السلام المجتمعي.. ترحيب باتفاق وقف العدائيات بين (الأونشو) و(دار نعيلة) .
الخرطوم: جنوب كردفان: الواثق تبيسة
شهدت مدينة كادقلي حاضرة ولاية جنوب كردفان التوقيع على اتفاق وقف العدائيات وإبداء حسن النوايا بين كياني (الأونشو) و(دار نعيلة) وعدد من عشائر الطرفين.
واتفق الطرفان الأسبوع الماضي على إعلان وقف العدائيات وإبداء حسن النوايا واعتماد الآليات التقليدية والعرفية في فض النزاعات وعدم استخدام القوة العسكرية، واعتبار أن المرحال وأماكن الزراعة والنزل والرعي ومناهل المياه (حقوقاً دستورية)، وأن الاعتراف بها واجب وعلى الدولة حماية تلك الحقوق، بجانب الاعتراف بالمَزارع التي تقع بين جانبي المرحال والقرى والمشاريع الزراعية داخل وخارج التخطيط، بوصفها حقاً دستورياً.
تنظيم الزراعة والرعي
كما نص الاتفاق على ضرورة تفعيل قانون تنظيم الزراعة والرعي بالمناطق المجاورة للمرحال، ووضع نقاط ارتكاز عسكرية بقوات مشتركة لتأمين المراحيل من المخارف إلى المصايف.
كما اتفق الطرفان على الالتزام بالعهود والمواثيق والأعراف والقيم الداعمة للتعايش السلمي، إضافة إلى التأكيد على إدانة الجريمة وأفعال المجرمين وعدم التواطؤ معهم، وأمّنوا على وقف الرسائل السالبة في الوسائط الإعلامية المختلفة، بجانب تشكيل آلية أهلية مشتركة متوافق عليها لتقصي الحقائق حول أسباب النزاع.
وتحصلت (مدنية نيوز) على نسخة من الاتفاق الذي أعلن عنه في موقع الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال، ونص الاتفاق على احترام سيادة حكم القانون ووقف انتهاكات حقوق الإنسان وحماية مجموعات الرحل أثناء المرور في المناطق المحررة، ونص على أن تلك المهمة من مسؤولية السلطة القضائية لـ (السودان الجديد).
وشدد الاتفاق على ضرورة الالتزام بخط السير والفترة الزمنية المحددة التي تبدأ من يوم (17) أكتوبر الحالي وتستمر حتى يوم (22) من ذات الشهر.
منع وغرامة
ودعا الاتفاق للالتزام والتعاون بين الرحل وقوات التأمين المكونة من الجيش الشعبي لتحريرالسودان والمجتمع، ومنع الاتفاق الموقع عليه واعتمده رئيس الجهاز القضائي بإقليم جبال النوبة كمال ضيفان بابكر، استخدام الأعيرة النارية أثناء العبور، وفرض غرامة اثنين من الأبقار حال المخالفة.
وألزم الاتفاق جميع الإدارات الأهلية من الشيوخ والعمد والمكوك بتنوير المجتمع ببنود الاتفاق.
وأفاد كجور حلوف، وهو من مواطني منطقة الكتن القريبة من خور الورل (مدنية نيوز) أمس، أن الاتفاق يضع الجميع يدعمون تلك البنود مع الالتزام التام.
وقال كجور، إن مشكلة الزراعة والرعاة قديمة، ولكن كانت الأعراف والتقاليد ذات قيمة يحترمها الجميع، إلا أنها أصبحت لا تجد الاحترام اللازم في الآونة الأخيرة.
تواريخ معلومة
ومن جانبه ذكر المزارع بمنطقة الدلنج محمود دلدوم، لـ (مدنية نيوز) أن الاتفاق حدد مسارات الرعاة وربطها بتواريخ معلومة للرعاة والمزارعين، حيث يعلم الجميع بالتاريخ المحدد، وأن الطريق حق مع الحرص الشديد على ألا يتأذى أحد.
ومن جهته أوضح راعي الماشية بمنطقة غرب الدلنج محمود نمر، أن (المخارف والمصايف) (مواقيت)، حيث تكون المواقيت محددة للماء (المصايف) أو الكلأ (المخارف)، وأن المواشي لا تعرف إلا الدروب المعروفة، ووصف الاتفاق بالقوي لكونه أنصف الرعاة والزراع (على حد قوله).
تعزيز السلام الاجتماعي
وأضاف أن الأعراف والعادات والتقاليد المتبعة منذ أمد بعيد كانت تسهل الوصول لمجتمع متعايش ومتجانس، وأن التعايش والسلام المجتمعي يظل هو الهدف الذي يسعى له الجميع في وطن واحد متعدد الأعراق والأعراف والمعتقدات ويسع الجميع.
وحول رؤية مركز دراسات السلام بجامعة الدلنج، تجاه الاتفاق الذي وقع بين (الأنشو) و(دار نعيلة)، أبان الأستاذ بالمركز د. آدم حسن تاكولا، في إفادة لـ (مدنية نيوز) أن مركز دراسات السلام يعمل جاداً في عدد من البرامج المتعلقة بالسلام المجتمعي والتعايش السلمي، ومنها المصالحات، وقال: (نحن بصدد عقد ورش عمل ترفع من قيمة السلام والتصالح، وتدعم السلام المجتمعي الشامل في ربوع السودان).