الجمعة, نوفمبر 22, 2024
تقارير

التربية ترسم صورة قاتمة للأوضاع وتهاجم المالية حول مجانية التعليم

تقرير: محمد إبراهيم

رسم وزير التربية والتعليم بروفيسور محمد الأمين التوم، صورة قاتمة لأوضاع التعليم في السودان في المستويات (القانونية، المالية، فضلًا عن المشكلات الهيكيلية التي تكمن في الفقر وضعف تدريب المعلمين والمناهج) وغيرها.

ووصف الوزير في حديثه بمنتدى (كباية شاي) بمقر صحيفة (التيار) بالخرطوم مساء الخميس الماضي، وضع التعليم في البلاد بالمنهار، وأنه صمم لخدمة المشروع السياسي للنظام المخلوع، وهاجم الوزير وزارة المالية لما وصفه بتنصلها عن التزاماتها المتمثلة في مجانية التعليم وطباعة الكتاب المدرسي.

عقبات

وقال الوزير إن رؤية الوزارة تهدف لتحقيق التنمية المستدامة عبر التعليم، وأن تلتزم الحكومة بتوفير تعليم جيد ومجاني ومنصف وشامل للجميع بحلول 2030م، ونبه إلى أن هذا الهدف في السودان في الوقت الحالي تشوبه العديد من العقبات والمشكلات.

وأوضح التوم، أن الفترة الانتقالية مدتها قليلة، وأن العقبات التي تواجه الوزارة تتضمن القانون والتقاطعات بين الوزارة الاتحادية والحكومات الولائية والمحلية، وأبان أن الوزارة مجردة من صلاحيات إشراف ومتابعة جودة التعليم.

وفي السياق أعلن الوزير عن إكمال الوزارة لإعداد القانون الجديد الذي تم بمشاركة جميع أصحاب المصلحة في التعليم بالسودان، وأنه يخلو من كل المشكلات التي كانت موجودة بالقانون القديم وقال: (القانون في مكتب وزير العدل للصياغة القانونية منذ شهرين).

التعليم المجاني

وشكا الوزير من تنصل وزارة المالية من قضية نعتها بالجوهرية كطباعة الكتاب المدرسي، وذكر: (في الوقت الراهن خلصنا من إعداد كتب التعليم قبل المدرسي ومن الصف الأول للصف السادس حسب النظام الجديد).

وأضاف أن التربية تحتاج مبلغ (15) مليون يورو، وأن رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك، صدق بمبلغ (5) ملايين دولار، واعتبر الوزير ذلك المبلغ ضئيلاً مقارنة بما هو مطلوب (ملاليم) على حد وصفه، وأشار الوزير إلى أن المبلغ يكفي فقط لطباعة كتاب الصف الأول وكتاب الصف السادس.

وكشف التوم أن نت بين العقبات التي تواجه الوزارة (مماطلة وزارة المالية في فتح حساب في فرع النيلين بأبي ظبي بخصوص دعم السودانيين لطباعة الكتاب المدرسي)، وشكك الوزير في أن وزارة المالية لا تمتلك الأموال، ولفت إلى صفقة السيارات التي حاولت شراءها للقصر الجمهوري، ورأى أن المالية لديها اختلال في المعايير وأنها لا تراعي الأولويات.

وفيما يتعلق بتوفير ورق الكتب، قال وزير التربية والتعليم: (طرقنا أبواب أربع من الدول المنتجة للورق عبر وزارة الخارجية لدعمنا بالورق)، حددها في (كوريا الجنوبية، أندونيسيا، اليابان، وألمانيا)، وأردف (واحدة فقط من تلك الدول قدمت لنا مبلغ 30 ألف دولار، فشكرناها وأعدنا لها المبلغ، نحن نحتاج ملايين).

