الخميس, نوفمبر 21, 2024
تقارير

تحركاتٌ جماهيرية بجنوب كُردفان للمطالبة بالسلام الشامل ودعم اتفاق (حمدوك – الحلو)

جبال النوبة – الريف الشرقي – الكويك: الواثق تبيسة

شهدت ولاية جنوب كردفان تحركات في عدة مناطق لدعم اتفاق السلام الموقع بين رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك، ورئيس الحركة الشعبية شمال- عبد العزيز الحلو، في (3) سبتمبر الماضي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

واحتفت محلية الريف الشرقي وإدارياتها المختلفة بالميدان الرئيسي بمنطقة (كيقا لُبُن) أو (الكويك) في (31) أكتوبر الماضي، بحضور جمع من تنظيمات المجتمع المدني الداعمة لعملية السلام الشامل تحت مظلة تجمع قوى السلام الشامل، وجمع الاحتفال مناطق (كيقا جرو، دميك، تميرو، الخيل، كيقا تُل)، للترحيب بذلك الاتفاق.

وبدأت تلك الفعالية الداعمة للسلام بمسيرة جمعت كل الطرق الصوفية والفرق الشعبية والتراثية ورجالات الإدارة الأهلية من أعيان وشيوخ وعمد ومكوك وشباب وطلاب وأمراء وكل قطاعات المجتمع المدني.

وجابت المسيرة كل أرجاء المحلية، ورفع المشاركون شعارات (الحرية والسلام والعدالة وحق تقرير المصير والعلمانية)، وختمت المسيرة بندوة سياسية تحت عنوان: (تحديات بناء السلام.. الفرصة الأخيرة).

ولفت الناشط في المجتمع المدني، ممثل مجلس (كيقا لُبُن) عبد الله اسماعيل، إلى أهمية الاتفاق الموقع والمتضمن إعلان المبادئ، وذكر: (العلمانية ليست ضد الدين كما يدعي من لا يريدون السلام الحقيقي)، وشدد على أن السلام يمثل ضرورة قصوى، وأضاف: (يجب أن يتم في أسرع وقت).

وتابع عبد الله: (هذه المنطقة حدثت لها الكثير من الأزمات والنكبات في ظل النظام المخلوع، بتغيير ديموقرافي، وأن أهل المنطقة أصبحوا لاجئين ونازحين في مناطق أخرى، وبعث برسالة لحكومة الفترة الانتقالية بضرورة تعزيز السلام والتعايش السلمي بين مكونات المجتمع.

ومن جانبها نبهت ملكة جمال النوبة الأولى كنداكة ميادة تتو للاستلاب الثقافي، ووجهت رسالة للنساء والشابات بالتمسك بالثقافة والهوية، وقالت: (التعدد والتنوع يجمل هذا الوطن).

وأضافت أن المرأة في مناطق النزاع هي الضحية، وأن الاتفاق الموقع في أديس أبابا سيعطي المجتمعات الأصيلة حقها في العيش الكريم.

وطالبت ملكة جمال النوبة الأولى، بدعم الريف والقرى من خلال البرامج التنموية الجاذبة للحياة، وطالبت بالسلام والتعايش السلمي.

كما شارك الفنان الشاب أمجد نوبة، بفاصل من الأغنيات الثورية التي تمجد تاريخ الحركة الشعبية لتحرير السودان من القائد د. جون قرنق دمبيور، وبطل النوبة يوسف كوة، وعبد العزيز الحلو)، التي وجدت التفاعل من الجمهور. وتواصلت الكلمات من قبل اللجنة المنظمة للفعالية، وتحدث مصعب كناسا متناولاً جذور الأزمة وأسباب الصراع من الظلم والتهميش والإقصاء والتنمية غير المتوازنة، وأشار إلى عسكرة المجتمعات، وضرورة التمسك بفصل الدين عن الدولة.

ومن جهته نوه عباس علوي، إلى إقحام الدين في السياسة، وطالب الدولة بالوقوف على مسافة واحدة بين الأديان.

وفي السياق تحدث عبدالقادر أقونا، عن الوضع السياسي الراهن، وقضايا الأرض، ولفت إلى التهميش والظلم السياسي الذي وقع في حقب التاريخ السياسي السوداني، وخصوصية شعوب جبال النوبة والنيل الأزرق ودارفور.

وشدد أقونا، على ضرورة تمسك المواطنين بإعلان المبادئ الموقع في أديس أبابا، ودعم ذلك الاتفاق لتحقيق السلام الشامل.

وبدوره أشار السكرتير العام للحركة الشعبية لتحرير السودان ورئيس الوفد المفاوض عمار آمون دلدوم، إلى ملف السلام في منبر جوبا، وأوضح أن الحكومة تتحدث عن السلام، وقال: (لكن ليس السلام الذي نريده ويريده الشعب السوداني)، وأضاف: (نحن نريد سلاماً عادلاً وشاملاً يتساوى فيه الناس أمام القانون ويكونوا سواسية)، وتابع: (متمسكون بالسلام الشامل الذي لا يورث الأجيال القادمة دماراً وقتلاً وتشريداً).

وجدد آمون، تمسك الحركة باتفاق أديس أبابا الموقع في (3) سبتمبر، الذي نص على (فصل الدين عن الدولة)، وأردف: (لا يوجد اتجاه للقبول بأي تغيير أو صيغة أخرى).

وذكر السكرتير العام للحركة الشعبية لتحرير السودان ورئيس الوفد المفاوض، أن الحركة الشعبية تطالب بدستور ينص صراحة على العلمانية وقائم على الفصل التام بين الدين والدولة، وذلك لضمان عدم إدخال الدين مرة أخرى في الدولة.

وزاد آمون: (نحن في الحركة الشعبية ضحايا الدولة الدينية عندما تبت الإسلام السياسي)، وأشار إلى إصدار فتاوى وتسيير الكتائب الجهادية، التي بموجبها شنت الحكومة حروباً جهادية ارتكبت مجازر وإبادة جماعية في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق، (طبقاً لحديثه)، وردد: (حدث كل ذلك باسم الدين).

وأوضح رئيس وفد الحركة الشعبية أن المواقف التفاوضية مع الحكومة تباينت حول العلمانية وفصل الدين عن الدولة، وقال: (الحكومة تقول إن العلمانية مرتبطة بالكفر والإلحاد والشرك، وإن الشعب السوداني معظمه مسلم ولا يمكن أن يقبل بالعلمانية)، ونفى آمون ذلك وأبان أن العلمانية هي إطار قانوني لإدارة الدولة ولا علاقة لها بالاعتقاد، والشعب السوداني شعب مؤمن ومتدين بمختلف الأديان، والدين يبقي في القلوب ووسط الشعب وليس في الدولة).

وتساءل السكرتير العام للحركة الشعبية شمال، (إذا تبنت الدولة ديناً معيناً أين سيذهب أصحاب الديانات الأخرى؟).

وأوضح آمون، أن إعلان المبادئ الموقع في أديس أبابا عالج كل القضايا العالقة في المفاوضات، التي بسببها لم يحرز التفاوض تقدماً لمدة (6) أشهر، وأبان أن الاتفاق نص على فصل الدين عن الدولة، ومضى للقول: (في غياب ذلك يجب احترام حق تقرير المصير، وللإقليمين -جنوب كردفان والنيل الأزرق- حق الاحتفاظ بالوضع الراهن، بما فيه حق الحماية الذاتية).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *