الاختصاصية التنموية سوسن جمعة: الظروف قاسية بمناطق النزاع ومشاركة المرأة لم تتعدّ (20%)
حوار: الواثق تبيسة
للمرأة في الريف وخاصة في مناطق النزاع خصوصية كبيرة نتيجة تأثرها بشكل كبير بالحرب والنزاعات المسلحة، ولما كانت هناك جهود من المنظمات والنساء الناشطات لمعرفة أدوارهن في معالجة قضايا النساء في مناطق الحروب، التقت (مدنية نيوز) بالناشطة والاختصاصية التنموية المهتمة بقضايا الشباب والمرأة والقيادية بتحالف قوى جبال النوبة المدنية سوسن جمعة، وتم استنطاقها عن قضايا الحرب والسلام ومشاركة النساء في الحكم فإلى مجريات الحوار:
::
أهلاً ومرحباً بك أستاذة سوسن جمعة، الفرصة أمامك لتقديم نفسك لقراء (مدنية نيوز) فمن أنت؟
اهلا ومرحباً بـ (مدنية نيوز) وتحية الثورة لكل الثوار والثائرات وأخص بالتحية نون النسوة ليس انحيازاً بل فخراً وإجلالاً للشهيدات والفقيدات واللاجئات والنازحات، لهن جميعاً المجد والخلود والعودة الظافرة للمفقودات.
أنا سوسن جمعة، خريجة جامعة الأحفاد للبنات بكالريوس تنمية ريفية وماجستير التنمية، عضوة مؤسسة لشبكة المنظمات النسوية، ناشطة في قضايا الشباب وعضوة مركز كارتر للسلام وعضوة سكرتارية تحالف قوى جبال النوبة المدنية، وباحثة في قضايا المرأة في مناطق النزاع، شاركت في العديد من ورش العمل والمؤتمرات داخلياً وخارجياً.
كيف تنظرين لمشاركة النساء في الحكم؟
يجب أن ننظر للوضع قبل الثورة، وبعد الثورة هناك تغيير كبير ولكن ليس بقدر الطموح، أرى أن هناك تقدماً ولكنه طفيف، وفي تقديري وبالنظر للنسبة التي وردت في الوثيقة الدستورية فهي تبلغ (40%) ولكن ما تم في الواقع أقل من ذلك بكثير، ربما لم تصل (20%) من المواقع.
ماذا بشأن المرأة في مناطق النزاعات، ماذا قدمتم للنساء هناك؟
لدى تواصل وزرت عدداً من المعسكرات في كل مناطق النزاعات، والظروف فيها قاسية وصعبة جداً حيث يعاني الإنسان بشدة ولا سيما حواء التي تتضاعف معاناتها في كل مستحقات الحياة من ماء ودواء وغذاء وحتى على مستوى التنقل.
كيف تساهم منظمات المجتمع المدني في عملية السلام الجارية مفاوضاتها لإنهاء تلك المأساة وما يتعلق بوضع النساء في مناطق النزاع؟
السلام أولاً، فهو يأتي كأولوية لحكومتنا، وفي هذا الجانب نحن كمنظمات مجتمع مدني أقمنا ورشة من خلال تحالف قوى جبال النوبة المدنية وكنا في جوبا عاصمة دولة جنوب السودان الشقيقة لنقدم رؤيتنا لأطراف التفاوض الجاري بين حكومة الفترة الانتقالية والحركة الشعبية لتحرير السودان شمال بقيادة عبد العزيز الحلو.
وسنحت لنا الفرصة أن نلتقي كتحالف قوى جبال النوبة المدنية بوفد التفاوض من الحركة الشعبية لتحريرالسودان شمال بقيادة الحلو، حول قضايا متعددة ومنها قضايا المرأة في مناطق النزاع، وأجندة النساء حاضرة ومن خلال هذه الخطوة استطعنا أن نقدم رؤيتنا لأننا لدينا حلم في أن يتحقق الأمن والاستقرار لأن الحرب وويلاتها قضت على الأخضر واليابس، وتأثيرها كبير خاصة على النساء في مناطق الهامش عموماً.
من خلال متابعتك، هل تتوقعين التوقيع على اتفاق سلام قريباً ما بين حكومة الفترة الانتقالية والحركة الشعبية لتحرير السودان شمال بقيادة عبد العزيز الحلو؟
نعم، أتوقع ذلك إذا ما وجدت الإرادة والعزيمة بنقاش مستفيض لحل جذور الأزمة السودانية، واستناداً على إعلان المبادئ الموقع في أديس أبابا وجوبا فهو يساهم في تجاوز تلك التحديات ويخلق مساحة للتواصل بين الشعوب المتعددة الثقافات واللغات واللهجات والمعتقدات في وطن يسعنا جميعاً، ويحقق المواطنة وحقوقها المنزوعة من أمد طويل.
كيف تنظرين لمستقبل فتيات المعسكرات في الداخل؟
هناك ضرورة لوصول المساعدات والخدمات التي تعينهن على الحياة أولاً، ولابد من عمل يحقق جمع الأسر من الفرقة والشتات لأحضان العائلات التي تقطعت بها السبل، وثم نبدأ بعملية عودة المجتمعات لجذورها حتى يتسني لها الاستقرار من جديد.
ما هي برامجكم المستقبلة بشأن المرأة الريفية؟
لدينا العديد من البرامج أولها السلام، وهذا محور كبير يجب أن يبنى على تراتبية صناعة وبناء واستدامة، ولكل من هذه المحاور مطلوبات يجب أن تتحقق لنبلغ الغايات المرجوة.
هل هناك أي تواصل بينكم وبين هذه المجتمعات؟
نعم، لنا وجود وتواصل مستمر لم ينقطع نهائياً، ونحن نسعى بكل قدراتنا وكل ما نستطيع لأن نكون حضوراً لمشاطرة النساء في مناطق المتضررين من الحرب.
كلمة أخيرة، ماذا أنت قائلة؟
الشكر لفريق (مدنية نيوز) وأخص بالتحية المرأة الريفية والمدنية والعاملة أينما وجدت، وتحية صبر وشكر للمرأة في النزوح واللجوء والقيادية ولكل (كنداكات) الوطن.