التعليم الفني

وضع التعليم الفني لم يفلت من ملاحظات الوزير الذي نبه إلى أنه يعيش في خلل ويحتاج للمعالجة، وقال: (التعليم الفني منخفض ويمثل 3% فقط من التعليم الثانوي)، ووصف مناهج التعليم الفني بالضعيفة، وأنها لا تتماشى مع التطورات والتغيرات، وأقر بعدم العدالة في توزيع المدارس في الولايات، وأن خطته تهدف للتوسع في التعليم الفني في الولايات التي تعاني من العجز فيه.

المنسيون

وشدد وزير التربية والتعليم الاتحادي على أن الرحل هم أكثر الجماعات المنسية التي لم تحصل على حقها في التعليم، وأكد أن خطة الوزارة تسهدف الولايات الأكثر حوجة للتعليم في كل المراحل التعليمية والعمل على حلحلة المشكلات التي تعتريها.

ولفت التوم، إلى ضعف تعليم البنات، خاصة في الأرياف، وعلّق بالقول: (البنات الفقيرات في الريف هن الأكثر ظلمًا في التعليم، وحتى إذا دخلت البنت المدرسة فإن فرص إكمالها لتعليمها ضعيفة، وإن حوالي 40% يتساقطن من المدارس ولا يكملن بسبب الفقر والجوع).

نقد كليات التربية

ونعت وزير التربية والتعليم برامج ومناهج كليات التربية والتعليم في الجامعات بالضعيفة، وذكر الوزير: (خاطبنا وزارة التعليم العالي وأبلغناها بضرورة إعادة النظر في مناهج وهياكل الكليات)، وأشار إلى أن الكليات لا تعلّم الطلاب كيفية التدريس، بل تملكهم المعلومات عن المادة فقط، ولفت إلى أن العملية التعليمة الحديثة محورها التلميذ وليس المعلم، وأبان في الوقت ذاته أن المعلم في الوقت الراهن غير مستعد وغير مستوعب لعملية التغيير التي تطرأ على قطاع التعليم.

وزاد: (العام القادم لا نريد دخول كليات التربية بنسبٍ متدنية أقل من 70% في الشهادة الثانوية، وأعلن الوزير رعاية الوزارة لكل طالب يحرز درجة 80% ويريد أن يلتحق بكليات التربية، وزاد: (تتكفل وزارة التربية بتقديم منحة له طوال فترة دراسته).

وتوقع وزير التربية والتعليم عن إعلان نتيجة الشهادة السودانية نهاية ديسمبر القادم.

تغيير المناهج

ومن جانبه دافع المدير العام للمركز القومي للمناهج د. عمر القراي، عن قرار الوزارة فيما يتعلق بتغيير المناهج نتيجة ضعف مستوى الطلاب وتحصيلهم الأكاديمي، وكشف عن إجراء قسم الجودة بالوزارة امتحانات لتلاميذ الصف الثالث اتضح أن 40% من هؤلاء التلاميذ لا يعرفون القراءة و56% منهم لا يعرفون أبجديات الرياضيات الأولولية المتمثلة في الجمع والطرح.

وذكر القراي، أن الأساتذة في الجامعات يشكون من ضعف مستوى الطلاب الجدد فبعضهم لا يعرف القراءة، ونوه إلى أن المنهج تم تسييسه لصالح النظام المخلوع، وأن من أهداف التعليم في تلك الفترة تخريج طلاب يؤمنون بمشروع الحركة الإسلامية، وأوضح أن عملية التغيير تبدأ بتغيير المناهج، ومن ثم تدريب المعملين على المناهج الجديدة، ودعا لأن تتبع إدارة التدريب للمناهج.

ولفت القراي، إلى أن المعلمين يحتاجون للتدريب فيما يتعلق بالتعامل الإنساني اللائق مع الأطفال، وتجريم ثقافة الضرب، ودعا لخلو المدارس من العنف والتحرش، وقال: (هناك مدارس فيها بلاوي، والخلاوي التي تتعمد بشكل ممنهج إذلال الأطفال).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *