن أن يؤثر على سير العدالة أو يمكن أن تتدخل أسرهم ضد الشهادة، ويمكن أن ينعكس هذا الأمر على إرادتهم في تقديم الشهادة.
* الموقف الحالي للعدالة من جانب الدولة، هل أنتم راضون عنه؟
الفترة الانتقالية كادت أن تنقضي ونحن نفتقد دولة القانون، وقد انهكنا تباطؤ الإجراءات والجلسات وعشرات الاستئنافات، وإلى الآن لم تنجز حتى ولو قضية ولم نشهد تنفيذ حكم ناجز، وكنا نحلم بأن تسارع الدولة في خطواتها وتشد من أزر الأسر، ونحن حالياً نعرف تماماً من هم المتهمون ونحتاج للعدالة، ورغم معرفتنا بهم لا زالت لديهم حصانات ويتحركون ويسافرون ونحن لسنا راضين عن أداء الدولة حول العدالة، رغم أن هذه الحكومة أنجزها أبناؤنا، وعندما نجد الطريق قد أوصدت أبوابه ستعود الثورة.
* رسالة في بريد الدولة، ماذا تريد أن تقول لها؟
نقول لهم نحن أسر الشهداء ومعنا رجال ونساء المقاومة والثوار صناع الثورة، إن تم التمادي في تعزيز وبقاء الثورة المضادة في المستوى الملحوظ نقول لكم: أنا مثل عيسى عائد بقوة من كل عاصفة ألم أشتاتي.. سأعود أقدم عاشق متمرد.. أنا عائد أعظم أعظم الثورات.. سأعود بالتوراة والإنجيل والقرآن..، ونقول لهم: أنا سوداني ثائر ما من عودتي بد.. أنا كل الزمان الآتي..، نحن الذين سنخطط لمستقبل العدالة في البلد ولن نترك الأمور تسير بهذا الظلم المتعمد، وستكون العدالة في قوانينها التي تغنى بها الشهداء (حرية، سلام وعدالة).