الثلاثاء, أبريل 30, 2024
مقالات

عدالة.. عديلة

| في ما يتعلق |

بقلم: مشاعر عبد الكريم

عديدة الموضوعات، التي تنتظر أن نناقشها أن نطرحها أمام الجميع، باستحقاق(حق الحقيقة).. أكثر من استحقاق كتابة مقال أو مادة رأي للنقاش. و قائمة إنتظار الموضوعات قد تتقدم وتتاخر بحسب ملائمة الزمن و مواقيت نشر المادة. و أحياناً مزاج الكاتبة طبعاً.
طبيعة الفترة الانتقالية تحتم مناقشة موضوعات بعينها أو على الأقل طرقها بشئ من الجدية و العقل المنفتح، والقلب كذلك. دون اللجوء لمسألة التخوين والمؤمرات و (مسك العصاية من النص) مثلما يحدث في كثير من القضايا. فخطاب رئيس مجلس الوزراء الأخيرة، كشف بشكل واضح حتى للبعيدين عن ملاعب السياسة و إدارة الحكومة، كشف إن المركب لا يقودهاز(ريس) واحد بتناغم كما كان يشاع. بل كم رأس و(ريس) و كل مجموعة بما تملك من مصادر قوة و قوى.
(قوتنا في وحدتنا) جملة قد تبدو مستهلكة من كثر استخدامها كشعار على مر السنوات السابقة و مختلف الأنظمة الحاكمة. لكنها في أصلها حق و مستحق لهذا الشعب أن نستطيع صناعة قوة ووحدة نتجاوز بها كل المصاعب الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية بكافة مسالكها المختلفة. صياغة الوحدة تتطلب الالتقاء على قاسم مشترك أكبر وهل هنالك أكبر مما صدحت به الحناجر وهزم قوة النظام السابق ( حرية.. سلام.. عدالة) العدالة التي تستطيع إبراء الجراح المفتوحة منذ سنوات ليست جراح مجزرة القيادة العامة الحديثة، بل التي دامت لكل فترة الحكم السابق ثلاثون عاماً من القتل و التعذيب والاختفاءات و التشريد الخ.. ما الذي يؤخر قيام مفوضية العدالة الانتقالية؟ و مؤتمر صياغة قوانينها؟ ما الذي يجعل حقوق الضحايا أو الناجين من حرائق جهاز الأمن الوطني _المذاع الآن على شاشة التلفزيون القومي _ أن تكون قضايا لتحقيق العدالة الانتقالية و محاولة جادة للعبور نحو التحول الديمقراطي عبرها؟
عبّر كثيرون بالتأفف من تلكؤ لجنة التحقيق في فض اعتصام القيادة العامة أو (لجنة نبيل أديب) كما يطلق عليها شباب الثورة. وهو تأفف مبطن بغضب حتى الآن تتم السيطرة عليه كغضب، لكن قد يتطور لشئ يصعب السيطرة عليه إذا إستمرت الحكومة في هذا الصمت من قول الحقيقة كاملة أو سماعها.. و في هذا التباطؤ في إنفاذ استحقاقات الفترة الانتقالية و متطلبات السلام، ولو كان منقوصاً.
مقصورة على نشاط المجتمع المدني و قليل من أصوات المجتمع الدولي، تظل المطالبة بالعدالة الانتقالية بعيدة عن أرض الواقع. وعن الناس يرون إنها مصطلح فضفاض ومفخخ مثل المدنية.و للأسف حتى الإعلام قاصر عن تحقيق مطلوبات تفسير العدالة الانتقالية و كيف يمكنها أن تُعبد الطريق للتحول الديمقراطي الذي نحلم به، و خرج أغلبنا مطالبين به و دافعين الغالي محققين (بالروح بالدم نفديك يا سوداننا).
سودان جميل لن يكون إلا ب عدالة عديلة وواضحة مهما تطلب الثمن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *