صغار في مواجهة المسؤولية.. (ن.م) (15) عاماً وتتحمل عبء تربية (6) أطفال
الدمازين: هدى مكاوي
(الحياة تؤلمنا وتعلمنا منها الكثير)، وردت هذه العبارة في ثنايا حديث (ن. م)، تلك الفتاة البالغة من العمر (15) عاماً وتعيش في الدمازين وتدرس بالصف الثاني الثانوي.
تتحمل (ن.م)، رغم صغر سنها مسؤولية تربية (6) أطفال، حيث توفيت والدتها أثناء الولادة التي أنجبت فيها طفلاً قبل أن تسلم روحها، وعقب رحيلها عن الحياة تحولت مسؤولية تربية أطفالها الستة إلى ابنتها (ن.م)، مع والد يتعاطى الخمر ويعامل ابنته حسب مزاجه وحالته العقلية، وبسبب التعاطي والسكر يتحول إلى وحش ويقوم بضربها دون أن يرق قلبه، وكثيراً ما يتركها لأيام وأسابيع مع إخوانها الصغار بحجة البحث عن لقمة العيش.
وبجانب هذا كله لدى الأب علاقة غير مشروعة مع ابنة بائعة الخمر التي تعادل ابنته في العمر، وتعيش الأسرة على معاش والدهم الذي يقسم إلى (3) ٲجزاء جزء للخمر وجزء لمن يقيم معها علاقته تلك، وجزء لـ (ن.م) وإخوانها الصغار.
وقالت (ن.م) لـ (مدينة نيوز) اليوم إنها تفكر أحياناً في الهروب من المسؤولية، ولكنها تلتفت إلى إخوانها فيحن قلبها وتضمهم لكي تنسى همومها، ورغم صغر عمرها حيث لم تغادر سن الطفولة بعد ولم تعش الحياة كبقية الأطفال، إلا أنها ترى في نفسها سنداً لإخوانها.
وحسب مراقبين فإنه بالنظر إلى حال المجتمع توجد نماذج كثيرة مثل (ن.م) التي قالت: (الحياة تؤلمنا ولكننا تعلمنا منها الكثير والكثير).
ويشدد الناشطون والناشطات باستمرار على أهمية تهيئة البيئة للأطفال عموماً والطفلات لممارسة حياتهن والعيش حسب كل مرحلة عمرية وعدم تكليف الطفلات بالمهام الأسرية الضخمة.
مجلس رعاية الطفولة يعد بالدعم
وحول إمكانية تقديم الدعم لتلك الأسرة وتمكين الأطفال ومنهم (ن.م) من مواصلة دراستهم وتخفيف عبء الحياة عليهم قالت الأمينة العامة لمجلس رعاية الطفولة بولاية النيل الأزرق نعمات آدم خليل، في إفادة لـ (مدنية نيوز) اليوم: إن المجلس لا يقدم الدعم في حالة وفاة الأمهات، وإن الدعم يتم في حالة وفاة الآباء، ولكنها وعدت في الوقت ذاته بدعم تلك الأسرة حتى يتمكن الأطفال من مواصلة دراستهم وتخفيف الأعباء عنهم.